ما معنى الثبات في المسيح؟ - خدمات ليجونير
وحدة واضحة للعالم
۱۲ مايو ۲۰۲۰
قدوس الله
۱۳ مايو ۲۰۲۰
وحدة واضحة للعالم
۱۲ مايو ۲۰۲۰
قدوس الله
۱۳ مايو ۲۰۲۰

ما معنى الثبات في المسيح؟

لطالما يُساء فهم الحث على "الثبات" كما لو كان اختبار خاص، وسرِّي، وغير محدَّد، ولكن أوضح الرب يسوع أن الأمر يتعلَّق بعدد من الحقائق المحدَّدة.

أولًا، إن الاتحاد بربنا يسوع المسيح يعتمد على نعمته. بالطبع نحن متَّحدون بشكل إيجابي وشخصي بالمسيح بالإيمان (يوحنا 14: 12). لكن هذا الإيمان نفسه متأصِّل في عمل الله. إن الآب، باعتباره الكرَّام الإلهي، هو الذي طعَّمنا في المسيح. والمسيح، بواسطة كلمته، هو الذي طهَّرنا لنكون لائقين للاتحاد به (15: 3). فكل شيء بسيادة الله وسلطانه، وكل شيء بالنعمة.

ثانيًا: إن الاتحاد بالمسيح يعني طاعته. يشتمل الثبات على تجاوبنا مع تعاليم المسيح "إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ ..." (يوحنا 15: 7 أ). يردِّد بولس صدى هذه الفكرة في كولوسى 3: 16 إذ كتب قائلًا: " لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً،" وهو تصريح وثيق الصلة بحثِّه الموازي في أفسس 5: 18: "امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ".

باختصارٍ، يعني الثبات في المسيح السماح لكلمته أن تملأ أذهاننا، وتوجِّه إرادتنا، وتغيِّر عواطفنا. بعبارة أخرى، إن علاقتنا بالمسيح مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما نفعله بكتبنا المقدسة. ثمَّ، بالطبع، إذ تسكن كلمة المسيح فينا والروح القدس يملأنا، سوف نصلِّي بطريقة تتفق مع إرادة الله ونكتشف حقيقة وعد ربنا الذي عادةً ما يُساء تطبيقه: "تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ" (يوحنا 15: 7 ب).

ثالثًا: يؤكِّد المسيح على مبدأ آخر قائلاً: "اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي" (يوحنا 15: 9)، ويشرح بشكلٍ واضح ما يعنيه هذا: إن المؤمن تتكل حياته على محبة المسيح (محبة ذاك الذي وضع نفسه لأجل أحبائه، الآية 13).

لقد تبيَّنت هذه المحبة لنا في صليب المسيح. يجب علينا ألا نسمح لأنفسنا أبدًا بالابتعاد عن التأمُّل اليومي في الصليب باعتباره البرهان الذي لا يقبل الجدل لهذه المحبة، ولا عن الاتكال على الروح القدس الذي يسكب هذه المحبة في قلوبنا (رومية 5: 5). بالإضافة إلى ذلك، فإن الثبات في محبة المسيح يُترجَم بتعبيرٍ محدَّد للغاية وهو: إن الطاعة البسيطة المُقدَّمة للمسيح هي ثمر ودليل المحبة المقدَّمة له (يوحنا 15: 10-14).

أخيرًا، نحن مدعوون، كجزء من عملية الثبات، إلى الخضوع لأداة تنقية الله في أعمال عنايته التي ينزع بها كل خيانة وأحيانًا كل ما هو غير مهم، حتى نتكَّمن من الثبات في المسيح أكثر فأكثر بكل إخلاص.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

سينكلير فيرجسون
سينكلير فيرجسون
الدكتور سينكلير فيرجسون هو عضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير وأستاذ استشاري لعلم اللاهوت النظامي في كلية اللاهوت المُصلَحة. شغل سابقًا منصب الراعي الأساسي في الكنيسة المشيخيَّة الأولى في مدينة كولومبيا، بولاية ساوث كارولاينا، وقد كتب أكثر من عشرين كتابًا، بما في ذلك "المسيح كاملًا" (The Whole Christ).