في العهد القديم، كان الله يجلب الدينونة على إسرائيل والأمم الأخرى من خلال أحداث كارثية الكبرى، هل لا يزال هذا الأمر يحدث اليوم؟
لما يسمح الله بوقوع حوادث إطلاق النار العشوائي، والحوادث المميتة، والأمور المروِّعة أخرى؟ 
٦ مايو ۲۰۲۵
لما يسمح الله بوقوع حوادث إطلاق النار العشوائي، والحوادث المميتة، والأمور المروِّعة أخرى؟ 
٦ مايو ۲۰۲۵

في العهد القديم، كان الله يجلب الدينونة على إسرائيل والأمم الأخرى من خلال أحداث كارثية الكبرى، هل لا يزال هذا الأمر يحدث اليوم؟  

هل لا يزال الله هو الله؟ وهل لا يزال الله هو رب التاريخ؟ يكمن الاختلاف فيما يلي: عندما استخدم الله كوارث كأداة لدينونته في العهد القديم، استطعنا أن نتيقَّن من أن دينونته هي التي كانت تقف وراء الحدث الكارثي، لأننا نلنا امتياز الاطلاع على الإعلان المكتوب، الذي يخبرنا بأن هذه كانت يد الله العاملة في التاريخ آنذاك. لكن، بينما نحيا في العالم اليوم، ونرى دولًا تعاني من كوارث ومصائب تضرب البشر، لا يسعنا أن نعرف تحديدًا العلاقة بين تلك الكوارث ودينونة الله.  

دعوني أصنع توازيًا كتابيًا هنا. في الأصحاح التاسع من إنجيل يوحنا، طرح الفريسيون سؤالًا حول رجل مولود أعمى، قائلين: هل وُلِد هذا الرجل أعمى لأنه كان خاطئًا، أم لأن أبويه كانا كذلك؟ وكان رد يسوع: لم يخطئ هذا ولا أبواه، لكنه وُلد أعمى لسبب مختلف تمامًا. فلم يحدث ذلك له بطبيعة الحال كتعبير عن الدينونة الإلهية. على هذا النص، وسفر أيوب أيضًا، أن يمنعنا تمامًا من أن نفترض أن أية مأساة أو كارثة أو محنة يمر بها أحدهم هي فعل مباشر للدينونة الإلهية. حسنًا، ربما يكون الأمر كذلك. فنحن نرى أمثلة لا تُحصى في الكتاب المقدس، فيها جلب الله بلية بالفعل على بيت شخص كان يعصي الله على نحو صارخ. يقول الكتاب المقدس إننا إن كنا مذنبين، فربما يؤجل الله دينونته لوقت لاحق، أو ربما نتلقى منه دينونة زمنية هنا والآن. لا يسعنا البتة التيقن ممَّا إذا كانت البلية التي نجتاز فيها كأفراد هي فعل دينونة مباشرة أم لا. الآمر نفسه الذي ينطبق على الأفراد، ينطبق على الدول أيضًا.  

أتذكر أنني سمعت بيلي جراهام يقول في إحدى عظاته منذ بضع سنوات هذه الكلمات: "إن لم يجلب الله دينونة على الولايات المتحدة الأمريكية، سيتعين عليه أن يقدِّم اعتذارًا لسدوم وعمورة". تذكَّر جيدًا أن يسوع حذر المدن التي سمعت رسالته، مثل كُورَزِينُ وبيت صيدا، بأن سدوم وعمورة سوف يكون لهما حالٌ أكثر احتمالًا من حال تلك المدن يوم الدين. وفي حين لم يَعُد لدينا تفسير نبوي لمنطق الله في سكب الدينونة، لكننا نعلم أنه ما من أمة أو دولة على الإطلاق مُعفاة من دينونة الله. 

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.