
كليّ الوجود
٦ يوليو ۲۰۲٤
هل الله أكثر غضبًا في العهد القديم؟
۱۵ أكتوبر ۲۰۲٤من هو الشّيطان؟

معنى التعبير "شيطان" في الكتاب المُقدَّس هو "الخصم، العدو". ونحنُ نعرفه باسم "إبليس". هو كائن ملائكي ذو مكانة عالية تمرَّد قبل خلق الجنس البشري على الله، ومنذُ ذلك الحين وهو في صراع مع البشر والله. يُدعى "رئيس الظلام"، و"أبو الكذب"، و"المشتكي"، و"الحيّة المُضلّة". وتصويره الذي اعتدناه بأنّه عدوٌّ مُضحِك له قرون ويُمسِك بشوكةٍ ذات ثلاث شُعَب بعيدٌ تمامًا عن الحقيقة. وقد أتَتْ تلك الصورة، على الأقلّ جزئيًّا، من فكر الكنيسة في العصور الوسطى. وقد اختلقت الكنيسة هذه الصورة السخيفة للشيطان بقصد السخريّة منه. فقد كانت الكنيسة مقتَنِعةً بأنّ استخدام خدعة مُعيَّنة للثبات أمام الشيطان كان بقصد إهانته. فقد كانت نقطة ضعفه هي كبرياءه، ولذا كانوا يرون أنّ مهاجمة كبريائه طريقة فاعلة لإبعاده.
النظرة الكتابيّة إلى الشيطان أكثر تعقيدًا من هذه الصورة بكثير. فهو يظهر بوصفه "ملاكَ نور". تُشير هذه الصورة إلى قدرة وذكاء الشيطان على أن يظهر بمظهر الصلاح. الشيطان ماكر ومُضِلّ وبارع في الحِيَل. إنّه يتكلَّم ببلاغة، ومنظره خلّاب فاتن. فرئيس الظلمة يرتدي ثوبًا من النور. كما يتكلَّم الكتاب المُقدَّس عن الشيطان كأسد زائر يسعى إلى مَن يفترسه ويبتلعه. ويُشار إلى يسوع أيضًا بكونه أسدًا، أسد يهوذا. إنّه فادٍ، وهو ضدّ الأسد المفترس الذي يبتلع. تُشير كلتا الصورتَين إلى القوّة.
فكيف ينبغي للمؤمن أن يتعامل ويتجاوب مع الشيطان؟ من ناحية، الشيطان مخيف حقًّا. فتخبِرنا رسالة بطرس الأولى 5: 8 قائلةً: "لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ". ولكن ينبغي للمؤمن ألا يستجيب برعبٍ تامّ. فقد يكون الشّيطان أقوى منّا، ولكنّ يسوع المسيح أقوى من الشيطان. فالكتاب المُقدَّس يُعلِن: "الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ" (1يوحنا 4: 4). فليس الشيطان سوى مخلوق. إنّه محدود وغير مطلق. إنّه محدود في المكان والزمان، فلا يستطيع أن يكون في أكثر من مكانٍ في الوقت نفسه. ولا يمكن اعتباره ندًّا مساويًا لله. الشيطان كائن ذو رتبة أعلى من البشر، إذ هو ملاك ساقط. ولكنّه ليس إلهًا. لديه قوّة أعظم من المخلوقات الأرضيّة، ولكنّ قدرته أقلّ بصورة مطلَقة من قدرة الله كلّي القدرة.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.