الله يعمل دائمًا من أجلنا ولخيرنا
۲۵ مارس ۲۰۲۰نظرة عامة أساسية عن الكتاب المقدس
٦ أبريل ۲۰۲۰بما أن الله له السيادة، كيف يكون الإنسان حرًا؟
الله له الحريَّة المطلقة. أي أن حريته غير محدودة. وهو صاحب السيادة. إن الاعتراض الأكثر شيوعًا على سيادته هو أنه إذا كان الله له حقًا السيادة، فلا يمكن للإنسان أن يكون حرًا. يستخدم الكتاب المقدس مصطلح الحرية لوصف حالتنا البشريَّة بطريقتين مختلفتين: التحرر من الإكراه، حيث يكون الإنسان حرًا في اختياراته دون إكراه، والحريَّة الأخلاقيَّة، التي فقدناها في السقوط، وصرنا بعده عبيدًا لدوافع جسدنا الشريرة. يعتقد الإنسانيُّون (humanists) أن الإنسان يمكنه أن يتَّخذ خيارات ليس فقط بدون إكراه ولكن أيضًا من دون أي ميل طبيعي نحو الشر. يجب علينا نحن المؤمنين أن نكون حذرين من هذه النظرة الإنسانيَّة أو الوثنيَّة لحرية الإنسان.
إن وجهة النظر المسيحيَّة هي أن الله خلقنا بإرادة، ولدينا القدرة على الاختيار. فنحن كائنات نختار بمحض إرادتنا. ولكن الحريَّة المعطاة في الخلق محدودة. ما يحد في نهاية المطاف من حريتنا هو حريَّة الله. ومن تلك النقطة يأتي الصراع بين السيادة الإلهيَّة وحريَّة الإنسان. يقول البعض إن سيادة الله مقيَّدة بحريَّة الإنسان. إن كان الأمر كذلك، فالإنسان له السيادة، وليس الله. يُعلِّم الإيمان المُصلَح أن حريَّة الإنسان حقيقيَّة ولكنها محدودة بسيادة الله. فلا يمكننا أن نبطل قرارات الله السياديَّة بحريتنا، لأن حريَّة الله أعظم من حريتنا.
تقدِّم العلاقات الأسريَّة البشريَّة تشبيهًا لذلك. يمارس الآباء السلطة على الطفل. الطفل له الحريَّة، لكن الآباء لديهم المزيد من الحريَّة. إن حريَّة الطفل لا تحد من حريَّة الآباء بالطريقة التي تحد بها حريَّة الآباء من حريَّة الطفل. عندما نتحدَّث عن صفات الله، يجب أن نفهم أن الله له الحريَّة المطلقة.
عندما نقول إن الله له السيادة، فإننا نقول شيئًا عن حريته، على الرغم من أننا نميل إلى الاعتقاد بأن السيادة تعني شيئًا مختلفًا تمامًا عن الحريَّة. إن الله كائن يختار بمحض إرادته. لديه الإرادة ويتَّخذ القرارات. عند اتخاذ القرارات وممارسة إرادته، فإنه يفعل ذلك بسيادة كمن له السلطان الكامل والمطلق. إن حريته هي الحريَّة المطلقة. وهو وحده يتمتَّع بالاستقلال الذاتي التام؛ فهو قانون لنفسه.
يسعى البشر إلى الاستقلال الذاتي، والحرية غير المحدودة، والرغبة في عدم الخضوع للمساءلة من أحد. في الواقع، هذا ما حدث في السقوط. أغرى الشيطان آدم وحواء إلى الوصول إلى الاستقلال الذاتي، ليصبحوا مثل الله، وليفعوا ما يريدون دون عقاب. كان الشيطان يقدِّم حركة تحرير في جنة عدن لتحرير البشر من استحقاقيَّة اللوم، ومن المساءلة أمام الله. لكن الله وحده له الاستقلال الذاتي.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.