التعامل مع الكوارث
كيف نتعامل مع عنف الكوارث الطبيعية؟ هل يتعامل لاهوتنا مع مثل هذا الدمار العنيف الذي يكتسح البشر؟ ما من رحمة يطولها المسنين والرضع والعاجزين أمام الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والعواصف التي تبتلع أي شيء في طريقها. عقب هذه الأحداث، يتردد سؤال على شفاه الكثيرين: "كيف يسمح إله صالح بوقوع مثل هذه الكوارث؟"
لقد طرح الصراخ الغاضب للطبيعة عدد لا نهائي من الظنون والافتراضات لدى الفلاسفة واللاهوتيين. كيف نتعامل، كمسيحيين، مع معضلة الألم والمعاناة في العالم؟ لا يقدم لنا الكتاب المقدس حلًا قاطعًا لمشكلة الشر والألم. بل يقدم بعض الإرشادات المساعدة.
أولًا، يعلمنا الكتاب المقدس أن الشر واقع وحقيقي. لا يسعى الكتاب المقدس قط للتقليل من واقعية الألم والشقاء وحجمهما. ولا يصور هذه الحقائق على أنها مجرد أوهام. وليس به أي دعوة لاتخاذ موقف فلسفي للتحمل أو الانفصال عن هذا الواقع. تتحدث الشخصيات الكتابية بحرّية عن المصائب؛ لقد بكوا دمعًا، وشقوا ثيابهم، ودونوا رثاءهم. إن مسيح الكتاب المقدس ذاته رَجُلُ أوجاعٍ ومُختَبِرُ الحَزَنِ. طريقه هو طريق الآلام.
ثانيًا، يعلمنا الكتاب المقدس أن الشر ليس مُطلقًا. على الرغم من أن المسيحيَّة تدرك قوة الشر الكاملة، لكنها لم تصنفه كقوى عظمى أخرى مثل مذهب الثنائيَّة. إن الشر غير مستقل أو حُر. ولا يمتلك قوة أو سلطة مستقلة تعلو على الله أو حتى تتخطاه. بل يمكن معالجته. على الرغم من أن الكتاب المقدس يتخذ الشر جدّيًا، إلا أن رسالته دومًا رسالة انتصار. وعلى الرغم من أن الخليقة بأكملها تئن في مخاض منتظرة فداءها، إلا أن هذا الأنين ليس باطلاً. على كل الخليقة يقف مسيح الكون الذي هو ذاته المسيح المُنتصر.
في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.
كيف تتعامل في وجه الكارثة؟ هل تلوم الله؟ ما هو لاهوتك الشخصي عن الألم؟