هل توقّفت المواهب النبويّة؟
۲۰ نوفمبر ۲۰۲۳السياقُ اليونانيُّ الرومانيُّ للعالَم اليهوديّ
۲۲ نوفمبر ۲۰۲۳عِشْقُ الكتابِ المقدّس
ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الأوّل] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ الحياة اليهودية في أيام يسوع].
يُبهرني الناس، فأينما قابلتُ أشخاصًا جُددًا، سواء في مجتمعي أو أثناء سفري، يُثار لديّ رغبةٌ بأنْ أتعلّمَ كلّ ما أستطيع تعلّمه عنهم. سواء كانوا سائقي سيّارات الأجرة أو عاملين في المطاعم أو مُوظّفي متاجر البقالة أو زُوّار كنيستنا، أحبّ أنْ أسمعَ الناس يروون لي قصصًا عنهم ومن أين أتَوْا، وعن أسلافهم، وعن مسيرتهم الروحيّة. أحدُ الأسباب الذي يجعلني أعشق كثيرًا مُجتمع وثقافة وسط فلوريدا هو وجود أشخاص في مُجتمعنا وفي كنيستنا من كلّ أنحاء العالم. أحبّ بشكل خاصّ الجلوس مع أعضاء كنيستنا والاستماع إلى اختبارات نعمة الله في حياتهم. وفي حين يُمكن للخدمة الرعويّة أنْ تكونَ صعبة للغاية، إلّا أنّ أحدَ أعظم ما يُفرحني في خدمة الكنيسة المحليّة هو التعرّف على شعب الله، ومعرفة كلّ ما فعله الله في حياتِهم.
عندما نتعلّم عن الناس، نبدأ بتقديرهم بطريقة أعمق. عندما نعرفُ أكثرَ عن المكان الذي تحدّر منه الناس، وكيف انتهى بهم المطاف في مقعد الكنيسة قُربَنا، نبدأ بطبيعة الحال ننمو بمحبّتنا لهم ويزداد اهتمامنا بهم. ولكن هذا لا ينطبق على البشر فحسب، بل على أيّ شيء آخر نهتمّ به في هذه الحياة، ككتابٍ ما أو مدينة أو موقع تاريخيّ أو لوحة فنيّة أو مؤسّسة ما. نريد أنْ نتعلّم المزيد عن كلّ ما يُثير اهتمامَنا، بما في ذلك تاريخ ذلك الأمر وخلفيّته، وفي أغلب الأحيان، يزداد تقديرنا لشيء ما كلّما ازدادت معرفتنا به.
وبما أنّنا نحبّ الكتاب المقدّس، لا يسعنا إلّا أنْ نطرحَ أسئلةً حول الخلفيّة التاريخيّة لما نقرأه في أيّ نصّ كتابيّ. وكلّما تعمّقنا أكثر في دراستنا، رغبنا في معرفة المزيد عن السياق الاجتماعيّ والثقافيّ للكتاب المقدّس. نريدُ أنْ نتعلّم كلّ ما نستطيع تعلّمه عن التاريخ الكتابيّ والتاريخ القديم والجغرافيا وعلم الآثار. ليس لأنّنا نريدُ أنْ ننتقصَ من فرادة وتميّز الكتاب المقدس، بل نحن نعلمُ أنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله الموحى بها، وهو السلطان الوحيد المعصوم من الخطأ في كلّ ما يختصّ بالإيمان والحياة. ونحن نعلم أنّ الكتابَ المقدّس وحدَه معصوم من الخطأ. ومع ذلك، في كثير من الأحيان، لا نستطيع أنْ نفهمَ بشكل كامل كلّ ما نقرأه في مقطع مُعيّن من الكتاب المقدس ما لم نتعمّق في خلفيّته وسياقه التاريخيّ. في النهاية، نحن ندرس ليس فقط لكي ننمو في معرفتنا للكتاب المقدّس، بل لكي ننمو في محبّتنا لكلمة الله الموحى بها، وفي محبّتنا لله نفسه عندما نكتسب فَهمًا أفضل لقصّة الله والطريقة المجيدة التي نظّم فيها كلّ شيء في تاريخ العالم بحسب سيادة خطّته ولمجده.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.