مُشاركة الله
قدَّم مارتن لوثر هذا التشبيه: حين نتبرر، يبدو الأمر كما لو أن طبيبًا قد قدَّم للتو علاجًا فيه الشفاء اليقين لمرض مُميت. على الرغم من أن المريض لا يزال يعاني من ألام مؤقتة بسبب التأثيرات الراكدة لمرضه، فالشفاء لم يعد محل شك. يعلن الطبيب تعافي المريض على الرغم من أنه لا يزال يتعين قضائه فترة النقاهة.
هذا هي عملية تبريرنا. في المسيح، يُعلنَّا الله أبرارًا باحتساب بر ابنه لنا. وبالتزامن مع هذا الإعلان، يهبنا الله شيئًا؛ يمنحنا الروح القدس يبدأ الروح القدس على الفور عمله داخلنا ليُحضرنا إلى حياة مقدسة.
يحتوي العهد الجديد على تناقضات ظاهرية واضحة فيما يتعلق بالتقديس. يقول الكتاب المقدس "تَمِّمُوا خَلَاصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لِأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا" (فيلبي 2: 12-13). لاحظ وجود عاملين يعملان هنا. نحن مدعوون للعمل، ويعد الله بالعمل أيضًا. نطلق على هذه العملية مُشاركة. فهي مجهود تعاوني بين الله والإنسان.
في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.
هل تشارك الله في عملية التقديس أم تعتمد عليه ليقوم بالعمل وحده؟