اختبار التحول
وُلدنا جميعًا بعلة واحدة تتمثل في أن المحبة لله والاشتياق للمسيح غريبين عن طبيعتنا. قبل أن نُحب الله، لا بد أن يحدث شيء ما لنا. لا بد أن تتحول قلوبنا الحجر إلى قلوب من لحم، قلوب تنبض بحياة جديدة وباشتياق جديد لله. حين يقول أي إنسان إنه "ولد ثانية" فهو يقصد تَغَيُر قلبه.
حين يُقيمنا الله من موتنا الروحي وحين ننال الميلاد الثاني بروحه القدوس، فهو يجري عملية جراحية دقيقة لقلوبنا. فهو يحول الحجر إلى لحم حي. فأن تؤمن يعني أن تكتسب قلوبنا طبعًا جديدًا وميولًا جديدة ونزعةً جديدة. في السابق كنا في عداء مع الله، وجافين تجاهه، ومتجاهلينه، أما الآن فنحن متقدين نحوه.
أن تكون مؤمنًا يعني أن تكون إنسانًا جديدًا، ينبغي أن نختبر ونتذوق التحول الجذري انطلاقًا من القلب.
كلما تزداد معرفتنا بالله، يتعظم مقدار محبتنا له. وكلما تزداد محبتنا له، يتعظم مقدار طاعتنا له. من الضروري نمو المحبة الجديدة. فنحن مدعوون لمحبة الله من كل قلوبنا. إن قلب اللحم الجديد لا بد له أن يتغذى. لا بد أن يتغذى على كلمة الله. إن أهملنا قلوبنا الجديدة، ستُصاب تدريجيًا بنوع من التحجر. لن تعود حجرًا مرة أخرى، بل ستتجلد.
إن القلوب الجديدة هي من خليقة الروح القدس الذي بذاته يعمل داخلنا لنحمل ثماره. كلما كانت قلوبنا تميل لله، تتضاعف ثمار الروح القدس في حياتنا. يستطيع غير المولودين ثانيةً من القيام بأعمال بر، لكن ما من إنسان بقلب حجر يستطيع حمل ثمار الروح الإلهية.
يتعلق تقديسنا بالقلب. فالتقديس عملية تنبع من علاقة حميمة بالله. لقد لخص الرب يسوع هذا الأمر بتوضيحه للرابط بين المحبة والناموس في قوله "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ".
في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.
كلما تزداد معرفتك بالله، يتعظم مقدار محبتك له. إلى أي مدى تعرفه؟ تعكس طاعتك من عدمها الإجابة عن هذا السؤال.