هل يحتوي الكتاب المقدس على أخطاء؟
۱۸ نوفمبر ۲۰۱۹إلى أي مدى الإنسان خاطئ؟
۲ ديسمبر ۲۰۱۹“لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ”
لدينا ميل لقراءة هذه الكلمات والاستنتاج بأنها جزء من مخاطبة الله، وأنها مجرد اعتراف بحقيقة قائمة. بمعني أننا نعتقد بأننا نقول: "أبانا الذي في السماوات، اسمك مُقدَّس". ولكن هذا ليس الشكل المقصود من الصلاة. فهذا الجزء من الصلاة الربانيَّة ليس مجرد تأكيد على أن اسم الله مُقدَّس. بالأحرى، إنها طلبة والتماس.
يعلم الجميع ما هو الالتماس — إنه قطعة من الورق يمررها الأشخاص للآخرين للتوقيع علي أمل أن هذا الدليل المكتوب على اتفاق بشأن قضية ما سوف يحث الحكومة أو الهيئة الحاكمة لجمعية ما على تغيير قواعد اللعبة. فالالتماس إذن هو طلب. لهذا السبب، تُعرف تلك الطلبات المُحددة التي قدَّمها الرب يسوع لتلاميذه في الصلاة الربانيَّة بالالتماسات. هذه هي الأولويَّات التي حدَّدها الرب يسوع لتلاميذه كي يطلبوها في صلواتهم. وكان أول ما علَّمهم الرب يسوع أن يُصلوا من أجله هو أن يُرى اسم الله أنه مُقدَّس.
ماذا يعني أن نقول إن الله قدوس؟ هذا يعني أنه يختلف عن أي شيء نختبره أو نجده في الكون المادي، أي أن الله الخالق يختلف عن كل المخلوقات. إن الطريقة الأساسيَّة التي يختلف بها الله عن كل المخلوقات هي أنه غير مخلوق وسرمدي، في حين أن كل واحد منا مخلوق ومحدود. نحن لسنا سرمديِّين ولكن وقتيِّين. إن لم يكن هناك شيء آخر يفصل الخالق عن المخلوق، فإن عنصر تسامي وجود الله وعلّوه، كونه عجيب جدًا، ومهيب جدًا لدرجه أنه يستحق العبادة من كل مخلوق.
لا يمكنني التأكيد بشكل مبالغ فيه على مدي أهمية أن نفهم أن هذا الجزء من الصلاة الربانيَّة ليس مجرد جزء من مخاطبة الله ولكنه التماس. يجب أن ندرك هذا إذا أردنا فهم ما يعلِّمه لنا الرب يسوع عن الصلاة. لم يقل الرب بسوع: "أيها الآب، اسمك مُقدَّس" ولكن "أيها الآب، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ". بمعني أنه يعلِّمنا أن نطلب أن يتم اعتبار اسم الله مُقدَّس، وأن يتم التعامل معه بخشوع، وأن يُرى أنه قدوس. يجب أن ندرك هذا إن أردنا أن نصلي وفقًا للنمط الذي وضعه الرب يسوع لنا.
أجد أنه من الملفت للنظر أنه عندما علَّم الرب يسوع الكنيسة كيف تصلي، فإن أول شيء اختار أن يخبرنا أن نصلي من أجله هو أن يُرى اسم الله أنه مُقدَّس. عدد قليل من الناس اليوم تدرج تقديس اسم الله كأولويَّة قصوى في طلبات شعب الله. يبدو غريبًا على بيئتنا أن نركز كثيرًا على التعامل المناسب مع الاسم.
ومع ذلك، أدرك انزعاجي عندما يخطئ الناس في نطق اسمي. أشعر بالحرج من الاعتقاد بأنني تافه ومتكبر جدًا حتى أنه يزعجني عندما يدعوني الناس "سبراول" أو "سبرولل" بدلاً من "سبرول". هل تشعر أنت أيضًا بنفس الانزعاج عندما يخطئ الناس في نطق اسمك؟ أعتقد أنك تنزعج. لماذا؟ لأنهم لا يبدو أنهم يأخذونك على محمل الجد. يشير ذلك إلى أنه ليس لديهم ما يكفي من الاهتمام بك كشخص لينطقوا اسمك بشكل صحيح. نحن نشعر بطريقه ما بالإهانة إن نُسيت أسماءنا أو تم نطقها بطريقة خاطئة. حقًا، الله ليس حسَّاسًا بمعني أنه منزعج أو يفقد كرامته إذا كان شخص ما لا يحترمه عن طريق نطق اسمه بشكل صحيح. لكن أعطى المسيح هذه الطلبة في سياق مجموعة من الطلبات. تستمر الصلاة الربانيَّة كالتالي: "لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ" (متي ٦: ٩ب-١٠). وهنا سأتخذ حرية في التفكير. كثيرًا ما تساءلت عمَّا إذا كان للرب يسوع غرض، عندما حدَّد أولويَّات الصلاة، ليدرج الطلبات بهذا الترتيب الذي قام به. أولاً يذكر "لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ"، وثانيًا "لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ"، وثالثًا "لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ". يمكن تمييز هذه الطلبات بعضها عن بعض، ولكنها مترابطة لدرجة أننا لا نجرؤ على فصلها عن بعضها البعض. أنا مقتنع بأنه على الرغم من أننا نصلي من أجل تجلِّي وانتصار ملكوت الله، فإنه من غير المُجدي أن نأمل في انتصار ملكوت الله علي هذا الكوكب إلى أن أو ما لم يتم اعتبار اسم الله مُقدَّسًا، لأن ملكوت الله لا يأتي إلى أناس لا يحترمونه. وبالمثل، نحن نصلي أن تتحقق مشيئة الله في هذا العالم، ولكن مشيئة الله لا تتحقق من خلال أشخاص لا يحترمونه بتبجيل وعبادة. إذن بداية التقوى، وبداية التغيير في حياتنا وفي مجتمعنا، تبدأ بموقفنا تجاه شخصية الله.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.