هل الخلاص مشروط؟
۲ يناير ۲۰۲۰ما معنى أن نحمل صليبنا؟
٦ يناير ۲۰۲۰لماذا يجب على المسيحيين دراسة الكتاب المقدس؟
يعتقد كثيرون أن الدراسة اللاهوتيَّة شيء ضئيل القيمة، قائلين: "لسنا بحاجة إلى اللاهوت، كل ما نحتاج إليه هو أن نعرف يسوع". لكن لا مفر من اللاهوت في حياة كل مؤمن. فإنه يمثل محاولتنا لفهم الحق الذي أعلنه لنا الله — وهذا شيء يفعله كل مؤمن. ليست المسألة إذن هي: هل سننخرط في دراسة علم اللاهوت أم لا؛ بل هي: هل لاهوتنا صحيح أم خاطئ. ثمة أهمية أن ندرس ونتعلَّم لأن الله قد بذل الكثير من الجهد كي يعلن عن ذاته لشعبه. فقد أعطانا كتابًا، ليس كي يظل فوق رف لتوضع فوقه زهور مجففة، بل كي يُقرَأ، ويُفتَّش، ويُهضَم، ويُدرَس، وفوق كل شيء كي يُفهَم.
هناك نصٌّ هامٌ في رسالة الرسول بولس الثانية إلى تيموثاوس، يقول فيه: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ" (2 تيموثاوس 3: 16-17). ينبغي أن يضع هذا النص نهاية لكل ادعاء بأننا لسنا في حاجة إلى العقيدة، أو بأن العقيدة عديمة القيمة. فهناك منفعة من الدراسة المُتمعِّنة للكتاب المقدس. فبسبب أن الكتاب المقدس موحى به من الإله القادر على كل شيء، فهو إذن يقدِّم لنا شيئًا قيِّمًا ونافعًا، وهذا الشيء هو التعليم.
أيضًا الكتاب المقدس نافع للتوبيخ. يكرِّس العالم الأكاديمي الكثير من جهوده للنقد الكتابي، الذي يسمَّى أحيانًا بالنقد الأعلى (higher criticism)، وهو نقد تحليلي للكتاب المقدس. إلا أن النقد الكتابي الذي ينبغي أن ننخرط فيه يصيِّرنا المفعول به في النقد وليس الفاعل. بمعنى آخر، الكتاب المقدس ينقدنا نحن. فحين نأتي إلى كلمة الله، تكشف هذه الكلمة خطايانا. فإن العقيدة الكتابيَّة عن الإنسان تتعلَّق بنا، وكذا العقيدة الكتابيَّة عن الخطية. وإننا نُوبَّخ على إثمنا حين نقرأ نصوص الكتاب المقدس. ربما لا نصغي إلى نقد أقراننا، لكن من الحكمة أن ننتبه إلى نقد الله الذي يأتينا من الكتاب المقدس.
أيضًا الكتاب المقدس نافع للتقويم، أي لتقويم كل من السلوك الخاطئ والمعتقد الخاطئ. منذ فترة، وبناء على طلب أحد الأصدقاء، قرأتُ أحد الكتب التي حققت أفضل المبيعات بحسب إحصائيات مجلة (New York Times)؛ كان الكتاب يدور حول كيف يمكن أن تكون وسيطًا روحيًّا وتتواصل مع الأموات. بعد أن وصلتُ إلى نصف الكتاب تقريبًا، كان علىَّ التوقُّف. كان هناك في ذلك الكتاب قدر ضخم من القذارة الروحيَّة، وقدر ضخم من الكذب والزيف، حتى أن ذوي الفهم البسيط لشريعة الله في العهد القديم سيتمكنون من اكتشاف هذه الأكاذيب. هذه هي منفعة تقويم التعليم الكاذب والسلوك الخاطئ التي نجنيها من الكتاب المقدس.
وأخيرًا، الكتاب المقدس نافع لأجل "التَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ". ليس الغرض من علم اللاهوت هو أن يداعب عقولنا ويمتِعها، بل أن يوجهنا ويدرِّبنا في طرق الله، حتى نستطيع أن ننمو إلى الكمال، وإلى ملء الطاعة. ولهذا السبب نحن ننخرط في دراسة علم اللاهوت.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.