هل الله أكثر غضبًا في العهد القديم؟  - خدمات ليجونير
من هو الشّيطان؟
۹ سبتمبر ۲۰۲٤
من هو الشّيطان؟
۹ سبتمبر ۲۰۲٤

هل الله أكثر غضبًا في العهد القديم؟ 

قد يبدو أنّ الله في العهد القديم أكثر غضبًا ممّا هو عليه في العهد الجديد، ولكن حين ندرس قصة الكتاب المُقدَّس بأكملها نرى أنّ الأمر غير ذلك. ففي الحقيقة، إنّ محور قصّة العهد القديم هو رحمة الله المستمرّة لشعب إسرائيل بالرغم من رفض هذا الشعب المستمرّ لله. وحتى حين أدّب الله شعب إسرائيل أو أرسلهم إلى السبي (تثنية 28)، دعاهم إليه ثانيةً بنعمته وغفر للذين تابوا (إشعياء 40: ١- 2).  

وعلاوةً على ذلك، فإنّ المكان المركزيّة التي لصليب المسيح في القصّة الكتابيّة تُرينا أنّ الله لم يكن من الناحية الفعليّة أكثر غضبًا في العهد القديم ممّا هو في العهد الجديد. غضب الله على إسرائيل في العهد القديم قابلٌ للقياس وهو زمني مؤقّت، وكثيراً ما يمتزج مع الرحمة والصبر. أمّا في العهد الجديد فقد احتمل يسوع كامل غضب الله على الخطيّة على الصليب لأجل المفديّين، بمَن فيهم قدّيسي العهد القديم. وبهذا الطريقة، يُظهِر العهد الجديد غضبًا لله يفوق ما يظهر في العهد القديم، لأنّ كامل غضب الله انسكب على يسوع المسيح في الصليب.  

تدور قصّة العهد القديم حول رحمة الله المستمرّة لإسرائيل بالرغم من رفض إسرائيل المُستمرّ لله. 

وأيضًا قد يبدو الله في بعض الأحيان أكثر غضبًا في العهد القديم لأنّه قصد أن يظهر كامل رحمته في يسوع المسيح. يوضِّح العهد القديم بصورة تدريجيّة هذه الحقيقة التي تتَّضِح أخيرًا في العهد الجديد. ولذا يمكنك أن تقول إن رحمة الله في العهد القديم لم تظهر إلا جزئيًّا قبل أن تُعلَن بوضوح تامٌّ أخيرًا في يسوع المسيح في العهد الجديد. التأكيد على غضب الله في العهد القديم أعدّ شعب الله للإعلان الكامل لرحمته في يسوع المسيح.  

وأخيرًا، لا نستطيع أن ننسى أنّ أوضح إعلان لغضب الله يرد في العهد الجديد مثلما تُعلَن رحمتُه بالوضوح ذاته. فيُخبِرنا العهد الجديد أنّ كلّ الذين لا يتوبون عن خطاياهم ويثقون بيسوع المسيح وحده لخلاصهم سيتعرَّضون لا لغضبِ الله في التاريخ فحسب، بل غضبه طول الأبديّة أيضًا (انظر مرقس 9: 42-50؛ رومية 5: 9؛ رؤيا 20: 11-15).  

هذا المقال واحدٌ من مجموعة مقالات ترد في The Reformation Study Bible. 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

خدمات ليجونير
خدمات ليجونير
خدمات ليجونير هي هيئة دوليَّة للتلمذة المسيحيَّة أسَّسها عالم اللاهوت الدكتور أر. سي. سبرول في عام 1971 من أجل تقديم الحق الموجود في الكتاب المُقدَّس بأمانة، ومساعدة الناس على معرفة ما يؤمنون به، ولماذا يؤمنون به، وكيف يعيشونه، وكيف يشاركونه مع الآخرين. إن إعلان قداسة الله أمر أساسي لتحقيق هدف ليجونير.