ماذا يعني الحرف X في كلمة Xmas؟
۱٦ ديسمبر ۲۰۱۹هل الخلاص مشروط؟
۲ يناير ۲۰۲۰من هو رب: المسيح أم قيصر؟
يومًا ما سنكون مثله. هذا هو رجاؤنا. لكنه ليس بالرجاء الذي يمكننا أن نتركه على الرف، وليس بالرجاء الذي يرسلنا إلى الكهف. بل رجاء يقودنا إلى العالم بثقة. يمكننا أن نثق بالله، ونثق في كلمته، ونثق في المسيح، ونثق في الإنجيل، ونثق في الرجاء. في عام 90 ميلاديًّا، حكم دوميتيان إمبراطورًا على روما. تشابهت وحشيته مع وحشية نيرون. وأصر على أن يُعبد كإله. بالطبع، لم يستطع المسيحيُّون المشاركة في طقوس عبادة الإمبراطور. هذا جعلهم عُرضة للخطر، وبالتالي أدَّى إلى الاضطهاد. من المحتمل أن نفي يوحنا إلى جزيرة بطمس نتج مباشرة عن مرسوم لدوميتيان. فقد رفض يوحنا أن يسجد له.
يعتقد الكثير من علماء اللاهوت أن يوحنا كتب سفر الرؤيا خلال هذا الوقت. في هذا الوقت أيضًا، أرسل شخصيَّة كنسيَّة مُبكرة تسمى إكليمندس، الذي كان يخدم أسقفًا في روما، رسالة إلى الكنيسة التي في كورنثوس. بدأ إكليمندس رسالته بالإشارة إلى "الأحداث الكارثيَّة المفاجئة والمتتالية". توالى الاضطهاد على الكنيسة وكأنه موجة تلو الأخرى دون هوادة. وقد كتب إكليمندس لتعزيتهم وحثهم على الصمود بحزم. بالقرب من منتصف رسالته، ذكَّر ببساطة المؤمنين في كورنثوس أن المسيح هو قائدنا ونحن جنوده.
أدى مرسوم دوميتيان والاضطهاد الذي عقب ذلك إلى توجيه سؤال عاجل إلى الكنيسة. كان هذا السؤال متواجدًا بالفعل منذ البداية. كان موجودًا في الأحداث المحيطة بالتجسُّد عندما حكم هيرودس. وكان موجودًا عندما استل الجندي سيفه في بستان جثسيماني، وكان موجودًا طوال طريق الألم والوجع المؤدي إلى الصليب. لم يغيب هذا السؤال أبدًا في العقود الأولى للكنيسة أو حتى القرون الأولى للكنيسة. كان السؤال هو هذا: قيصر أم المسيح؟
جعل مرسوم دوميتيان هذا السؤال صريحًا، بل فجًا. فقد تم إرسال تماثيل له في جميع أنحاء الإمبراطوريَّة. وفي أيام معينة، أقيمت الاحتفالات، وكان على جميع السكان المرور أمام صورة دوميتيان المسبوكة والسجود أمامه كإله. كان الأمر واضحًا جدًا: قيصر أم المسيح؟
الحقيقة هي أن هذا السؤال دائمًا موجود. هو دائمًا أمامنا، أمام الكنيسة في كل عصر من عصور الماضي. والسؤال مطروح أمامنا في عصرنا اليوم، وسيكون أمام الكنيسة في العصور القادمة. من هو ربٌ؟ عندما أجاب الرسل والمؤمنون في صفحات العهد الجديد أن المسيح هو ربٌ وليس قيصر، جاءت التداعيات. كان لهذا القرار عواقب. لكنهم لم يدعوا العواقب الزمنيَّة تلقي بظلالها على العواقب الأبديَّة. يذكِّر كاتب الرسالة إلى العبرانيين المؤمنين بأنهم قد صبروا "عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هكَذَا" (عبرانيين 10: 32-33).
ثم أعلن في عبرانيين 10: 35 "فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ".
عندما يُطرَح علينا هذا السؤال، قيصر أم المسيح، لنكن من بين أولئك الذين لا يتراجعون. لنأخذ موقفنا مع كنيسة القرن الأول والكنيسة عبر القرون. فلا نطرح ثقتنا.
من تلك النقطة الفريدة لربوبيَّة المسيح جاءت ثقة الكنيسة. وكذلك من هذه النقطة جاءت القناعات الراسخة للكنيسة. صرَّح كريس لارسون (Chris Larson)، زميلي في هيئة خدمات ليجونير، مؤخرًا قائلاً: "المستقبل ينتمي للمسيحيين ذوي الإيمان الراسخ".
أنه وقت للإيمان الراسخ. أنه وقت للثقة.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.