طاعة المسيح المزدوجة
۲۲ أبريل ۲۰۱۹ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقيّ
۲۳ أبريل ۲۰۱۹السَمَاوَات الجَدِيدَة وَالأَرْض الجَدِيدَة
ما يحدث الآن له تأثير أبدي. إن عنوان عمود دكتور سبرول في كل عدد من إصدارات مجلة تيبولتوك يُجسد بشكل دقيق العلاقة بين الإنجيل والسماوات الجديدة والأرض الجديدة. إن الأخبار السارة عن ذبيحة موت المسيح وقيامته المجيدة لها تداعيات أبدية لمصير كل إنسان. فرد فعلك على هذه الرسالة سيكون — سواء كان ذلك في ثقة متواضعة أو في حالة عدم إيمان بتحدي — سيكون هو نقطة تحولك بين النعيم الذي لا حدود له الذي يتجاوز أكبر أحلامك والعذاب الصارم الذي يتجاوز أسوأ كوابيسك.
إن الإله الحي، صاحب السيادة على كل ذرة في العالم وكل جزء من الثانية من تاريخ العالم، يُوجه الكون نحو اكتمال من شأنه أن يُظهر جلال حكمته، وقوته، وعدله، ورحمته لكي يراه كل مخلوق في كل مكان. إن السماوات والأرض الحالية، الملطخة بالخطية البشريّة واللعنة التي تتكبدها، سوف "تَبْلَى" و"تَتَغَيَّرُ" (عبرانيين ١: ١١-١٢)، وتتزعزع وتزول (عبرانيين ١٢: ٢٦-٢٧). بالنسبة للسماء والأرض الأولى، لَن يَبْقَ لَهُمَا "موضع"، ولكن بدلاً من ذلك ستظهر "سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً" (رؤيا ٢٠: ١١؛ ٢١: ١).
هذا الوعد قديم قدم نبوءة إشعياء: "لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال. بَلِ افْرَحُوا وَابْتَهِجُوا إِلَى الأَبَدِ فِي مَا أَنَا خَالِقٌ، لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ أُورُشَلِيمَ بَهْجَةً وَشَعْبَهَا فَرَحًا" (إشعياء ٦٥: ١٧-١٨؛ انظر ٦٦: ٢٢-٢٣). يؤكد الرسول بطرس أن البر سيسكن السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي نترجاها (٢ بطرس ٣: ١٣). ويضيف بولس أن كل الخليقة، التي "أُخْضِعَتِ" للبطل والاضمحلال، تشترك مع أبناء الله في التوق إلى التحرر من "عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ" في قيامتنا (رومية ٨: ١٩-٢٢).
كيف نصف السماوات الجديدة والأرض الجديدة؟ لوصف الكون القادم بالسلب، يمكننا القول أن البؤس الذي يتسبب الآن في مثل هذا الضرر والاضطراب سوف يختفي: لاَ يَكُونُ حُزْنٌ، وَلاَ وَجَعٌ، ولا موت - فلن تبقى أيّة أثار للعنة (رؤيا ٢١: ٤؛ ٢٢: ٣). من الأصعب أن نتصور بالإيجاب ما سيكون عليه العالم الذي تم تطهيره من الشر والمحن. يستخدم الأنبياء والرسل أقصى حدود اللغة لتقديم لمحة عن الحقائق المجيدة التي تتجاوز خبرتنا. يمكننا أن نقول أن قيامة المسيح من الأموات هي أول ثمار الخليقة الجديدة المُكتملة، لذا فإن جسده المجيد الذي قام من الأموات يُنبئ بالقيامة التي تنتظر شعبه (1 كورنثوس ١٥: ٢٠-٢٢؛ فيلبي ٣: ٢١). بعد أن قام من الأموات، كان يستطيع أن يأكل ويُلمَس (لوقا ٢٤: ٣٩-٤٣)، لذا فإن جسده المادي يجعلنا نتوقع المناظر الطبيعية المرسومة في سفر الرؤيا — فشَجَرَة الحَيَاة ذات الأوراق الشافية والثمار التي لا تنقطع، على سبيل المثال (رؤيا ٢٢: ١-٥) — ليس رمزيًّا تمامًا. على الأقل يمكننا أن نقول إن وطننا النهائي ليس غير مادي أو روحي، ولكنه إعادة تأكيد قوية للتصميم الأصلي للخالق، لأنه هو من أعلن أن السماء والأرض الأولى "حَسَنٌ جِدًّا" (تكوين ١: ٣١).
تعلن كلمة الله بما فيه الكفاية عن السماوات والأرض الجديدة لتجعلنا نسأل بإلحاح: "كيف يمكنني الوصول إلى هذا الوطن الموعود الذي فيه والسرور النقي في محضر الله؟" يقودنا هذا السؤال إلى بشارة الإنجيل. سيسكن السماوات والأرض الجديدة "عبيد الله" (رؤيا ٢٢: ٣-٥)، الذين التصقوا بكلمة الله واعترفوا بالمسيح (١: ٢، ٩؛ ٢٠: ٤). لقد فدائهم دم الخروف، وأسمائهم مكتوبة في سفر الحياة (١٢: ١١؛ ٢٠: ١٢-١٥؛ ٢١: ٢٧).
ومع ذلك، تؤكد رؤى سفر الرؤيا الأهمية القصوى لبشارة الإنجيل من منظور — واقعي جدًا — آخر. أولئك الذين لا توجد أسماؤهم في كتاب الخروف ستتم إدانتهم حسب أعمالهم خلال حياتهم. فبدون غطاء دم الخروف الذي يُكفر، فإنهم سيتعرضون لغضب الله العادل، ويُدانون ويُطرحون في "بُحَيْرَةِ النَّارِ"، أي الموت الثاني (٢٠: ١٣-١٥). ستتحد نفوسهم مرة ثانية مع أجسادهم التي مارسوا بها تمردهم، وفي تلك البحيرة الناريّة سيختبرون ليس فقط الألم البدني المتواصل ولكن أيضًا الحرمان التام من الراحة النفسية والروحية. فقد تكلم يسوع بنفسه عن هذا العذاب الأليم الذي ينتظر المتمردين، وهو مكان "حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ" (مرقس ٩: ٤٣-٤٨؛ إشعياء ٦٦: 24).
هل مشهد الويلات المستمرة — المضمون من قبل عدل الله الثابت — يُخيف قلبك؟ يجب أن يفعل ذلك. الآن هو وقت الثقة في الخروف ودمه الفادي.
هل المسرّات القادمة في السماوات الجديدة والأرض الجديدة تثير شوق قلبك؟ يجب أن تفعل ذلك. الآن هو وقت الثقة في الخروف ودمه الفادي. فما يحدث الآن حقًا له تأثير أبدي.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.