التوليب واللاهوت المُصلَح: النعمة التي لا تُقاوم
۲۹ يناير ۲۰۲۰5 طرق للصلاة من أجل راعي كنيستك في عام 2020
٤ فبراير ۲۰۲۰جوهر الكالفينية
يؤمن الكالفينى أن الله هو رب الحياة وصاحب السيادة والسلطان على الكون، وإرادته هي مفتاح التاريخ. كما يؤمن الكالفينى أن الله حر ومستقل عن أي قوة خارج نفسه لتحقيق أغراضه؛ حيث أنه يعرف النهاية من البداية؛ وأنه خالق كل شيء، وضابط كل شيء، ويسود على كل شيء، ويوجِّه كل شيء؛ وأن قصده الرائع سيُستعلَن بشكل تام وكامل في نهاية الأزمنة. "لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ" (رومية 11: 36). كما قال تشارلز هودج (Charles Hodge): "تمثِّل سيادة الله لجميع العقائد الأخرى التكوين الجرانيتي لطبقات الأرض. فهي تُشكِّل الأساس لها وتدعمها، لكنها لا تظهر إلا بين الحين والآخر. لذلك يجب أن تكون هذه العقيدة أساس كل وعظنا، كما يجب التأكيد عليها بشكل قاطع بين الحين والآخر".
إن سيادة الله هي جوهر العقيدة الكالفينيَّة — شريطة أن نفهم أن هذه السيادة ليست استبداديَّة أو تعسفيَّة ولكنها سيادة الله أبو ربنا يسوع المسيح. كتب جون دانكن (John Duncan) قائلًا: "إنها إرادة مقدسة تحكم الكون — إرادة تغمرها المحبة والإحسان، تُستعلَن في الوقت المعيَّن. إنه أمر مهيب أن نكون نحن وجميع المخلوقات تحت سلطان وتصرف هذه الإرادة الطاهرة؛ لكنها ليست مجرد إرادة حرة؛ إنها الإرادة الحرة ليهوه الرب صاحب السيادة والسلطان، وهنا تتميَّز عن التجرد والاستبداد الواضح للإرادة المجردة". كتب بى. بى. ورفيلد (B. B. Warfield) في مقالته حول التعيين المُسبَق قائلاً: "وجد كُتَّاب الكتاب المقدس تعزيتهم الدائمة في اليقين أن يدي الله البار، والقدوس، والأمين، والمحب تمسك بزمام ترتيب الأحداث وجميع شؤونهم... إن جذور الاختيار الإلهي متأصِّلة في محبته التي لا تُستقصى، حيث تظهر من خلال عمل النعمة العظيم".
هذه هي الكالفينيَّة المتَّزنة، الأصيلة، والمُبرَّرة. إنها الكالفينيَّة المُعبَّر عنها في إشعياء 9: 6، إذ يقول النص أن الرِّيَاسَة، أو السيادة، تكون على كَتِفِ ذاك الذي يُدعى "عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ." في المسيح، تختلف السيادة الدافئة والأبويَّة لإله الكتاب المقدس اختلافًا كبيرًا عن القدريَّة الباردة والمتقلِّبة "للآلهة" الأخرى مثل إله الإسلام. إن السيادة الأبويَّة، مثل التجسُّد نفسه، هي في تناغم كامل مع كل صفات الله. يجد الكالفينى السلام في قناعته بأنه وراء العناية الإلهيَّة الشاملة يوجد الرضا الإلهي الكامل لله مثلث الأقانيم. فالنعمة السياديَّة والمحبة التي ذهبت إلى الجلجثة تحمل العالم كله في قبضة يدها. إن سيادة الله الأبويَّة في المسيح هي جوهر كينونة الله.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.