الرعاية هي عمل الثالوث - خدمات ليجونير
رؤية يسوع في عالم عدائيّ
٤ ديسمبر ۲۰۲۳
هل المسيحيّون فاسدون بالكامل
٦ ديسمبر ۲۰۲۳
رؤية يسوع في عالم عدائيّ
٤ ديسمبر ۲۰۲۳
هل المسيحيّون فاسدون بالكامل
٦ ديسمبر ۲۰۲۳

الرعاية هي عمل الثالوث

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [التاسع] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ الحياة اليهودية في أيام يسوع].

عندما يتعلّق الأمر برعاية الكنيسة، على الشيوخ أنْ يُدركوا أنّ دعوتَهم هي عمل الثالوث العمليّ.

أوضحَ بولس الرسول هذا لشيوخ كنيسة أفسس. كانت تعليماته الأخيرة لقادة تلك الكنيسة: "اِحْتَرِزُوا إِذًا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ ٱلَّتِي أَقَامَكُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ ٱللهِ ٱلَّتِي ٱقْتَنَاهَا بِدَمِهِ" (أعمال الرسل 20: 28). عندما نتأمّلُ بعنايةٍ في هذه الوصيّة، نرى أنّ الشيوخَ لا يقدرون أنْ يهتموّا بالكنيسة بشكل صحيح إلّا من خلال إكرام الله المثلّث الأقانيم أثناء قيامهم بذلك. خُلاصةُ الأمر أنّ بولس أعطى لعملِ الشيوخَ صيغةً لها علاقة بالثالوث.

ارعوا الكنيسة التي يمتلكها الله الآب. قام الآب بفرز الكنيسة لقبول تبنّي محبّته قبل خلق العالم (أفسس 1: 3-7 )، وبذلك، تكون الكنيسة ملكًا لله وحده. لقد دعاها بولس "كنيسةُ الله." كان أحد مرشديّ الروحيّين يذكّرني دائمًا بهذه الحقيقة. في كلّ مرّة أقول: "كنيستي" إشارةً إلى الجماعة التي أرعاها، كان يرفع حاجبَيْه ويسألني: "كنيسةُ مَنْ؟" كان يُريدني أنْ أدركَ بشكل واضح أنّ الكنيسة هي مُلكٌ لله وليست مُلكي.

لا يجب أبدًا أنْ يتصرّفَ الشيوخ في الكنيسة كما لو أنّها مُلكٌ لهم، أو كأنّها موجودة لتحقيق مصالِحِهم الشخصيّة، أو كأنّها تحت قيادتهم (بطرس الأولى 5: 1-3). بل عليهم أنْ يعاملوا الناس في الكنيسة كأولاد الله. كيف يفعلون هذا؟ من خلال إظهار محبّة الآب لهم، ومن خلال حمايتهم من التأثيرات الشريرة، ومساعدتهم على النموّ ليُصبحوا مُشابهين أبيهم السماوي.

ارعوا الكنيسة التي اقتناها الله الابن. قال بولس لشيوخ كنيسة أفسس أنّ المسيح اقتنى الكنيسة أو اشتراها بدمه. وبينما كان يحثّهم أن "اِحْتَرِزُوا إِذًا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ"، كان عليهم أنْ يتأكّدوا من أنّ كلّ فرد في الكنيسة- سواء كان قائدًا أو علمانيًّا على حدّ سواء – ثابت في الإنجيل.

كما قال ريتشارد باكستر عن هذه الآية: "يا له من أمر مُخيف أنْ تكون معلّمًا غير مُقدّس، ولكنّ الأسوأَ من ذلك أنْ تكونَ واعظًا غير مُقدّس." يجب على الرعاةِ والشيوخِ أنْ يعيشوا حياةَ القداسةِ التي نتوقّعها من الأشخاص الذين اشتراهم يسوع بدمه. ويفترض عليهم واجبُهم المقدّس رعايةَ رعيّة الله لكي يؤمنوا بإنجيل ابنه ويطيعوه.

ارعوا الكنيسة التي يُشرف عليها الله الروح القدس. لقد أوجدَ روحُ الله الكنيسةَ بقوّتِه المُجدّدة (تيطس 3: 5)، ويسكن في الكنيسة بحضوره من خلال المعموديّة (1 كورنثوس 12: 13)، ويبارك الكنيسة بمواهبه السخيّة (الآيات 4-6). الشيوخ هم هبة للكنيسة لإتمام عمل إشراف الروح القدس.

لهذا، ينبغي على الشيوخ أن يُنتجوا ثمارَ الروح القدس في شخصيّاتهم بينما يقومون بخدمة الرعاية. كما عليهم أنْ يكرزوا بحقّ الروح القدس لشعب الله. وعليهم أنْ يُرشدوا الكنيسة في حكمة الروح القدس. علّم أبُ الكنيسة غريغوريوس النزينزي أنّ على القادة الروحيّين أن يُجهّزوا رعاياهم لقضاء الأبديّة مع الله المثلّث الأقانيم.

إنّ عمل رعاية رعيّة الله هو فعلًا عمل يقوم به الثالوث.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

باري ج. يورك
باري ج. يورك
الدكتور باري ج. يورك هو رئيس وبروفيسور علم اللاهوت الرعويّ في معهد اللاهوت الإصلاحيّ المشيخيّ في بيتسبرغ. هو مؤلّف كتاب "إصابة الأهداف" (Hitting the Marks)