الطريق والحقّ والحياة
۱۱ ديسمبر ۲۰۲۳ملكوت الله والكتاب المقدّس
۱۳ ديسمبر ۲۰۲۳ما هو ملكوت الله؟
ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الأوّل] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ مملكة الله].
ما هو ملكوتُ الله؟ يمكن الإجابة عن هذا السؤال بهذه البساطة: ملكوتُ الله هو حُكمُ الله المُطلق والسياديّ على كلّ شيء. ولكن يمكن أيضًا تقديم إجابة أكثر شمولًا، بمعنى أنّ ملكوت الله هو كلّ ما يُعلّمه الكتاب المقدّس. لذلك، لكي نفهمَ تمامًا ما هو ملكوتُ الله، نحتاجُ أيضًا أنْ نفهمَ كتابيًّا متى وكيف يأتي ملكوت الله. أو بعبارة أخرى: "ماذا يعلّمنا الكتاب المقدّس عن طبيعة ملكوت الله حين يُعلّمنا عن متى وكيف يأتي ملكوت الله؟"
في الفترةِ التي سبقتْ مجيءَ يسوع المسيح، كان كثيرون من اليهود يتوقّعون أنّ المسيحَ الذي طال انتظارُهم له سيأتي بكلّ ملء ملكوتِ الله دُفعة واحدة. آمنوا أنّ المسيحَ سيملك على العالم؛ ويُطيحَ بقيصر وروما وجميع السلطات الحاكمة؛ ويُخلّصَ إسرائيل ويقضي على أعدائهم. تماشيًا مع هذا المُعتقد، سعى البعض إلى تنصيب يسوع ملكًا أرضيًّا عليهم، وشعروا بالحيرة عندما لم يسمحَ لهم بذلك. لذلك شعرَ العديد من اليهود بالإحباط من يسوع ولم يستمرّوا في اتّباعه. لم يؤمنوا أنّه قد يكون المسيح المنتظر، لأنّه لم يلبّيَ توقّعاتهم كملك قاهر. أربكَهم تواضعَه، وكذلك رسالتَه التي تدعو للصلاة من أجل أعدائنا، وطلبَه من بطرس أنْ يطرح سيفه، وركوبَه على جحش بن أتان وليس على حصان مُعدّ للحرب، وغسلَه أرجلَ تلاميذه، وعدم دفاعِه عن نفسه أمام السلطات الحاكمة، والسماحَ لنفسه بأنْ يُصلبَ. لم يتوقّعوا خادمًا متألّمًا يُطهّر الهيكلَ حتّى يتمكّنَ الأممُ الذين يخافون الله من العبادة، والذي أعلن أنّه هكذا أحبّ الله العالم، والذي قال: "أعطوا ما لقيصر لقيصر." لقد فهم كثيرون من اليهود ملكوت الله بشكل خاطئ لأنّه لم تكن لديهم أعين لترى أو قلوب لتدركَ ما يُعلّمه كتابهم المقدّس العبريّ عن ملكوت الله. لذلك، تحوّلوا إلى شيء يمكنهم فهمه واتّباعه، أي إلى تقاليدهم الخاصّة.
عندما علّم يسوع عن ملكوتِ الله، كان يعلّمُ بشكل أساسيّ عن طبيعةِ الملكوت حتّى يُدركَ أتباعُه أنّه في مجيئِه الأوّل أسّس ودشّن ملكوتَ الله، وأنّه من خلال الروح القدس، يقوم الآن بتوسيع وتنمية ملكوت الله، وأنّه سيعود ذات يوم ليدينَ كلّ البشر. وعندما يعود بالفعل، سيأتي بملكوت الله بملئه وكماله؛ ويؤسّس سماءً جديدة وأرضًا جديدة؛ ويقضي على كلّ أعدائِه وأعدائنا؛ ويخلّص كلّ الذين هم إسرائيليّون حقيقيّون ومتّحدون به بالإيمان؛ ويمسح كلّ دمعة من عيوننا؛ ويقضي بشكل تامّ ونهائيّ على الخطيّة والموت. هذه كلّها ضَمَنها المسيحُ على الصليب، وأظهرَها بقيامته الظافرة.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.