
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن إنجيل مرقس
۷ فبراير ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن رسالة فيلبّي
۱٤ فبراير ۲۰۲۵ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن إنجيل متى

تُخبِرنا الآية الأولى في إنجيل متّى عن ثلاثة أمور مهمّة عن يسوع تلخِّص الكثير مما يأتي تاليًا في الإنجيل.
1. موضوع إنجيل متّى هو يسوع، المسيح.
إنجيل متّى كتابٌ عن يسوع "المسيح،" أي الممسوح الموعود به في العهد القديم، المسيّا (1صموئيل 2: 10؛ مزمور 2: 2؛ دانيال 9: 25؛ انظر أيضًا متّى 1: 16-18؛ 2: 4؛ 16: 16، 20؛ 22: 42؛ 23: 8-10). يُكمِل متّى قصّة الخلاص المُعلَن في العهد القديم، ومكانُه مناسب تمامًا بوصفه بوّابة العهد الجديد. فيُشير متّى بصورة متكرِّرة إلى العهد القديم، لدرجة تبنّيه شيئًا من أسلوب الكتابة المُستخدَم في العهد القديم.i
ولكنّ إنجيل متّى يتجاوز كونه استكمالًا للقصّة فقط، إذ هو تحقيق القصّة، ويؤكِّد الإنجيل على هذه الحقيقة بصورة قويّة. فعشر مرّات في إنجيل متّى يُشار إلى أنَّ ما حدث في حياة يسوع هو تحقيق لما كان الأنبياء قد تكلَّموا به (متّى 1: 22؛ 2: 15؛ 2: 17؛ 2: 23؛ 4: 14؛ 8: 17؛ 12: 17؛ 13: 35؛ 21: 4؛ 27: 9). كما ترد في الأصحاحين 8 و9 عشر معجزات تُظهِر أنّ لدى يسوع كامل السلطة ليأتي إلى شعبه بالخلاص والشفاء اللّذين وعد أنبياء العهد القديم بهما (متّى 8: 17 مُقتبِسًا إشعياء 53: 4؛ انظر إشعياء 35: 5). وينبِّر متّى على هذا الأمر بطريقتِهِ الفريدة في حديثه عن معجزات يسوع، الذي كان "يَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب" (متّى 4: 23؛ 9: 35؛ 10: 1). ولم يكن كافيًا أنْ يقول: "كُلَّ مَرَضٍ وَ... ضَعْفٍ"، لأنّه أراد أن يؤكِّد على أنّه ليس من شيءٍ يستطيع أن يحبِط سلطانه ويعطّله، ولذا يكرِّر الكلمة "كلّ" مرتين: "يَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب". وباستخدام اسم "ابن داود" بصورة متكرّرة في الحديث عن معجزات الشفاء التي عملها يسوع (متّى 9: 27؛ 12: 23؛ 15: 22؛ 20: 30)، يُظهِر أنّ ملكوتَهُ بركةٌ وتحريرٌ كاملان لشعبه. حقًّا هو العبد الممسوح (متّى 12: 18-21، مقتبِسًا من إشعياء 42: 1-3)، المسيح، المسيّا الذي طال انتظاره، الذي هو تحقيق كلّ ما أنبأ به الأنبياء.
2. موضوع إنجيل متّى هو يسوع، ابن داود.
ويسوع المسيح هو ابن داود الموعود به أيضًا، الذي ليس لملكه نهاية (2صموئيل 7: 13؛ مزمور 89: 3؛ إشعياء 9: 7). ويقدِّم متّى سلسلة نسب يسوع الملكيّة (متّى 1: 2-17)، متتبّعًا نسبه على ثلاث مراحل من إبراهيم إلى داود، ومن داود إلى يكُنيا، ومن ثمَّ من يكُنيا إلى يوسف ابن داود، الذي كان رجُل مريم، التي وُلِد منها يسوع. وبتوجيه متّى انتباهه بصورة خاصّة إلى جلاء الشعب إلى بابل، وهو ما يذكره مرّتَين (متّى 1: 11، 12)، يُظهِر أنَّ وعود الله لداود لم تصل نهايتها بجلاء الشعب إلى بابل. وهكذا، إذ ينطلق من الكلمات الأخيرة في سفر ملوك الثاني، التي تُخبِرنا أنَّ نسل داود (على الرغم من قتل أولاد صدقيّا الخمسة) حُفِظ في السبي إلى بابل من خلال نسل يكُنيا (الذي يُدعى "يهوياكين" أيضًا؛ إرميا 24: 1؛ 2ملوك 24: 6-17؛ 25: 27-30). وينتهي سفر الملوك الثاني بتوقُّع حُكم المسيّا وانتظاره، إذْ يُخبِرنا أن يهوياكين أُخرِج من السجن، وأُعطي أنْ يجلس مع كلِّ الملوك الآخرين الذين كانوا في بابل. وينتهي إنجيل متّى بتحقيق هذا المقطع، إذ يُظهِر أنَّ يسوع ابن داود قد أُعطي كلَّ سلطان في السماء وعلى الأرض (متّى 28: 18).
3. موضوع إنجيل متّى هو يسوع، ابن إبراهيم.
يُخبِرنا متّى أنَّ يسوع هو ابن إبراهيم، وهو لا يقصد بهذا أنْ يقول إنّ يسوع من نسل إبراهيم، بل إنّه نسل إبراهيم الوحيد، الذي به ستتبارك كلّ أمم الأرض (تكوين 22: 18؛ 26: 4). وهذا الخلاص الذي يأتي به يسوع إلى "كلِّ الأمم" مُقدَّم بصورة غير مباشرة في سلسلة نسب يسوع (متّى 1: 2-6)، بذكره أربع نساء، ثلاثٌ منهنّ أمميّات (ثامار، راحاب، راعوث)، بينما الأخيرة زوجة رجلٍ أمميّ (أوريّا الحثّي، 2صموئيل 11: 3). وبعد ولادة يسوع، نجد أنَّ الله حثّ المجوس الأمميّين بنجمٍ على أن يأتوا ليسجدوا للذي وُلِد ليكون ملكَ اليهود (متّى 2: 1-12؛ في إشارة إلى إشعياء 60: 1-7). وحين أتى الوقت ليبدأ هذا الملك خدمتَه العلنيّة، عمل ذلك في "جَلِيلِ الأُمَمِ"، لأنّ ما يأتي به هو خلاص "كلّ الأُمَم" (متّى 4: 12-17، تحقيقًا لإشعياء 9: 1-2).
من بين معجزات يسوع الأولى شفاء غلام (عبد) قائدِ مئةٍ رومانيٍّ (متّى 8: 5-13)، ولاحقاً شفاء ابنة امرأة كنعانيّة كان روحٌ نجِسٌ يعذِّبها جدًّا (متّى 15: 21-28). وتُظهِر معجزة إطعام الأربعة آلاف (التي يُشير إنجيل مرقس 7: 31 إلى أنّها حدثت في منطقة الديكابوليس على الجهة الشرقيّة من بحر الجليل) أنّ يسوع عمل وسط الأمم ما عمله لليهود في معجزة إطعام الخمسة آلاف (متّى 14: 13-21؛ 15: 32-38). وفي حديث يسوع على جبل الزّيتون، يُعلِن يسوع أنّه ينبغي أن يُعلَن إنجيل الملكوت في كلّ العالم شهادةً لكلِّ الأمم قبل أنْ تأتي النهاية (متّى 24: 14). ويُختَم السفر بأمر يسوع تلاميذَه بأنْ يتلمذوا من كلّ الأمم، ممّا يُشير إلى ذروة الوعد المُعطى لإبراهيم (متّى 28: 18-20).
يسوع هو المسيح، وابن داود، وابن إبراهيم. هذه ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفها بشأن الإنجيل بحسب متّى.
هذه المقالة هي جزء من سلسلة "ثلاث حقائق يجب أن تعرفها".
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.