المحاضرة 8: نَتَائِجُ التَبْرِيرِ

أَحْيَانًا، كَمَا تَعْلَمُونَ، فِي أَثْنَاءِ تَنَاوُلِنَا لِقَضَايَا لَاهُوتِيَّةٍ، مِنَ الْجَيِّدِ طَرْحُ سُؤَالٍ بَسِيطٍ مِثْلِ "مَاذَا فِي ذَلِكَ؟" أَوْ "مَا الْمُشْكِلَةُ الْكَبِيرَةُ؟" "لِمَاذا هَذَا بَالِغُ الْأَهَمِّيَّةِ؟" لَكِنْ عِنْدَمَا نَتَمَعَّنُ فِي عَقِيدَةِ التَبْرِيرِ وَنَطْرَحُ سُؤَالَ "مَاذَا فِي ذَلِكَ؟" نَحْنُ نَسْأَلُ عَنْ مَغْزَى تَبْرِيرِنَا أَوْ نَتَائِجِهِ؟ مَا مَدَى أَهَمِّيَّةِ التَبْرِيرِ لَنَا؟ وَمَا النَتَائِجُ الْمُتَرَتِّبَةُ عَلَيْهِ؟ فَبُولُسُ يَسْتَهِلُّ الْأَصْحَاحَ الْخَامِسَ مِنْ رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ بِهَذَا السُّؤَالِ. إِذْ قَدْ أَنْهَى الْأَصْحَاحَ 4 بِالِاسْتِنْتَاجَاتِ الَّتِي اسْتَخْلَصَهَا مِنْ مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: "لِذَلِكَ أَيْضًا: حُسِبَ لَهُ بِرًّا"، ثُمَّ فِي الآيَةِ 23 مِنَ الأَصْحَاحِ ذَاتِهِ "وَلَكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ، بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا، الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الْأَمْوَاتِ، الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لِأَجْلِ تَبْرِيرِنَا".

فَبَعْدَمَا كَتَبَ الرَسُولُ ذَلِكَ، يُوَاصِلُ اسْتِنْتَاجَهُ لِيَقُولَ: "فَإِذْ". لِلْعِلْمِ، كُلَّمَا تَمُرُّونَ بِحَرْفِ "إِذْ" وَمُرَادِفَاتِهِ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، عَلَيْكُمْ بِالتَوَقُّفِ وَمُلَاحَظَةِ أَنَّ مَا تُشِيرُ إِلَيْهِ حُرُوفُ الرَّبْطِ الِاسْتِنْتَاجِيَّةُ هُوَ اقْتِرَابُ وُصُولِكَ إِلَى اسْتِنْبَاطِ حُجَّةٍ أَوْ تَعْلِيمٍ لَهُ بَعْضُ الْأَهَمِّيَّةِ. وَلِهَذَا تُعْجِبُنِي الْأَصْحَاحَاتُ الَتِي تَبْدَأُ بِحَرْفِ "إِذْ" وَمُرَادِفَاتِهِ لِأَنَّهَا تَعْتَمِدُ عَلَى كُلِّ مَا جَاءَ قَبْلَهَا لِلْإِشَارَةِ إِلَى الِاسْتِنْتَاجِ التَالِي. وَلَكِنْ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ، فَأَيُّ مَنْ قَسَّمَ الرِسَالَةَ قَدْ بَدَأَ الْأَصْحَاحَ الْخَامِسَ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ: "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالْإِيمَانِ"، أَيْ أَنَّ تَبْرِيرَنَا بِالْإِيمَانِ أَمْرٌ وَاقِعٌ الْآنَ؛ أَمْرٌ قَدْ حَدَثَ فِعْلًا. فَهُوَ حَدَثٌ تَمَّ فِي الْمَاضِي. وَبِمَا أَنَّ هَذَا الْحَدَثَ قَدْ تَمَّ فِي الْمَاضِي، فَمَاذَا يَعْنِي هَذَا لِلْحَاضِرِ؟ يَقُولُ بُولُسُ: "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالْإِيمَانِ لَنَا سَلَامٌ مَعَ اللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" وَأَنَا سَأَتَوَقَّفُ عِنْدَ مُنْتَصَفِ هَذِهِ الْآيَةِ حَيْثُ يُعَدُّ السَلَامُ مَعَ اللَّهِ أَوَّلَ نَتَائِجِ تَبْرِيرِنَا.

فَبُولُسُ وَكُتَّابٌ آخَرُونَ فِي الْعَهْدِ الْجَدِيدِ يُصِيغُونَ ذَلِكَ بِلُغَةٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ. وَمِنْ أَهَمِّ الْمَفَاهِيمِ الْمُرْتَبِطَةِ بِفِكْرَةِ السَلَامِ مَعَ اللَّهِ هُوَ مَفْهُومُ الْمُصَالَحَةِ. والشَيْءُ المُهِمُّ لِلْغَايَةِ مِنْ أَجْلِ الْمُصَالَحَةِ، الَذِي بِدُونِهِ يَسْتَحِيلُ تَحْقِيقُهَا، هُوَ الِانْفِصَالُ. فَالْأَشْخَاصُ غَيْرُ الْمُنْفَصِلِينَ لَيْسُوا فِي حَاجَةٍ إِلَى الْمُصَالَحَةِ، وَمِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ الْمُصَالَحَةِ لا بُدَّ وَأَنْ يَقَعَ نَوْعٌ مِنَ الانْفِصَالِ، نَوْعٌ مِنَ الاغْتِرابِ الَذِي يَتَطَلَّبُ الْمُصَالَحَةَ. يُوَضِّحُ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ أَنَّهُ فِي حَالَةِ سُقُوطِنَا الطَبِيعِيَّةِ نَحْنُ فِي عَدَاوَةٍ مَعَ اللهِ، وَأَنَّ حَالَتَنَا الطَبِيعِيَّةَ هِيَ حَالَةُ اغْتِرَابٍ عَنْهُ. فَنَحْنُ لا نُرِيدُهُ فِي أَذْهَانِنَا. وَلا نُرِيدُهُ أَنْ يَمْلِكَ عَلَيْنَا. نُرِيدُ التَخَلُّصَ مِنْهُ.

مُنْذُ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، طُلِبَ مِنِّي إِلْقَاءُ مُحَاضَرَةٍ فِي كُلِّيَّةٍ مَا تَضُمُّ نَادِيًا لِلْمُلْحِدِينَ، وَطَلَبُوا مِنِّي الْحُضُورَ وَإِلْقَاءَ مُحَاضَرَةٍ، مِنْ مَنْظُورٍ دِفَاعِيٍّ، فِي نَادِي الْمُلْحِدِينَ هَذَا، وَفِعْلًا لَبَّيْتُ الدَّعْوَةَ. أَخْبَرْتُهُمْ فِي تِلْكَ الْمُحَاضَرَةِ أَنَّنِي عَلَى اسْتِعْدَادٍ تَامٍّ لِمُحَاوَلَةِ مُجَاوِبَةِ اعْتِرَاضَاتِهِمْ الْفِكْرِيَّةِ عَلَى حَقَائِقِ الْإِيمَانِ الْمَسِيحِيِّ وَالتَأْكِيدِ عَلَى وُجُودِ اللَّهِ. لَكِنِّي قُلْتُ أَيْضًا: "أُرِيدُكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا خَلْفِيَّتِي. سَأُجْرِي هَذَا الْحِوَارَ مَعَكُمْ مَعَ اقْتِنَاعِي بِأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ بِوُجُودِ اللَّهِ وَأَنَّ مُشْكِلَتَكُمْ لَيْسَتْ فِكْرِيَّةً بَلْ أَخْلَاقِيَّةٌ. مُشْكِلَتُكُمْ لَيْسَتْ نَقْصًا فِي الْمَعْرِفَةِ أَوْ الْحُجَجِ الْمُقْنِعَةِ لِمَعْرِفَةِ وُجُودِ اللَّهِ، إِنَّمَا مُشْكِلَتُكُمْ أَنَّكُمْ تَكْرَهُونَهُ وَمَا تَحْتَاجُونَهُ هُوَ الْمُصَالَحَةُ مَعَهُ". نَعَمْ، لَمْ يَسْتَحْسِنُوا مَا قُلْتُهُ. كَانُوا عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِلتَّنْكِيلِ بِي. "كَيْفَ تَجْرُؤُ عَلَى اتِّهَامِنَا بِكَرَاهِيَةِ اللَّهِ؟" حَسَنًا، إِذَا خَرَجْتُمْ وَسَأَلْتُمُ النَّاسَ فِي الشَارِعِ: "هَلْ تَكْرَهُونَ اللَّهَ؟" لَنْ تَجِدَ أَبَدًا إِنْسَانًا يَقُولُ: "نَعَمْ، أَنَا أَكْرَهُهُ". وَمَعَ ذَلِكَ يَقُولُ اللَّهُ إِنَّنَا نَكْرَهُهُ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا بِالطَّبِيعَةِ فِي حَالَةِ اغْتِرَابٍ، وَالتَّشْبِيهُ الْمُسْتَخْدَمُ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ تَشْبِيهُ حَالَةِ الْحَرْبِ؛ فَالْحَرْبُ لَيْسَتْ شَيِئًا جَمِيلًا.

فَنَحْنُ نَحْيَا أَزْمِنَةً عَنِيفَةً وَنَعْرِفُ وَيْلَاتِ الْحَرْبِ. إِذْ بِانْتِهَاءِ أَيِّ حَرْبٍ، نَرَاهَا مُنَاسَبَةً سَعِيدَةً. فَأَنَا أَتَذَكَّرُ جَيِّدًا، كَمَا لَوْ أَنَّهُ بِالْأَمْسِ، أَحَدَ أَيَّامِ صَيْفِ سَنَةِ 1945 حِينَمَا كُنْتُ أَسْكُنُ لِبَعْضِ الْوَقْتِ فِي شِيكَاغُو. كَانَ وَالِدِي يُحَارِبُ فِي السَاحَةِ الْأُورُوبِّيَّةِ، وَعِنْدَمَا انْتَهَى الصِرَاعُ، عَادَ لِإِنْهَاءِ خِدْمَتِهِ فِي الْجَيْشِ، لَكِنَّ الْحَرْبَ فِي الْيَابَانِ كَانَتْ لَا تَزَالُ مُسْتَعِرَةً. وَكُنْتُ أَلْعَبُ كُرَةَ الْعَصَا فِي الشَارِعِ فِي شِيكَاغُو حَيْثُ لَعِبْنَا هَذِهِ اللُعْبَةَ الْبَسِيطَةَ وَلَكِنْ فِي أَثْنَاءِ مُبَارَاةِ ذَاكَ الْيَوْمِ، كُنْتُ أَسْتَعِدُّ لِضَرْبِ الْكُرَةِ وَفَجْأَةً انْفَجَرَتْ ضَوْضَاءُ وَضَجِيجٌ، خَرَجَتِ النِّسَاءُ مِنْ مَسَاكِنِهِنَّ بِالْقُدُورِ وَالْمَقَالِي يَقْرَعْنَ عَلَيْها بِنَشَازٍ طَوِيلًا. كُنْتُ أَجْهَلُ تَمَامًا مَا كَانَ يَجْرِي، وَكُنَّ جَمِيعُهُنَّ يَصِحْنَ: "لَقَدْ انْتَهَتْ! لَقَدْ انْتَهَتْ!" لَقَدْ انْتَهَتِ الْحَرْبُ الْعَالَمِيَّةُ الثَّانِيَةُ، وَمَا زِلْتُ أَتَذَكَّرُ الْبَهْجَةَ الَتِي عَمَّتِ الْأَجْوَاءَ بِإِعْلَانِ السَلَامِ.

لَكِنَّ مُعَاهَدَاتِ السَّلَامِ لَا تَدُومُ إِلَى الْأَبَدِ. مُعَاهَدَاتُ السَّلَامِ وُقِّعَتْ لِتُنْتَهَكَ. وَأَتَذَكَّرُ أَيْضًا بَعْدَ عَامِ 1945 بِثَلَاثِ سَنَوَاتٍ إِلَى عَامِ 1948 وَأَقُولُ لَكُمْ عَنِ الْفَزَعِ الَّذِي عِشْتُهُ خِلَالَ الْحَرْبِ الْبَارِدَةِ إِذْ كُنَّا كَأَطْفَالٍ، كَمَا تَعْلَمُونَ، نَتَدَرَّبُ فِي الْمَدْرَسَةِ كُلَّ أُسْبُوعٍ عَمَّا يَجِبُ الْقِيَامُ بِهِ فِي حَالَةِ وُقُوعِ هُجُومٍ نَوَوِيٍّ بِسَبَبِ امْتِلَاكِ رُوسْيَا الْقُنْبُلَةَ الذَّرِّيَّةَ، ذَاكَ السَّيْفَ الْمُسَلَّطَ عَلَى رِقَابِنَا، وَكَانَتْ تُطَارِدُنَا فِكْرَةُ أَنَّنَا كُنَّا عَلَى شَفَا حَرْبٍ عَالَمِيَّةٍ ثَالِثَةٍ.

لَكِنْ عِنْدَمَا يُعْلِنُ اللَّهُ السَّلَامَ وَيَعْقِدُ مُعَاهَدَتَهُ، يَصْمُتُ صَلِيلُ السُيُوفِ. يَنْتَهِي كُلُّ خَطَرِ هُجُومٍ أَوْ حَادِثَةٍ أُخْرَى قَدْ تُشْعِلُ نِيرَانَ الصِرَاعِ مَرَّةً أُخْرَى. ذَكَرَ إِرْمِيَا عَنْ أَنْبِيَاءِ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ الْكَذَبَةِ قَوْلَهُمْ: سَلَامٌ، سَلَامٌ. وَلَا سَلَامَ. وَتَحَدَّثَ لَوْثَرُ عَنْ سَلَامٍ جَسَدِيٍّ، سَلَامٍ شَفَهِيٍّ بَعِيدٍ عَنْ أَرْضِ الْوَاقِعِ. وَلَكِنْ بِمُجَرَّدِ تَبْرِيرِنَا، تَكُونُ النَتِيجَةُ الْأُولَى لِذَلِكَ هِيَ السَّلَامُ مَعَ اللَّهِ. فَقَدْ انْتَهَتِ الْحَرْبُ. لَمْ يَعُدِ اللَّهُ فِي عَدَاوَةٍ مَعَنَا، وَلَمْ نَعُدْ نَحْنُ فِي الْمُقَابِلِ فِي عَدَاوَةٍ مَعَهُ. انْتَهَى الِاغْتِرَابُ، وَنَحْنُ مُتَصَالِحُونَ الْآنَ وَإِلَى الْأَبَدِ.

تَنْدُرُ مُنَاقَشَةُ هَذَا الْأَمْرِ الْيَوْمَ حَتَّى بَيْنَ الْمَسِيحِيِّينَ، كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ اللَّهِ. لَنَا سَلَامُ رَئِيسِ السَلَامِ. أَتَتَذَكَّرُونَ وَصِيَّةَ رَبِّنَا عِنْدَ مَوْتِهِ لِرُسُلِهِ؟ إِذْ قَالَ لَهُمْ فِي وَصِيَّتِهِ الْأَخِيرَةِ: "سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلَامِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلَا تَرْهَبْ". وَقَالَ لُوثَرُ إِنَّ الْوَثَنِيَّ يَرْتَجِفُ مِنْ حَفِيفِ الْوَرَقَةِ لِأَنَّهُ فِي عَدَاوَتِهِ لِلَّهِ يَخْشَى غَضَبَهُ. مَرَّةً أُخْرَى، سَأُضِيفُ إِلَى ذَلِكَ أَنَّ مَنْ خَلَّصَنَا مِنْهُ هُوَ اللَّهُ ذَاتُهُ. الْخَلَاصُ أَوَّلًا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ خَلَاصٌ مِنْ اللَّهِ. إِنَّهُ، نَعَمْ، بِاللَّهِ، لَكِنَّهُ مِنْ اللَّهِ أَيْضًا. خَلَاصٌ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ. فَمِنْ دَيْنُونَةِ اللَّهِ افْتُدَيْنَا وَلِأَنَّنَا تَصَالَحْنَا وَلِأَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِالسَّلَامِ، لَيْسَ لَدَيْنَا مَا يُخِيفُنَا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ الَذِي يُعَدُّ أَكْثَرَ مَا يُخِيفُ أَيَّ إِنْسَانٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ.

حَقًّا، عَقِبَ الْمُصَالَحَةِ، يَقُولُ بُولُسُ هُنَا: "لَنَا سَلَامٌ مَعَ اللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالْإِيمَانِ، إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ". فَالنَتِيجَةُ الثَانِيَةُ، هِيَ الدُخُولُ. إِنَّهُ لَيْسَ مُجَرَّدَ الدُخُولِ إِلَى نِعْمَتِهِ، وَلَكِنَّهُ الدُخُولُ إِلَى مَحْضَرِهِ. لَعَلَّكُمْ تَتَذَكَّرُونَ أَنَّ عُقُوبَةَ آدَمَ وَحَوَّاءَ كَانَتِ الطَرْدَ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ. فَاضْطَرَّا لِلْعَيْشِ بِاتِّجَاهِ مَشْرِقِهَا، وَأَقَامَ اللَّهُ كَارُوبِيمًا بِسَيْفٍ مُلْتَهِبٍ عِنْدَ مَدْخَلِ الْجَنَّةِ، لِمَاذَا؟ لِيَمْنَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ مِنَ الْعَوْدَةِ إِلَى مَحْضَرِ اللَّهِ، لَكِنِ الْآنَ هَذَا السَيْفُ الْمُلْتَهِبُ قَدْ رُفِعَ. وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ، وَلَنَا الْآنَ دُخُولٌ إِلَى مَحْضَرِ اللَّهِ ذَاتِهِ. لَنَا دُخُولُ الْأَبْنَاءِ الْمُتَبَنِّينَ إِلَى عَائِلَةِ اللَّهِ.

هَذَا هُوَ الْجَانِبُ الْعَظِيمُ الَذِي يَتَضَمَّنُهُ التَبْرِيرُ، التَبَنِّي إِلَى عَائِلَةِ اللَّهِ كَيْ نَدْعُوَهُ كُلُّنَا "أَبَانَا". وَبِالنِسْبَةِ إلى الْمُؤْمِنِ، تَدْعُوهُ كَلِمَةُ اللَّهِ إِلَى الِاقْتِرَابِ أَكْثَرَ. فَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الْمَسِيحِيَّةُ، الِاقْتِرَابُ قَدْرَ الْمُسْتَطَاعِ مِنَ اللَّهِ. لَقَدْ أُزِيلَتِ الْحَوَاجِزُ. نَحْنُ مَدْعُوُّونَ الْآنَ إِلَى التَقَدُّمِ بِثِقَةٍ، لَا بِغُرُورٍ بِالطَبْعِ. فَالْأَمْرُ لَيْسَ نُزْهَةً عَابِرَةً فِي حَدِيقَةٍ لِلتَقَدُّمِ إِلَى مَحْضَرِ اللَّهِ. يَدْعُونَا الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ إِلَى إِعْدَادِ أَنْفُسِنَا لِلتَقَدُّمِ إِلَى مَحْضَرِ اللَّهِ، مَعَ الْعِلْمِ أَيْضًا بِأَنَّ اللَّهَ حَاضِرٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَلَكِنْ لَهُ تَجَلِّيَاتٌ خَاصَّةٌ لِمَحْضَرِهِ.

أَوَّلُ هَذِهِ التَجَلِّيَاتِ الْخَاصَّةِ لِمَحْضَرِهِ هُوَ فِي بَيْتِهِ، الْكَنِيسَةِ. أَتَعَجَّبُ صَرَاحَةً مِنَ الْمَلَابِسِ الَتِي يَرْتَدِيهَا النَّاسُ الْيَوْمَ عِنْدَمَا يَذْهَبُونَ إِلَى الْكَنِيسَةِ، كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يَحْضُرُونَ مُبَارَاةَ بِيسْبُولْ أَوْ ذَاهِبُونَ إِلَى الشَاطِئِ، وَبَدَأْتُ أَقُولُ لِنَفْسِي: "تَخَيَّلْ لَوْ كَانَ هَذَا الْإِنْسَانُ مَدْعُوًّا إِلَى عِشَاءٍ رِئَاسِيٍّ فِي الْبَيْتِ الْأَبْيَضِ لَمَا فَكَّرَ فِي الْمَجِيءِ مُرْتَدِيًا مِثْلَ هَذِهِ الْمَلَابِسِ، وَالْوُقُوفِ فِي مَحْضَرِ الرَّئِيسِ". أَيًّا كَانَ رَأْيُكَ فِي الرَئِيسِ، فَإِنَّ الْمَنْصِبَ مُكَرَّمٌ لِلْغَايَةِ لِدَرَجَةِ أَنَّنَا فِي ثَقَافَتِنَا وَفِي أَيَّةِ ثَقَافَةٍ يَعْلِّمُ النَاسُ أَنَّنَا فِي أَوْقَاتٍ خَاصَّةٍ وَمُنَاسَبَاتٍ خَاصَّةٍ، وفي لَحَظَاتٍ مُقَدَّسَةٍ نَرْتَدِي مَلَابِسَ مُنَاسِبَةً. بِاقْتِرَابِنَا إِلَى اللَّهِ، نَدْخُلُ إِلَى مَحْضَرِ الْقُدُّوسِ الَذِي طُرِدْنَا مِنْهُ وَمُنِعْنَا مِنَ الدُخُولِ إِلَيْهِ.

لِذَا كُلَّمَا نَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ، يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلدُخُولِ بِرُوحِ الْمَخَافَةِ، بِرُوحِ الْإِكْرَامِ، بِرُوحِ الْفَرَحِ، بِرُوحِ الرَاحَةِ عَالِمِينَ أَنَّ الْحَرْبَ قَدِ انْتَهَتْ وَنَحْنُ الْآنَ فِي سَلَامٍ مَعَهُ. أَوَدُّ إِضَافَةَ إِلَى مَا سَبَقَ، الْمَفْهُومَ الْكِتَابِيَّ الْآخَرَ فِي النَصِّ أَنَّهُ فِي تَبْرِيرِنَا وَنَيْلِنَا هَذَا الدُخُولَ إِلَى النِعْمَةِ حَيْثُ يُمْكِنُنَا الِاقْتِرَابُ، نَقْتَرِبُ مِنَ الْمَسِيحِ. نَدْخُلُ لِأَنَّهُ قَدْ احْتَسَبَ بِرَّهُ لَنَا، فَنَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ الدُخُولَ مِنْ ذَوَاتِنَا إِلَى مَحْضَرِ اللَّهِ، بَلْ فَادِينَا هُوَ مَنْ يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ. رُبَّمَا قَدْ تَعَلَّمْتُمْ سَابِقًا فِي فُصُولِ اللُغَةِ الْيُونَانِيَّةِ جَمِيعَ التَفَاصِيلِ، فَكَمَا تَعْلَمُونَ، في اللُغَةِ الْيُونَانِيَّةِ حَرْفَا جَرٍّ بَسِيطَانِ وَهُمَا حَرْفُ الْجَرِّ "eis" وَحَرْفُ الْجَرِّ "en" وَلَكِنْ مَا الْفَرْقُ حِينَ يَأْمُرُنَا الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ أَنْ نُؤْمِنَ بِالْمَسِيحِ، وَأَنْ يَأْمُرَنَا "بِالْإِيمَانِ فِيهِ".

فَلِكَيْ نَكُونَ فِي هَذِهِ الْغُرْفَةِ الْآنَ، نَحْنُ دَاخِلَ الْغُرْفَةِ وَلَكِنْ لِكَيْ نَدْخُلَ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ، لَزِمَ عَلَيْنَا عُبُورُ هَذَا الْبَابِ وَعِنْدَمَا كُنَّا عَلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ مِنْهُ، لَمْ نَكُنْ هُنَا، كَانَ عَلَيْنَا التَحَرُّكُ. كَانَ عَلَيْنَا الِانْتِقَالُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى هُنَا، وَهَذِهِ الْحَرَكَةُ فِي الْيُونَانِيَّةِ تَسْتَخْدِمُ حَرْفَ الْجَرِّ "eis"، فَأَنْتَ تَنْتَقِلُ إِلَى دَاخِلِ شَيْءٍ مَا وَنَحْنُ مَدْعُوُّونَ إِلَى الْإِيمَانِ فِي الرَبِّ يَسُوعَ بِتَبْرِيرِنَا. لِأَنَّهُ حِينَ نُؤْمِنُ فِي الرَبِّ يَسُوعَ، مَاذَا يَحْدُثُ؟ نَحْنُ الْآنَ، كَمَا قَالَ بُولُسُ مِرَارًا وَتَكْرَارًا، "فِي الْمَسِيحِ"، "en Christo". نَحْنُ فِي الْمَسِيحِ وَالْمَسِيحُ فِينَا. وَهَذَا جُزْءٌ مِنْ النَتِيجَةِ الْعُظْمَى لِتَبْرِيرِنَا. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ تَبَرَّرَ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْخَارِجِ إِلَى الدَاخِلِ، لِنَكُونَ فِي الْمَسِيحِ. أَنَا فِي الْمَسِيحِ وَإِذَا كُنْتَ أَنْتَ مُؤْمِنًا، فَأَنْتَ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ، وَهَذَا يُحَدِّدُ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ بَعْضُنَا بَعْضًا لِأَنَّهُ كَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَكْرَهَ شَخْصًا فِي الْمَسِيحِ إِذَا كُنْتُ أَنَا فِي الْمَسِيحِ؟ كَيْفَ نَكْرَهُ بَعْضُنَا بَعْضًا؟ لَقَدْ نِلْنَا الْمَقْدِرَةَ عَلَى مَحَبَّةِ بَعْضِنَا بَعْضًا لِأَنَّنَا مَعًا تَبَرَّرْنَا وَجُلِبْنَا إِلَى هَذِهِ الْعَائِلَةِ، فَأَنَا فِي الرَبِّ يَسُوعَ، وَهُوَ فَيَّ، وَأَنْتَ فِيهِ، وَهُوَ فِيكَ.

فَلَا عَجَبَ مِنْ أَنَّهُ عِنْدَمَا آمَنَ بِولِسُ فِي الطَرِيقِ إِلَى دِمَشْقَ عِنْدَمَا كَلَّمَهُ الرَبُّ يَسُوعُ مِنَ السَمَاءِ قَائِلًا: "شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟" فَبُولُسُ لَمْ يَعْرِفِ الرَبَّ يَسُوعَ قَبْلًا. لَمْ يُقَابِلْهُ قَبْلًا. لَمْ يَسْبِقْ لَهُ أَنْ رَأَى الرَبَّ يَسُوعَ، لَكِنَّهُ كَانَ مُلْتَزِمًا بِشِدَّةٍ بِتَدْمِيرِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، وَلِذَا يَقُولُ الرَبُّ يَسُوعُ: "أَنْتَ تَضْطَهِدُ شَعْبِي، أَنْتَ تَضْطَهِدُ كَنِيسَتِي، أَنْتَ تَضْطَهِدُنِي لِأَنَّنِي أَنَا فِيهِمْ وَهُمْ فِيَّ". نَحْنُ فِي اتِّحَادٍ بَيْنَنَا وَفِينَا، الِاتِّحَادُ، مَرَّةً أُخْرَى، الَذِي هُوَ إِحْدَى نَتَائِجِ تَبْرِيرِنَا.

ثُمَّ يُكْمِلُ بُولُسُ لِيَقُولَ: "الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالْإِيمَانِ، إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللَّهِ". قَدْ نَسْتَغْرِقُ سِتَّةَ أَسَابِيعَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِمُفْرَدِهَا، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ مَاذَا يَعْنِي "نَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ"؟ يَتَحَدَّثُ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ عَنِ الرَجَاءِ طَوَالَ الْوَقْتِ؛ بِالْإِيمَانِ وَالتَبْرِيرِ يَأْتِي الرَّجَاءُ، وَهَذَا أَمْرٌ يَصْعُبُ الْحُصُولُ عَلَيْهِ لِأَنَّ فِي ثَقَافَتِنَا الْمَعْنَى الَذِي نَقْصِدُ بِهِ الرَّجَاءَ، يَخْتَلِفُ اخْتِلَافًا جَذْرِيًا عَنْ مَعْنَى الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. مَا نَقْصِدُهُ نَحْنُ بِالرَجَاءِ: مَا لَسْنَا مُتَأَكِّدِينَ مِنْهُ، لَا نَعْرِفُ مَاذَا سَتَكُونُ نَتِيجَةُ مُبَارَاةِ كُرَةِ الْقَدَمِ أَوْ نَتِيجَةُ اخْتِبَارَاتِنَا النِهَائِيَّةِ. حِينَ أَقُولُ: "مَاذَا فَعَلْتَ فِي الِاخْتِبَارَاتِ النِّهَائِيَّةِ؟" أَنْتَ تَقُولُ: "أَرْجُو أَنْ أَجْتَازَهَا، أَرْجُو أَنْ أَكُونَ قَدْ جَاوَبْتُ صَحِيحًا". فَأَنْتَ لَسْتَ مُتَأَكِّدًا، أَنْتَ لَا تَعْرِفُ، أَنْتَ لَا تُشْعُرُ بِالْيَقِينِ. فِي الْحَقِيقَةِ أَنْتَ خَائِفٌ. بَيْنَمَا الرَجَاءُ فِي الْعَهْدِ الْجَدِيدِ بَعِيدٌ عَنْ الشُعُورِ الْمُرْتَبِطِ بِالرَغْبَةِ أَوِ التَمَنِّي. إِنَّهُ يَقِينٌ مِنْ جِهَةِ مَا سَيَأْتِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْمَوْعُودِ بِهِ فِي الْمَاضِي أَوْ فِي الْحَاضِرِ. لِهَذَا أُطْلِقَ عَلَيْهِ مَرْسَاةُ النَّفْسِ، إِذْ يَمْنَحُ اسْتِقْرَارًا لِلْمُؤْمِنِ. فَهُوَ الرَجَاءُ الَذِي يَطْمَحُ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ. هُوَ الثِقَةُ فِي أَنَّ اللَّهَ سَيُحَقِّقُ مَا قَالَ إِنَّهُ سَيَفْعَلُهُ. وَهَكَذَا مَعَ إِيمَانِنَا وَتَبْرِيرِنَا يَأْتِي هَذَا الرَجَاءُ أَيْضًا، الَذِي هُوَ رَجَاءُ الْمَجْدِ.

كُلُّ مَا أُرِيدُهُ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ هُوَ رُؤْيَةُ اسْتِعْلَانِ بَهَاءِ مَجْدِ اللَّهِ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ. أَيُمْكِنُكُمْ تَخَيُّلُ كَيْفَ سَيَبْدُو النَظَرُ إِلَى وَجْهِ الْمَسِيحِ فِي الْمَلَكُوتِ، الرُؤْيَةُ الطُوبَاوِيَّةُ، رُؤْيَةُ اللَّهِ، رُؤْيَتُهُ كَمَا هُوَ فِي مَجْدِهِ، لِنَتَسَرْبَلَ بِمَجْدِ اللَّهِ؟ نَحْنُ لَنَا هَذَا الرَجَاءُ، الرَجَاءُ، الَذِي يَقُولُ عَنْهُ بُوَلُسُ، لَا يُخْزِينَا. وَلَنْ نَسْتَحِيَ بِهِ، لِأَنَّهُ رَجَاءٌ لَا يَفْنَى. رَجَاءٌ يَمْنَحُنَا أَسْبَابَ تَقْدِيسِنَا لِأَنَّنَا نُتَمِّمُ خَلَاصَنَا بِخَوْفٍ وَرَعْدَةٍ، وَلَيْسَ كَمَنْ هُمْ بِلَا رَجَاءٍ، كَمَنْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا أَكْثَرَ بِصُورَةِ الْمَسِيحِ، وَلَكِنَّ هَذَا لَنْ يَتَحَقَّقَ. لَا، لَا، لَا، نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا سَيَتَحَقَّقُ.

يَتَحَقَّقُ تَقْدِيسُنَا عَلَى أَسَاسِ يَقِينِ تَبْرِيرِنَا. لِذَا قَالَ بُطْرُسُ: "اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ". فَتَحَلَّوْا بِيَقِينِ خَلَاصِكُمْ حَتَّى تَصِيرُوا عَلَى صُورَتِهِ فِي حَيَاةِ تَقْدِيسِكُمْ. مَرَّةً أُخْرَى، مِنْ نَتَائِجِ تَبْرِيرِنَا أَيْضًا، عَمَلِيَّةُ تَقْدِيسِنَا، فَمِنْ الْمُهِمِّ لِلْغَايَةِ فَهْمُ الْعَلَاقَةِ بَيْنَ التَبْرِيرِ وَالتَقْدِيسِ. وَمِنْ هُنَا يَنْبُعُ الْجِدَالُ، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، فِي رِسَالَةِ يَعْقُوبَ إِذْ يَبْدُو أَنَّهُ يُنَاقِضُ التَبْرِيرَ بِالْإِيمَانِ وَحْدَهُ الَذِي يُعَلِّمُ بِهِ بُولُسُ. لَكِنَّ مَا يَجْرِي هُنَاكَ هُوَ نِقَاشٌ بَيْنَ عَلَاقَةِ التَبْرِيرِ وَالتَقْدِيسِ، وَإِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي الْمُحَاضَرَةِ التَالِيَةِ سَنَتَمَعَّنُ فِي تِلْكَ الْعَلَاقَةِ الَتِي أَفْرَدَهَا يَعْقُوبُ وَالَتِي عَلَّمَهَا بُولُسُ الرَسُولُ فِي رُومِيَةَ وَتَمَعَنَّا فِيهَا.