خمس حقائق يجب أن تعرفها عن الرسول بطرس
۵ ديسمبر ۲۰۲٤ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن رسالتي تيموثاوس الأولى والثانية
تُعرَف رسالتا تيموثاوس الأولى والثانية، بالإضافة إلى رسالة تيطس، باسم "رسائل بولس الراعويّة". ومعنى هذا ببساطة هو أنّها تختلف عن رسائل بولس الأخرى (وباستثناء رسالة فليمون) التي كُتِبت لكنائس، وذلك في كونها رسائلَ كُتِبت لرعاة كنائس محلّيّة تتعلَّق بواجباتهم في الخدمة. كان تيموثاوس راعي الكنيسة في أفسس حين كتب هاتَين الرّسالتَين له. ومع هذا، فإنّه بإشراف الروح القدس يكتب بولس إلينا نحنُ أيضًا. تمتلئ هاتان الرسالتان بالتشجيع والحثّ للرعاة وأبناء الرعيّة. وفي ما يلي ثلاثة أمور ينبغي أن نعرفها عن رسالتَي تيموثاوس الأولى والثانية.
1. العقيدة السّليمة مهمّة.
كانت أفسس مدينة غنيّة وعالميّة تُعرَف بممارستها الِسحر وعبادة الإلاهة أرطاميس. ولكنّ الديانة الوثنيّة والمادّيّة لم تكونا التهديدَين الوحيدَين اللذين واجهتْمها كنيسة أفسس. فحين كتب بولس هاتَين الرسالتَين كان التعليم الخاطئ والمنحرف عن المسيحيّة ينتشر ويتقدَّم في المدينة بصورة كبيرة.
ولا تختلف الأمور اليوم عمّا كانت عليه في ذلك الوقت. فنحنُ نشابه تيموثاوس في كوننا نعيش في "الأَيَّامِ الأَخِيرَة" (2تيموثاوس 3: 1؛ انظر أيضاً 1تيموثاوس 4: 1)، والتي فيها ستأتي أزمنة صعبة "لأَنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونـُونَ مُحِبِّينَ لأَنـْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ" (2تيموثاوس 3: 2؛ انظر أيضًا 1تيموثاوس 6: 10) ، ويكونون "مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ لِلَّهِ" (2تيموثاوس 3: 4). نحنُ نعيش في "[وَقْتٍ] لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ"، إذْ يريدون أن يسمعوا من المُعلِّمين ما يرغبون (2تيموثاوس 4: 3؛ انظر أيضًا 1تيموثاوس 1: 10). نحنُ نحتاج إلى قادة في الكنيسة يتمسَّكون "بصورة الكلام الصّحيح" الذي قدَّمه الرّسُل، والمَصوغ والمُدوَّن في قوانين إيمان الكنيسة واعترافاتها (2تيموثاوس 1: 13). نحتاج إلى خدّامٍ "[يَكْرِزُونَ] بِالْكَلِمَةِ ... فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ" (2تيموثاوس 4: 2؛ انظر أيضاً 1تيموثاوس 4: 13)، خدّامٍ يكونون "[صَاحِين] فِي كُلِّ شَيْءٍ، ... [يَعْمَلُونَ] عَمَلَ الْمُبَشِّرِ" (2تيموثاوس 4: 5). تصف هاتان الرسالتان العالم الذي تعيش فيه الكنيسة اليوم، وهو عالمٌ يمتلئ بالارتداد والشّرّ والفجور. وحتّى ينتقل الإنجيل والتعليم الصحيح إلى الجيل التالي، ينبغي للكنيسة، وخصوصًا خدّام الكلمة وقادة الكنيسة، أن يُصغُوا إلى ما تحثّ وتحذِّر بشأنه رسالتا تيموثاوس الأولى والثانية.
2. الشجاعة موجودة في المسيح.
في عالمٍ معادٍ للإيمان المسيحي، يتطلَّب قول إنّ المسيح هو الطريق الوحيد إلى السماء شجاعةً. ويتطلب الإيمان بسلطة الكتاب المُقدَّس وعدم الخجل من الإنجيل شجاعةً أيضًا. الشجاعة ضروريّة للحياة المسيحيّة. إنْ حدث أن شعرتَ بالخوف بسبب أعداء الإنجيل، أو بالإحباط بسبب الظروف المُروِّعة، فلستَ وحيدًا في ذلك. فالخوف والإحباط عدوّان شائعان ومشتركان لكلّ المؤمنين، بمَن في ذلك تيموثاوس، متلقّي هاتَين الرسالتَين الأصلي.
مع أنَّ تيموثاوس كان أكثر رفقاء بولس أمانةً ومحلَّ ثقة، فقد كان شابًّا يتّصف بالخوف، وكثير الإصابة بالمرض، وفي احتياجٍ للتشجيع. وكان تيموثاوس يواجه وضعًا في كنيسة أفسس شعر أنّه يتجاوز قدرته. فقد بدأ مُعلِّمون كذبة، لديهم القدرة على الإقناع، في شنِّ هجماتٍ على الإنجيل. وكان بعض أعضاء الكنيسة يشكِّكون بسلطة تيموثاوس بوصفه راعيًا. وعلاوةً على ذلك، ربّما كان يشعر بشيءٍ من الحرج بفعل سَجْن بولس وتراجُع سمعته.
كان عليه أن يصمد ويثبُت لأجل الحقّ، وأنْ يكرز بكلمة الله، ولكنّه كان خائفًا من الألم. كانت شعلته ضعيفة الاشتعال. وقد وجد بولس ضرورةً في أن يذكِّر هذا الراعي الشاب بأن يُضرم موهبة الله (2تيموثاوس 1: 6؛ انظر أيضًا 1تيموثاوس 4: 14)، وبأنَّ "اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ (ضبط النفس)" (2تيموثاوس 1: 7). لم يكُنْ تيموثاوس يستطيع أنْ يجد الشجاعة بأنْ يتألَّم لأجل الإنجيل إلا بنعمة الله في المسيح (2تيموثاوس 1: 8-9؛ 2: 3).
ربّما يكون شعورك الآن شبيهًا بما شعر تيموثاوس به. ربما تخاف الناس أكثر ممّا ينبغي. وربّما، تخاف من أنْ تتألَّم لأجل الإنجيل. تُذكِّرنا رسالتا تيموثاوس الأولى والثانية بأن نتقوّى ليس في أنفسنا، بل "بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (2تيموثاوس 2: 1؛ انظر أيضاً 1تيموثاوس 1: 12). ومع أنّ "[جَمِيعَ] الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ" (2تيموثاوس 3: 12)، فإنّ الروح القدس أعدّنا لنستطيع أن نتمِّم دعواتنا ونجاهد جهاد الإيمان الحسن، بما في ذلك مواجهة الخوف وعلى الرغم منه (1تيموثاوس 6: 12؛ 2تيموثاوس 4: 7).
3. القوّة في الكلمة.
ينبغي لتيموثاوس أن يحرس الإنجيل من المُعلِّمين الكذبة ليُنقَل إلى الجيل التالي (1تيموثاوس 1: 3-11؛ 2تيموثاوس 1: 13-14؛ 2: 16-18)، وأن يُودِع الإنجيل "أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا" (2تيموثاوس 2: 2؛ انظر أيضاً 1تيموثاوس 3: 1-7)، وأن يكون مستعدًّا لأنْ يتألَّم لأجل الإنجيل مثل مُرشِده (2تيموثاوس 1: 8، 12؛ 2: 3، 9؛ 3: 12؛ 4: 5). ولكنَّ الأمر الأهمّ هو أنّ عليه أنْ يكرز بالإنجيل. وهكذا يعطي الرسول، صاحب الخبرة في الخدمة، رفيقَه الشابَّ وصيّةً أخيرة: "اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ،" و"اصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ. اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ" (2تيموثاوس 4: 2، 5). فالقوّة على الاهتداء إلى المسيح وبناء الحياة تكمن في كلمة الله (2تيموثاوس 3: 16-17). ولهذا السبب، ينبغي للرعاة أن ينتبهوا جيِّدًا إلى أنفسهم وإلى ما يعلِّمونه (1تيموثاوس 4: 16).
أصلّي أن يبارك الله الكنيسة والعالم بإقامة كثيرين من "التيموثاوسِيين"، لتكتشف الأجيال المستقبليّة، وتكتشف ثانيةً، بشارة الإنجيل وتنشرها وتطبِّقها وتعيشها في أزمنتها.
هذه المقالة هي جزء من سلسلة "ثلاث حقائق يجب أن تعرفها".
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.