
عندما كان الرب يتحدَّث إلى إبراهيم عن سدوم وعمورة، قال: “أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ، وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ”. لماذا قال الله إنه كان بحاجة إلى أن ينزل ليرى هذه المدن؟ ألم يكن يعلم بالفعل هذه الأمور؟
٦ مايو ۲۰۲۵
هل تؤمن بأن الله تكلم منذ عصر الرسل إلى أي إنسان بصوت مسموع؟
٦ مايو ۲۰۲۵ما هو تعريف المعجزة؟ وهل تعتقد أن الله ما زال يصنع المعجزات اليوم؟

ثمة فرق هائل بين التعريف الشائع للمعجزة في ثقافتنا، وبين التعريف المتخصص الضيق النطاق للمعجزة الذي يستخدمه علماء اللاهوت في دراستهم. يمكننا عادة أن نواجه مشكلات جادة في التواصل عندما يسألني أحدهم عما إذا كنت أؤمن بأن الله لا يزال يصنع المعجزات إلى اليوم أم لا.
إذا كنا نقصد بالمعجزة أن الله لا يزال موجودًا وعاملًا، وأنه يدير العالم بعنايته الإلهية، مؤثرًا على مجرى الأحداث البشرية، فالله يفعل تلك الأمور بكل تأكيد. وإذا كان السؤال يتعلق بما إذا كان الله يستجيب الصلوات أم لا، فإنني سأجيب بنعم قاطعة. فالله يستجيب الصلوات. وإذا كان الناس يسألون عما إذا كانت العناية الإلهيَّة تحقق اليوم أمورًا فائقة واستثنائية، فردّى سيكون نعم أكيدة. هل يشفى الله الناس في استجابة للصلاة؟ يمكنني أن أُجيب بنعم على كل تلك الأسئلة، لأنني على قناعة بأن الله حي وعامل، وبأنه يعمل كل تلك الأمور جميعًا.
وإن كنا نُعرِّف المعجزة بأنها عمل الله الفائق للطبيعة، فيمكنني أن أؤكد أن الله يصنع بالتأكيد أعمالًا فائقة للطبيعة إلى اليوم. فإن الميلاد الثاني لروح بشرية لا يُمكن أن يتحقق بالوسائل الطبيعية؛ بل الله وحده هو من يستطيع فعل ذلك بقوته، وهو قطعًا يفعل ذلك كل يوم. إذا كان هذا ما يقصده الناس بالمعجزة، إذن فالله لا يزال يصنع المعجزات إلى اليوم. بعض الناس يُعرِّفون المعجزة بشكل أشمل، قائلين إن حتى ولادة طفل تُعَد معجزة، لأنها شيء عجيب، لم يكن من الممكن أن يحدث دون قوة الله. ومن ثَمَّ، يعرِّف هؤلاء المعجزة بأنها أي شيء رائع يحدث بقوة الله. إذا كان هذا هو تعريف المعجزة، فمرة أخرى أقول إن الله، بالتأكيد، لا يزال يصنعها إلى اليوم.
ولكن، ربما يتحدث أحدهم عن المعجزة بمفهومها المتخصص، على أنها عملٌ يُجرَى ضد قوانين الطبيعة - حيث يكسر الله القوانين نفسها التي وضعها - على سبيل المثال، أن يجلب حياة من الموت، أو يُوجد شيئًا من العدم، مثلما أقام يسوع لعازر من الموت بعدما كان جسده في حالة من التحلُّل، بعد مكوثه في القبر أربعة أيام. فردّى حينئذ سيكون بالنفي. لستُ أعتقد أن الله يصنع هذا النوع من المعجزات إلى اليوم.
أؤمن بالتأكيد أن الله يستطيع أن يُقيم أي إنسان من أي قبر في هذا العالم اليوم إن أراد ذلك. ولكنني لا أظن أنه يصنع هذا النوع من المعجزات اليوم. فالسبب الرئيسي الذي من أجله كان يصنع هذه الأمور في الأزمنة الكتابية هو كي يشهد عن كون الإعلان إلهيًّا - أي كي يؤيِّد ما كان يقوله ببراهين على سلطانه. وبما أنه قد صار لدينا الكتاب المُقدَّس الآن، فأية مصادر مُعجزيَّة أخرى للإعلان لم تعد ضروريَّة.