النظر إلى المرآة

1 كورنثوس 13: 12
فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.
رومية 8: 28-29
وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.
 
 

حينما أعلن بولس الوعد السري والمُبهر بأن "كُلَّ الْأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رومية 8: 28)، كان يتأمل في الغائية (القصد). كان يتعامل مع عالم المقاصد النهائية وليس الغايات القريبة. وهذا يفترض حتمية الحكم على الغايات القريبة من خلال المقاصد النهائية.

تكمن مشكلتنا في أننا لا نملك صورة كاملة عن المقصد النهائي، مازلنا ننظر في مرآة مظلمة. على الرغم من ذلك مازال فينا بصيصًا من الضوء. ضوء كاف لمعرفة أن الله له قصد صالح، حتى ولو كنا نجهل هذا القصد.

هذا هو قصد الله الصالح الذي يمنحنا الجواب النهائي للعدمية وعدم الجدوى الذين في العالم. فالإيمان في قصد الله الصالح هو جوهر الإيمان التقي. وهذا سبب عدم وجود مسيحي مُتشائم دومًا.

إن العالم الذي نحيا فيه الآن لم يأت بالصدفة. نشأته لم تكن حادثة، أو تدبيره أو غاياته أو أهدافه ليسوا بالصدفة. هذا عالم أبي وهو يحكمه بلا أي ميول متقلبة. فمادام الله موجودًا، فالعدمية تصر مُستحيلة.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

تأمل لبعض الوقت في إحسان الله وصلاحه. حدد الطرق التي بها يتجلى الآن أمامك إحسان الله وصلاحه.