لما يسمح الله بوقوع حوادث إطلاق النار العشوائي، والحوادث المميتة، والأمور المروِّعة أخرى؟
ما هو معنى التعيين المُسبق؟  
٦ مايو ۲۰۲۵
في العهد القديم، كان الله يجلب الدينونة على إسرائيل والأمم الأخرى من خلال أحداث كارثية الكبرى، هل لا يزال هذا الأمر يحدث اليوم؟  
٦ مايو ۲۰۲۵
ما هو معنى التعيين المُسبق؟  
٦ مايو ۲۰۲۵
في العهد القديم، كان الله يجلب الدينونة على إسرائيل والأمم الأخرى من خلال أحداث كارثية الكبرى، هل لا يزال هذا الأمر يحدث اليوم؟  
٦ مايو ۲۰۲۵

لما يسمح الله بوقوع حوادث إطلاق النار العشوائي، والحوادث المميتة، والأمور المروِّعة أخرى؟ 

بما أننا نؤمن بأن الله هو خالق هذا الكوكب، وبأنه صاحب السيادة عليه، فلا مفر إذن من أن نسأل أين يكون الله عندما تحدث هذه الأمور الرهيبة.  

أعتقد أن الكتاب المقدس يجيب عن ذلك السؤال مرارًا وتكرارًا، من مختلف الزوايا وبمختلف الطرق. نجد الإجابة الأولى، بالتأكيد، في سفر التكوين، حيث نقرأ عن سقوط البشر. كان ردُّ فعل الله الفوري تجاه تعدى الجنس البشرى على حُكمه وسلطانه هو أن صبَّ لعنة على الأرض وعلى الحياة البشرية. دخل كلٌّ من الموت والألم إلى العالم كنتيجة مباشرة للخطية. ونرى المظهر الملموس والواضح لذلك في عالم الطبيعة، حيث أصبحت الأشواك جزءًا من الحدائق، وأصبحت الحياة البشرية تتَّسم بعرق الوجه، وبالوجع المصاحب لميلاد كل طفل جديد. يوضح هذا حقيقة أن العالم الذي نعيش فيه هو مكان ملئ بالمآسي والأحزان.  

لكن يجب ألا نستنتج البتة وجود علاقة طردية في هذه الحياة بين الألم وشر الأشخاص الذين تحلُّ عليهم المآسي. فإذا لم تكن هناك خطية في العالم، لصار العالم بلا ألم، ولما وقعت حوادث مميتة، أو إطلاق نار عشوائي. لكن، لأن الخطية موجودة في العالم، فإن الألم أيضًا موجود. لكن الأمر ليس أنه إذا كان لديك خمسة جرامات من الذنب، فسوف تعاني خمس جرامات من الألم. هذا هو التصوُّر الذي عمل سفر أيوب جاهدًا لاستبعاده، وكذلك إجابة يسوع عن السؤال بشأن الإنسان المولود أعمى (يوحنا 9: 1-11).  

من ناحية أخرى، يوضح الكتاب المقدس أن الله يسمح بحدوث هذه الأمور، وأنه من ناحية ما يعيِّن حدوثها كجزء من الوضع الراهن الذي هو واقعٌ تحت الدينونة. فهو لم يبد الموت من هذا العالم. فالموت جزء من طبيعة الحال، سواء اعتبرناه سابقًا لأوانه، أو عنيفًا. والوعد الوحيد الذي لدينا هو أنه سيأتي يوم فيه ينتهي الألم تمامًا.  

سأل التلاميذ يسوع بشأن حوادث مماثلة - على سبيل المثال، الجَلِيلِيِّين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم، أو أولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج وقتلهم. وسأله التلاميذ كيف أمكن حدوث ذلك. وإن رد يسوع يكاد يكون قاسيًا، إذ قال لهم: "بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ"، ناسبًا الأمر مرة أخرى إلى حقيقة أن الفساد الأخلاقي يجعل سماح الله بحدوث مثل هذه الأمور المروعة في عالم ساقط أمرًا معقولًا وملائمًا.  

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.