فهم طبيعة الفساد
يتسارع التقدم التكنولوجي بسرعة مطَّردة. لكن تظل روح الفساد البشري كامنة كما هي. ما زلنا نحاول اتخاذ مكانة الله. ما زلنا نسعى نحو الاستقلال عنه رافضين حكمه علينا. لقد تجاوزنا ارتفاعات زقورات (هياكل شاهقة) بابل القديمة. وسرنا على القمر مطلقين عليها خطوة حقيقيَّة تقدمية من أجل البشرية.
نحن "مستنيرون" حقًا. لم يعد يحمل الطلبة المطاوي معهم إلى المدرسة، بل يحملون المُسدسات. لم يعد يستخدم أفراد العصابات المدافع الرشاشة الصغيرة؛ صارت مدافع كيلي الرشاشة عتيقة أمام الأسلحة الهجومية وراجمات الصواريخ. أُزيح المنجنيق من أمام الصاروخ البالستي العابر للقارات. مُدننا حصون مُسلحة، ولا زلنا نحتاج إلى اللِّبْنُ والْحُمَرُ لبناء سجونًا. لا زلنا مرتبكين. يثرثر سياسيونا من خلف التلفاز هذا الاختراع السحري. ولا يزال كل إنسان يفعل ما يحلو في عينيه.
لكن، ما من تقنية متقدمة حتى الآن لتحقق وعد غواية الحية. نحن لسنا آلهة، ولن نكون آلهة، ولن نستطيع أن نكون آلهة. الله وحده من يستطيع أن يكون إلهًا. الله وحده من يستطيع أن يكون سيدًا. إن مشكلة جنة عدن هي ذاتها مشكلة اليوم. فمن سيُسيطر على الإنسان وتقدمه التكنولوجي؟ كل يوم يتقلص هامش أخطائنا. فما نمتلكه اليوم من تقنية واختراعات لن يدمر الله، بل سيفنينا نحن. ويحاه من هذا الجنون التقني.
في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.
امتحن حياتك. هل تسعى نحو الاستقلال عن الله؟ هل ترفض مُلك الله على حياتك؟ هل تحاول أن تكون إله ذاتك؟