التوق إلى الله

1 يوحنا 3: 1-3
اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ.
 
 

من ناحية، الأفضل لنا أننا لا يمكننا رؤية الله. فلو رُفع الحجاب للُحيظة وألقينا نظرة سريعة على وجه الله، لهلكنا في الحال. إن إشراقه برَّاق ومجده باهر لدرجة أننا في حالتنا الفاسدة الحالية لا نستطيع احتمال رؤيته. فبقاءه غير مرئي يعد لعنة وأيضًا أحد أعمال النعمة الحامية. وطالما ما زلنا مصابين بالخطية، فنحن محكوم علينا بالجولان في عالمه دون رؤيته. ربما نتعزى بكلمته ونُشفى بالعمل السري لروحه، لكن لا يمكننا رؤية جمال وجهه الفائق.

لكن يخاطرنا حلم؛ لا بل أكثر من حلم. نملك الوعد اليقين والمؤكد أننا في يوم ما سنراه وجهًا لوجه. يشتاق كل قلب مسيحي لوجه المسيح. نتوق أن ننظر إلى الله ذاته مباشرة دون خوف من هلاكنا. سيتحقق هذا التوق الشديد يومًا ما.

يُطلق على الرؤية المستقبلية لله "بالرؤية الطوباوية"، لأنها ستترك خلف أذيالها البركات الكاملة التي خُلقنا وفُدينا لننالها. من التطويبات التي قالها الرب يسوع "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (متى 5: 8). ففي السماء سنكون أنقياء القلب. في السماء سنرى الله.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

هل تتوق لرؤية الله؟ تأمل في وعده "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ".