نوال الفرح والقوة
يوجد عامل حيوي آخر خاص "بسبب" ذهاب الرب يسوع في قوله "لأنَّهُ إنْ لَمْ أنطَلِقْ لا يأتيكُمُ المُعَزّي، ولكن إنْ ذَهَبتُ أُرسِلُهُ إلَيكُمْ". فكان صعود الرب يسوع مرتبطًا بيوم الخمسين وحلول الروح القدس. فلا يوجد حلول للروح القدس دون صعوده. وبصفته ملك الملوك المُتَوَج، شارك المسيح سُلطان الآب في إرسال روحه القدوس بهيئة جديدة وقوية ليحل على الكنيسة. لقد تحدث الرب يسوع عن ضرورة بعينها لذهابه حتى يحل الروح، مما فيه خير آخر عظيم، فقد قال "لكنكُمْ ستَنالونَ قوَّةً مَتَى حَلَّ الرّوحُ القُدُسُ علَيكُمْ" (أعمال الرسل 1: 8).
وقع أمران بارزان على التلاميذ عقب صعود الرب يسوع. الأمر الأول أنهم "رَجَعوا إلَى أورُشَليمَ بفَرَحٍ عظيمٍ" (لوقا 24: 52). فلم يكونوا عابسين بسبب رحيل الرب يسوع. فمن الواضح أنهم أخيرًا أدركوا سبب رحيله، وأدركوا، الجزء الأكبر، ما أخفقت الكنيسة في إدراكه منذ ذلك الحين. فنحن نعيش كما لو كان من الأفضل ألا يصعد الرب يسوع.
بينما يتمثل التغيير الثاني في حياة التلاميذ في قوتهم الروحية. عقب حلول الروح القدس، صاروا مُختلفين. لم يهربوا مثل الخراف التي لا راعي لها، بل قلبوا العالم رأسًا على عقب. غيروا العالم لأنهم أدركوا جيدًا أمرين بسيطين: "إلى أين" ذهب الرب يسوع و"لماذا" ذهب.
في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.
يعد الفرح العظيم والقوة الروحية من بركات خدمة الروح القدس. فدعه يسكب هاتين البركتين على حياتك الآن.