ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر حجَّي - خدمات ليجونير
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر هوشع
۳ يوليو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر هوشع
۳ يوليو ۲۰۲۵

ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر حجَّي

1. الآن هو الوقت الذي فيه نعطي طاعة الربّ أولويّةً.   

كُتِب سفر حجّي لشعب كان مُحبَطًا إحباطًا شديدًا. وجد السكّان، الذين كانوا قد عادوا من بابل إلى يهوذا، الحياةَ في وطنهم صعبةً وثقيلةً جدًّا. فقد ظهر أنّ إعادة بناء وطنهم وحياتهم السابقة بوجود أعداء يحيطون بهم من كلّ جهة، أصعب ممّا كانوا قد تخيَّلوا، وبدت وعود إشعياء 40-66 المجيدة بعيدةً عن حقيقة ما يختبرونه. ونتيجةً لهذا، أوقفوا العمل في مشروع إعادة بناء الهيكل إلى أن تصير حياتهم أسهل. بدا واضحًا أنّ ذلك الوقت لم يكن الوقت المناسب للعمل على تنفيذ هذه الخطط الطَّموحة (حجَّي 1: 2).  

ولكنّ منظور الربّ كان مختلفًا. فقد أشار إلى أنّه كانت لديهم الأموال اللازمة لبناء بيوتهم المغشّاة بالخشب (حجَّي 1: 4؛ انظر أيضًا ١ ملوك 6: 9؛ 7: 3، 7). وفي هذه الأثناء، كانت أنشطتهم الأخرى تحتَ لعنةِ الله بسبب عصيانهم (حجَّي 1: 5-6). كان عليهم أن يفكِّروا بطرقهم، وألّا يتذرّعوا بشيء، ويعطوا إطاعة الله الأولويّة (حجَّي 1: 8). وبقيادة زربّابل، الوالي، ويشوع، رئيس الكهنة، استمع الشعب لكلمات حجَّي وبدأوا يعملون في بناء الهيكل (حجَّي 1: 12). وكان الربُّ معهم، وقد أنهض أرواحهم ليعملوا معًا في إعادة بناء الهيكل (حجَّي 1: 14)، الذي كان الرمزَ المرئيَّ لحضور الربّ مع شعبه.  

2. الأفضل لم يأتِ بعدُ.  

بينما كان الشعب يعمل في إعادة بناء هيكل أورشليم، ظهر مصدرُ إحباطٍ محتمل آخر. فقد كان الهيكل الجديد يختلف عن سابقه في المجد والعظمة (حجَّي 2: 2-3). ومع أنّه كان في نفس حجم هيكل سليمان، فإنّه كان يفتقر إلى الكثير من الفضّة والذهب، كما أنّه لم يعد الرمزَ المركزيَّ والرئيسيَّ لمملكةٍ أو إمبراطوريّةٍ، كما كان في أيّام سليمان. والأسوأ من هذا أنّ مجد الربّ كان قد غادر المبنى قبل تدميره بيد البابليّين (حزقيال 10). وهكذا، من دون عودة حضور الله الموعود به (انظر حزقيال 43)، سيبقى الهيكل بلا قيمة، إذْ سيكون قشرةً فارغةً. ولكنّ كلمات الربّ بالنبي شجَّعت الناس على أن يروا أنّ حضوره عاد إلى وسطهم، مع أنّ ثمر هذه العودة لم يظهر بعدُ (حجّي 2: 4-5). ينبغي أن يتشدَّد الشعب ويعمل، وهذه هي الوصية ذاتها التي أُعطيت في أيّام يشوع وسليمان نفسه (يشوع 1: 6؛ ١ ملوك 2: 2). فالإله نفسه الذي كان مع شعب إسرائيل حين تركوا مصر كان ما يزال معهم، وسيحرص على ألّا تكون جهودهم هباءً وبلا نتيجة (حجَّي 1: 13).  

ولكنْ ما استطاعوا رؤيته بعيونهم لم يكن المقياس النهائي لعمل الربّ. فيمكنهم النظر إلى الماضي، واستقاء التشجيع ممّا عمله الله في الماضي، ولكنّهم كانوا أيضًا في احتياجٍ إلى أن يتذكّروا ما سيعمله الله في المستقبل (حجَّي 2: 6-9). فسيكون هناك وقتٌ سيغيِّر الربّ فيه نظام العالم، قالبًا إيّاه رأسًا على عقب، وموقِفًا الأمم عند حدودها، بينما يبارِك شعبه بالسلام (شلوم) المتدفِّق من هيكله.  

3. وعود الربّ تربط الحاضر بالمستقبل.   

وعدُ الربّ بأن يكون مع شعبه، والمتمثِّل بهيكل أورشليم، ووعدُه بمسيّا، المتمثِّل في نسل داود، يظهران كخيطين في كلّ نبوّة حجَّي (انظر ٢ صموئيل 7). في بداية عمل النبي، بدا الأمران محلَّ شكٍّ: فقد كان الهيكل ما يزال مدمَّرًا ويخلو من مجد الربّ، وبدا نسل داود مقطوعًا ومرفوضًا من الرب مثل خاتمٍ مرميّ (انظر إرميا 22: 24-26). ثمّة أدلّة ملموسة على الردّ في نهاية السفر، إذ يُعاد بناء الهيكل، ويُؤكَّد للوالي، زربّابل، الذي كان من نسل داود، أنّه خاتم الله المختار (حجَّي 2: 23). ومع هذا، بقي الهيكل يفتقر إلى المجد، ولم يكن الوالي ملكًا، ولا كان المسيّا الموعود. كان على الشعب أن يعيش بالإيمان، واثقًا أنّ الأشياء الصالحة التي كان الله يعمله في وسطهم ستكتمل في اليوم الأخير. 

كان كلا هذين الوعدين يُشيران إلى يسوع المسيح. فهو الهيكل الحقيقي لله (يوحنا 2: 19)، الذي فيه سيأتي مجد الله ليسكن معنا (يوحنا 1: 14). ولكون يسوع عِمّانوئيل ("الله معنا")، فقد مثّل يسوعُ حضورَ الله جسديًّا في وسط شعبه. والآن بعد أن صعد يسوع إلى السماء وسكب روحه على الكنيسة، يتمثَّل حضورُ الله في العالم بنا نحنُ، شعبه. فلكون الكنيسة جسد المسيح، فإنّها الهيكل الجديد، الذي يتألَّف من اليهود والأمم، والمبنيّ معًا مسكنًا مُقدَّسًا لله (أفسس 2: 16-11؛ انظر ٢ كورنثوس 6: 16 – 7: 1).  

ونحن أيضًا نوجِّه أنظارنا إلى الابن الأعظم لزربّابل، الذي فيه وحده يوجد رجاؤنا، يسوع المسيح (متّى 1: 13). هو أيضًا لم يكن له صورةٌ ولا جمالٌ فنشتهيه، بل اتّخذ صورة عبد، واتّضع أكثر حتى الموت، موت الصليب (فيلبّي 2: 5–8). ولكن، نتيجةً لهذا الفعل من الطاعة، أقام الله مسيحه وجعل اسمه فوق كلّ اسم (فيلبّي 2: 9–11). وفي الحاضر، وبينما ننتظر الزلزلة الأخيرة للسماوات والأرض، دعوتنا أن نبقى أمناء، عالمين أنّه في نور موت المسيح وقيامته، "...عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي ٱلرَّبِّ. (١ كورنثوس 15: 58). 

هذه المقالة هي جزء من سلسلة "ثلاث حقائق يجب أن تعرفها". 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

إيان دوجيد
إيان دوجيد
الدكتور إيان دوجيد هو أستاذ العهد القديم بكليَّة وستمنستر للاهوت في مدينة فيلادلفيا، والراعي المُؤسِّس لكنيسة المسيح المشيخيَّة في مدينة جلينسايد، بولاية بنسلفانيا. وهو ألَّف العديد من الكتب، منها (The Whole Armor of God: How Christ's Victory Strengthens Us for Spiritual Warfare).