تأتى النبوة عن ميلاد المسيح من إشعياء 7: 14، الذي يقول: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»". لماذا إذن سُمِّى يسوع؟  - خدمات ليجونير
ما هي صفات الله؟  
۲۵ أبريل ۲۰۲۵
ما هي صفات الله؟  
۲۵ أبريل ۲۰۲۵

تأتى النبوة عن ميلاد المسيح من إشعياء 7: 14، الذي يقول: “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»”. لماذا إذن سُمِّى يسوع؟ 

ألا يبدو هذا بحسب الظاهر تناقضًا صريحًا؟ تقول النبوة في العهد القديم إن اسمه سيُدعى عِمَّانُوئِيلَ، ثم عندما  نذهب إلى العهد الجديد، نجد أنهم لم يدعوه عِمَّانُوئِيلَ، بل يسوع. كيف نتعامل إذن مع هذا الأمر؟  

أولًا، وقبل كل شيء، دعونا لا نفترض أن إشعياء كان مخطئًا على نحو جذري. فإذا تأملنا في المضمون الكامل لنبوة إشعياء، سنقف في حقيقة الأمر في ذهول تام أمام كيفية تحقُّق نبواته في حياة يسوع بتفاصيلها وحذافيرها. فإذا تقدَّمنا أصحاحين فقط بعد نبوة "عِمَّانُوئِيلَسنجد مقطعًا كتابيًّا مألوفًا آخر، نردده تقريبًا في كل احتفال بعيد الميلاد، في أوقات عبادتنا. فقد تابع إشعياء قائلًا إن المسيَّا الذي سيولَد سيُدعى اسمه "عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ". كم عدد الأسماء إذن التي يحملها المسيا؟ ففي الأصحاح السابع، نقرأ أن اسمه سيكون عِمَّانُوئِيلَ؛ وفى الأصحاح التاسع، يقول إشعياء إن اسمه سيكون رئيس السلام، أو إلهًا قديرًا، أو أبًا أبديًا. في هذه النبوات، إذن، لفت إشعياء الانتباه إلى حقيقة أن المسيَّا سيحمل العديد من الأسماء. وهو لم يختزل ألقاب يسوع كلَّها في لقب واحد؛ ومن ثَمَّ، لا أظن أنه قصد باستخدامه كلمة "اسم" أن يشير إلى لقب العائلة أو إلى اسم علم ليسوع، لكنه بالأحرى كان يشير إلى لقب شديد الأهمية سيُنسَب إلى يسوع، وهو بالحقيقة كان كذلك. فاللقب عِمَّانُوئِيلَ هو واحد من ألقاب يسوع بالفعل في العهد الجديد - عِمَّانُوئِيلَ الذي تفسيره "اَللهُ مَعَنَا".  

أُعطِي الاسم يسوع من الله بواسطة الرسول الملائكي الذي أعلن قرار الآب بأن يدعو الابن باسمٍ؛ وقد دُعِي يسوع لان معنى هذا الاسم هو "مخلِّص" - أي ذاك الذي يخلِّص شعبه. فإن اسمه يشير إلى إرساليته ومهمته وخدمته. وأعتقد أن واحدة من أروع الدراسات التي يمكن القيام بها هي تفتيش الكتاب المقدس بأكمله، ووضع قائمة بالأسماء المنسوبة إلى يسوع.  

حضرتُ ذات مرة ندوة بإحدى كليات اللاهوت حيث ألقى عالم لاهوت سويسري كلمة. وفي مناسبة أكاديمية كهذه، يتوقع المرء أن يسمع مقطوعة لاهوتية تقنية، ومتطورة، ومضجرة للغاية. لكن، نهض هذا الأستاذ أمام الحضور، وابتدأ ببساطة يسرد أسماء يسوع، قائلًا: "الألف والياء، ابن الإنسان، أسد يهوذا، حمل بلا عيب، المسيَّا، ابن الله، نرجس شارون....". ظل هذا الرجل يفعل ذلك لمدة خمس وأربعين دقيقة دون توقُّف، ومع ذلك لم تنفد جميع الأسماء والألقاب التي ينسبها العهد الجديد إلى يسوع. فيسوع هو أكثر رجل حامل للألقاب في التاريخ البشرى بأكمله 

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.