تحديد علاقتنا

أفسس 5: 31-32
«مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ.
أفسس 2: 19
فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ.
 
 

يكمن في جوهر المسيحية عقيدة الاتحاد السري بين المؤمن والمسيح. لا يدعونا العهد الجديد إلى الإيمان بالمسيح فحسب، بل إلى الإيمان فيه. يربطنا الإيمان بالمسيح مباشرة. نصبح فيه وهو فينا. ينتقل هذا الاتحاد السري إلى العلاقة بين المسيح والكنيسة. فالكنيسة عروسه التي أوجدها في اتحاد حقيقي متأصل قوي.

عادة ما نظن أن صورة الكنيسة كعروس المسيح استعارة من مؤسسة الزواج عند البشر. في هذه الحالة، تعمل الصورة الأرضية كنموذج للسماوية. ربما هذا قصد الكتاب المقدس. لست متأكدًا. ربما من الأفضل عكس الاستعارة. أي أن صورة الزواج البشري مأخوذة من النموذج السماوي للاتحاد السري بين المسيح وعروسه. فالزواج انعكاس للحقيقة السماوية، لا أساس الصورة السماوية.

وُجد اتحاد الأقانيم الكامل من الأزل في طبيعة الثالوث ذاته. مع أن الآب والابن والروح القدس ليسوا "جسدًا واحدًا"، لكنهم واحدًا في الجوهر بانسجام سرمدي كامل. فما من أدنى إمكانية للانفصام داخل الذات الإلهية؛ فهو اتحاد لا يمكن ولن يتفكك مطلقًا. وهو النموذج الأزلي للعلاقات الذي يحدد علاقتنا البشرية. فنحن لا نشارك الله في التشابه في الوجود فحسب، بل في التشابه في العلاقة؛ ونراها في سر الزيجة.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

تأمل في اتحاد المسيح السري مع الكنيسة كما يوضحه اتحاد الزواج.