أكثر العقائد صعوبة في إقرارات دورت - خدمات ليجونير
المُخطط الليبرالي
۱۳ مايو ۲۰۱۹
سنودس دورت
۲۰ مايو ۲۰۱۹
المُخطط الليبرالي
۱۳ مايو ۲۰۱۹
سنودس دورت
۲۰ مايو ۲۰۱۹

أكثر العقائد صعوبة في إقرارات دورت

منذ بضعة أعوام، كَتبتُ سلسلة من المقالات في موقع ليجونير عن عقيدة سبق التعيين. وكمخطط عام، استخدمت القسم الرئيسي الأول للعقيدة المذكور في إقرارات سنودس دورت. تمت كتابة هذه الأحكام أو "الإقرارات" اللاهوتيّة في اجتماع أو "سنودس" دولي حضره أساتذة وقساوسة وشيوخ مُصلحين، وكذلك رجال الدولة في مدينة دوردريخت (Dordrecht) الهولندية من عام 1618 وحتى 1619. كُتبت الإقرارات استجابةً للصراع، الذي لم يكن في أنحاء الكنيسة الهولندية المُصلحة فحسب، بل كان في كل أوروبا أيضًا، حول تأثير تعاليم القس جاكوب هيرمانزون (Jakob Hermanszoon) الذي أصبح أستاذًا جامعيًا فيما بعد (1560-1609)، وهو المعروف أكثر بترجمة أسمه إلى اللاتينية باسم جاكوبس (يعقوب) أرمينيوس. فبعد وفاته كتب تابعيه احتجاجًا، واعتراضًا، يتعلّق بخمس نقاط لاهوتيّة وهكذا أصبحوا يُعرفون باسم "المحتجون" (Remonstrants). في المقابل، جاء رد سنودس دورت على كل نقطة في إقراراته.

في هذه السلسلة، أود أن أقودكم إلى العقيدة الكتابية التي يُطلق عليها الكفارة "المحدودة" أو "المُحدّدة"، وذلك باستخدام القسم الثاني الرئيسي للعقيدة في إقرارات سنودس دورت كمخطط عام. لنبدأ باستكشاف لماذا تُعد هذه العقيدة الأكثر صعوبة في إقرارات دورت.[1]

صعوبة اللغة:

تعد هذه العقيدة صعبة لأن اللغة قد تكون صعبة. فَكِّر في المُسميّات. ما هي أسرع طريقة تسمي بها خصومك، وتحصرهم، وتنبذهم؟ نسميهم أتباع شخص ما: "الأرمينيون". وفي المقابل، فإن أشخاص مثلي نُدعى أتباع شخص آخر: "كالفينيّون".

تسطّح المصطلحات الحديثة التعقيدات التاريخية.[2] لو أمكن لي أن أعود بالزمن قبل سنودس دورت لمدينة هدسون (Heusden) الهولندية وأسأل راعيها الجديد والعضو المنتدب في المستقبل لسنودس دورت جيجبرتوس فوتيوس (Gijsbertus Voetius)، "أيها السيد فوتيوس، ماذا يعني أن تكون مُصلحًا؟ فربما سيُجيب: "أن نؤمن بالسبعة وثلاثين بند لإقرار الإيمان البلجيكي و129 سؤال وجواب لدليل إيمان هيدلبرج". (كانت "الكالفينيّة" الأصيلة في ذلك الوقت كالفينيّة ذات 166 نقطة!). بعد السنودس تم اعتماد "صياغة للتوقيع" من أجل القسوس، والأساتذة، ومعلمو المدارس، والشيوخ، والشمامسة لكي يتعهدوا أمام الله أنهم يؤمنون أن عقيدة إقرار الإيمان، ودليل الأسئلة والأجوبة، والإقرارات هي كتابية. مازالت تتطلّب الكنائس التي أخدم بها هذا الأمر. المثير للدهشة هو كيف تصف تلك الصياغة إقرارات دورت باعتبارها "شرحًا لبعض النقاط في العقيدة المذكورة سابقًا والتي أعدّها السنودس الوطني لمدينة دوردريخت (Dordrecht)".

صعوبة أخرى وهي: ما هو حقًا موضوع النقاش؟ بشكل عام، نتكلم عن "الكفارة المحدودة". إن المشكلة هي أنه باستثناء الشموليين (universalists)، الذين يؤمنون أن كل إنسان سيذهب للسماء، يحدّ الجميع من فاعليّة الخلاص لموت المسيح، بما فيهم حتى المحتجّين. في عام 1610، عندما بدأ المحتجون احتجاجهم، كتبوا: "مات يسوع المسيح مخلص العالم لأجل جميع الناس ولأجل كل إنسان، حتى أنه حصل على المصالحة وغفران الخطايا للجميع بواسطة موت الصليب". يبدو أنه هذا غير محدود، أليس صحيحًا؟ لكنهم استمروا بالقول: "لكن لا يتمتع أحد فعليًا بغفران الخطايا هذا إلا المُؤمن".[3] عندما كتب سنودس دورت إقراراته، كان عنوان القسم الرئيسي الثاني للعقيدة هو "عن موت المسيح وفداء الإنسان بواسطته". بكلمات أخرى، ما هي علاقة ما عمله المسيح بموته بشراء مَنْ هم عبيدًا للخطية؟ وهكذا، فإن عبارة الكفارة المحدودة لها فائدة محدودة.

صعوبة العقيدة:

وفقًا للاقتباس السابق، كان المخطط العام لفكر المحتجين في عام 1610 هو أن المسيح "حصل على المصالحة وغفران الخطايا للجميع"، ولكن "لا يتمتع أحد فعليًا بغفران الخطايا هذا إلا المُؤمن". ثم بعد عام 1611، في مؤتمر في مدينة لاهاي (Hague)، أصبح المحتجون أكثر وضوحًا في إقرارهم أن المسيح "حصل على المصالحة وغفران الخطايا لكل البشر".[4] وقد استخدموا تمييزًا عامًا بين "الحصول" و"التطبيق"، أو كما نقول الآن تحقيق الفداء وتطبيق الفداء. لكن بما أن "الحصول" (التحقيق) يُمكن أن يعني "اكتساب"، "استحقاق" "امتلاك"، "شراء"، أو حتى "منح"،[5] فالتمييز العقيدي بين تحقيق الفداء وتطبيق الفداء أصبح غير واضح.

في السنوات التي سبقت سنودس دورت، طَوّر علماء اللاهوت المحتجين نظام عقيدتهم بشكل أكبر. نستطيع أن نرى لمحة من "رفض الأخطاء" بعد كل نقطة مؤكّدة عن العقيدة في الإقرارات حيث تم اقتباس كتابات المحتجين. هنا ملخص لأخطائهم:

  • لم یمت المسيح من أجل شخص بعينه؛ لذلك من الممكن ألا ينطبق الفداء الذي تم تحقيقه على أي شخص. (الرفض 1)[6]
  • لم يؤسس موت المسيح عهدًا جديدًا للنعمة بل فقط أن يربح للآب الحق في أن يقيم عهدًا مع الإنسان. (الرفض 2)
  • لم يربح المسيح لأي أحد الإيمان الذي به يُنتفَع على نحو فعّال بترضيته للخلاص، بل أنه ربح فقط للآب السلطان في وضع شروط تعتمد طاعتها على الإرادة الحرة للإنسان. (الرفض 3)
  • ليس عهد النعمة الجديد أننا نتبرر بالإيمان الذي يقبل استحقاق المسيح، لكن أن الله تراجع عن مطلب الطاعة الكاملة للناموس بل يعتبر الإيمان والطاعة غير الكاملة كما لو كانت طاعة كاملة. (الرفض 4)
  • قد تم قبول جميع البشر في حالة المصالحة وبالتالي لا يُدان أحد بسبب الخطية الأصلية. (الرفض 5)[7]
  • في حين أن الله أراد أن يمنح لجميع البشر بالتساوي كل بركات الفداء، لا يعتمد تطبيقه على عطيته للإيمان لكن على حرية اختيارهم أن يطبقوا النعمة على أنفسهم. (الرفض 6)
  • لم يمت المسيح من أجل مَنْ أحبهم الله واختارهم لأن هؤلاء الناس ليسوا في حاجة لموته، كونهم بالفعل مختارین. (الرفض 7)

كما ترون من خلال هذه النقاط الموجزة، لم يكن الجدال بين المُصلحين والمحتجّين هو ببساطة المقابلة بين الكفارة "المحدودة" و"غير المحدودة". بل اشتمل هذا الجدال على الكثير من النقاط الرئيسية والفرعية المعقدة والصعبة. بعد قولي هذا، أود أن أرحب بكم في أكثر العقائد صعوبة في إقرارات دورت والتي سنبحثها في المقالات التالية.

[1] أود أن أشكر صديقي مايكل لينش (Michael Lynch) حيث أن دراساته في درجة الدكتوراه عن جون دافينانت (John Davenant) ومؤلفاته الأخرى المتعلقة بهذه المقال قد أغنت فهمي بشدة عن هذا الموضوع.
[2] إن ما يُطلق عليه توليب (TULIP) كاختصار يرجع أثره لخطبة في عام 1905 ألقاها د. مكافي (McAfee) في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، أمام الاتحاد المشيخي في نيوارك بولاية نيوجيرسي.
The Outlook (June 21, 1913), 394–395. See also Richard A. Muller, “Was Calvin a Calvinist? Or, Did Calvin (or Anyone Else in the Early Modern Era) Plant the ‘TULIP’”? As found at https://www.calvin.edu/meeter/Was%20Calvin%20a%20Calvinist-12-26-09.pdf (Accessed August 13, 2017).
[3] “Appendix C: The Remonstrance of 1610,” cited in Crisis in the Reformed Churches: Essays in Commemoration of the great Synod of Dort, 1618–1619, ed. Peter Y. De Jong (Grand Rapids, Mich.: Reformed Fellowship, 1968), 208.
[4] Petrus Bertius, Scripta Adversaria Collationis Hagiensis (Lugduni Batavorum, 1615), 123.
[5] قال ديفيد باريوس (David Pareus) إن كلمة impetrare ("الحصول") يمكن الاستعاضة عنها بسبع كلمات مختلفة.
Acta Synodi Nationalis . . . Dordrechti (Lugduni Batavorum, 1620), 215.
[6] يقول نيكولاس جريفينكوفيوس (Nicholaas Grevinchovius) "إني أقر بالله حقًا رغبته الدائمة والمستمرة في تطبيق الخير على كل البشر على حدة؛ ولكني أنكر أن التطبيق نفسه كان بسبق تعيين مشورة وقضاء من الله لأي إنسان إلا مَنْ يؤمن به". لذلك أمكنه أن يقول: "لم يكن هناك أي وعد أو إرادة مطلقة من الله فيما يتعلق بفاعليّة الفداء لأي فرد من الأفراد، ولكن أن يريد الله أو أن لا يريد تطبيق موت المسيح على جميع البشر بشكل فردي غير مطلق بل بشروط؛ فهو يريده للجميع إن كان لديهم الإيمان؛ وهم لا يريده إن لم يكن لهم إيمان، وبالتالي، على الرغم من أن المسيح ضحى بحياته، فقد كان من الممكن ألا يتم تطبيق موته على أي شخص، أي أنه كان من الممكن أن ينخدع في نسله الموعود، بسبب تدخل عدم إيمان جميع الناس".
Quoted in John Davenant, A Dissertation on the Death of Christ, as to its Extent and Special Benefits, in An Exposition of the Epistle of St. Paul to the Colossians, 2 vols., trans. Josiah Allport (London: Hamilton, Adams, and Co., 1832), 2:516, 524–525.
[7] نجد هذا في أرمينيوس نفسه، الذي قال إن المسيح حصل لكل إنسان على المصالحة والفداء.
Examen Libelli Perkinsiani de Praedestionationis Ordine et Modo, in Opera Theologicia (Leiden, Netherlands: Godefridus Basson, 1629), 745.
كذلك قال إنه لا يُدان أحد بسبب الخطية الأصلية، "لأن الله قد أدخل الجنس البشري بأكمله في نعمة المصالحة، وقد دخل في عهدٍ للنعمة مع آدم وكل نسله فيه".
Apologia . . . Arminii adversus Articulos, in Opera Theologica, 153, 154.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

دانيال هايد
دانيال هايد
القس دانيال هايد هو راعي كنيسة أوشنسايد المتحدة المُصلحة (Oceanside United Reformed Church) في مدينة أوشنسايد، بولاية كاليفورنيا، وهو مؤلف للعديد من الكتب، بما في ذلك "النعمة التي تستحق القتال من أجلها: استعادة رؤية نعمة الله في إقرارات دورت" (Grace Worth Fighting For: Recapturing the Vision of God’s Grace in the Canons of Dort).