المحاضرة 7: رِسَالَةُ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ
كُنَّا نَتَمَعَّنُ فِي عَقِيدَةِ التَبْرِيرِ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ، وَنَظَرْنَا إِلَيْهَا مِنْ مَنْظُورٍ تَارِيخِيٍّ وَمِنْ مَنْظُورٍ عَقَائِدِيٍّ لاهُوتِيٍّ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الْعَقِيدَةَ الَتِي صَاغَتْهَا الْكَنِيسَةُ مَصْدَرُهَا بِكُلِّ تَأْكِيدٍ الْكِتابُ الْمُقَدَّسُ نَفْسُهُ، وَبِالطَبْعِ عَقِيدَةُ التَبْرِيرِ بِالإِيمَانِ هِيَ الْعَقِيدَةُ الَتِي اسْتَفَاضَ فِيهَا الرَسُولُ بُولُسُ بِلا كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ فِي رَسَائِلِهِ، وَلَكِنَّ أَدَقَّ تَنَاوُلٍ لِلْعَقِيدَةِ وَالأَكْثَرَ شُمُولًا يُوجَدُ فِي أَعْظَمِ كِتَابَاتِهِ وَأَعْمَالِهِ اللَاهُوتِيَّةِ، فِي رِسَالَةِ رُومِيَةَ. وَلِذَا سَنَتَناوَلُ لِبَعْضِ الْوَقْتِ الْيَوْمَ بَعْضَ الْمَقَاطِعِ الأَكْثَرِ بَرِيقًا الَتِي قَدَّمَها لَنَا بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ.
فِي بِدَايَةِ الأَصْحَاحِ الأَوَّلِ لِرِسَالَةِ رُومِيَةَ، أَفْرَدَ فِكْرَةَ دَيْنُونَةِ اللهِ الشَامِلَةِ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ السَاقِطَةِ الَتِي تَحْجِزُ حَقَّ الإِعْلانِ الإِلَهِيِّ الَذِي أَعْلَنَهُ اللهُ عَنْ نَفْسِهِ، ثُمَّ شَرَحَ كَيْفَ شَمَلَتْ نَتَائِجُ الْخَطِيَّةِ جَمِيعَ الْبَشَرِ عَلَى مَدَارِ التَارِيخِ، كُلًّا مِنَ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ. وَيُحْضِرُ الْعَالَمَ بِرُمَّتِهِ أَمَامَ مِقْيَاسِ عَدْلِ اللهِ بِاسْتِنْتَاجٍ يَقُولُ "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ" وَإِنَّنَا بِلا عُذْرٍ.
وَبَيْنَمَا يَشْرَحُ طَبِيعَةَ شَرِّ الإِنْسَانِ وَإِثْمِهِ، يَعُودُ إِلَى الْعَهْدِ الْقَدِيمِ لِلْمَزْمُورِ الَذِي يَبْدَأُ: "أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلَا وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ..." الْمَقْطَعُ الَذِي تَعْرِفُونَهُ، وَعِنْدَمَا يَنْتَهِي مِنْ هَذَا الاقْتِبَاسِ، يَقُولُ في الآيَةِ التَاسِعَةَ عَشْرَةَ مِنَ الأَصْحَاحِ الثَالِثِ، "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا يَقُولُهُ النَّامُوسُ فَهُوَ يُكَلِّمُ بِهِ الَّذِينَ فِي النَّامُوسِ، لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ اللهِ". لِذَا فَهُوَ يُحْضِرُنَا أَمَامَ كُرْسِيِّ دَيْنُونَةِ اللهِ، وَيَسْتَخْدِمُ اسْتِعَارَةَ انْسِدَادِ كُلِّ فَمٍ. بِالطَبْعِ مَا يَعْنِيهِ هُوَ أَنَّهُ عِنْدَمَا نَتَقَدَّمُ أَمَامَ كُرْسِيِّ دَيْنُونَةِ اللهِ وَنَظْهَرُ أَمَامَ قَدَاسَتِهِ، سَيَكُونُ الْمَيْلُ الْبَشَرِيُّ الطَبِيعِيُّ هُوَ التَفَوُّهُ بِكُلِّ عُذْرٍ مُمْكِنٍ لِتَبْرِيرِ عِصْيَانِنَا وَتَعَدِّينَا. لَكِنْ عِنْدَما نُحْضَرُ أَمَامَ اللهِ، سَيَتَّضِحُ لِلْغَايَةِ لِكُلِّ مَنْ يَقِفُ أَمَامَهُ أَنَّها سَتُعَدُّ مُحَاوَلَةً غَيْرَ مُجْدِيَةٍ لِتَقْدِيمِ الأَعْذَارِ أَوْ لِتَبْرِيرِ عِصْيَانِنَا للهِ. لِذَا سَنَصْمُتُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الدَيْنُونَةِ، وَلَنْ نَسْتَطِيعَ التَفَوُّهَ بِكِلْمَةٍ أَمَامَ اللهِ لأَنَّ عَدْلَهُ وَأَحْكَامَهُ وَاضِحَانِ وُضُوحَ الشَمْسِ.
لَكِنَّ بُولُسَ بَعْدَ ذَلِكَ يُوَاصِلُ فَيَقُولُ: "لِأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لَا يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لِأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ". فَهَذَا التَصْرِيحُ الْمُوجَزُ فِي غَايَةِ الأَهَمِّيَّةِ لِفَهْمِ عَقِيدَةِ التَبْرِيرِ، وَيُعَدُّ تَصْرِيحًا خاصًّا أَعْلَنَهُ الرَسُولُ الَذِي كَانَ مَحَلًّا لِلْكَثِيرِ مِنَ النِقَاشَاتِ وَالتَسَاؤُلاتِ فِي تَارِيخِ اللَاهُوتِ. إِذْ قَدْ بَدَأَ بِقَوْلِهِ: "لِأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لَا يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ". فَالسُؤَالُ الأَوَّلُ: إِلَامَ يَرْمِي فِي إِشَارَتِهِ إِلَى "أَعْمَالِ النَّامُوسِ"؟ قَالَ الْبَعْضُ إِنَّ هَذَا مَقْطَعٌ مُحَدَّدٌ لا يُشِيرُ سِوَى إِلَى الْفَرَائِضِ الطَقْسِيَّةِ لِنَامُوسِ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ، وَأَنَّ مَا يَقْصِدُهُ الرَسُولُ هُنَا أَنَّهُ لا أَحَدَ يَتَبَرَّرُ بِتَأْدِيَةِ جَمِيعِ الْفَرَائِضِ الَتِي أَمَرَ بِهَا اللهُ كَمَا أَمَرَ الْيَهُودَ، مُرُورًا بِنِظَامِ الذَبَائِحِ وَجَمِيعِ الطُقُوسِ الدِينِيَّةِ الْمُرْتَبِطَةِ بِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَلاحِقًا بِالْهَيْكَلِ. بِعِبَارَةٍ أُخْرَى، يَقُولُ إِنَّهُ لَمْ يَتَبَرَّرْ أَيُّ إِنْسَانٍ بِاتِّبَاعِ الطُقُوسِ الَتِي أَمَرَ بِهَا النَامُوسُ. وَمَرَّةً أُخْرَى، هَذَا تَطْبِيقٌ يُحَدِّدُ النَصَّ لِلْغَايَةِ.
بَيْنَمَا الْغَالِبِيَّةُ الْعُظْمَى مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُونَ: "لا، بُولُسُ لَمْ يَتَوَقَّفْ عِنْدَ أَدَاءِ الطُقُوسِ فَحَسْبُ، بَلْ يَشْمَلُ كُلَّ مَا يَأْمُرُ بِهِ النَامُوسُ بِمَا فِي ذَلِكَ النَامُوسُ الأَخْلاقِيُّ الَذِي تَفْرِضُهُ شَرِيعَةُ اللهِ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ"، فَلِذَا يَقُولُ بِطَاعَةِ نَامُوسِ اللهِ، دِينِيًّا وَطَقْسِيًّا وَكَذَلِكَ أَخْلاقِيًّا، أَيْ بِحِفْظِهِ، لَنْ يَتَبَرَّرَ أَيُّ إِنْسَانٍ أَبَدًا. فَبِهَذَا الْمَعْنَى، فَإِنَّ أَيَّ عَمَلٍ صَالِحٍ نَقُومُ بِهِ مُسْتَبْعَدٌ مِنْ أَسْبَابِ التَبْرِيرِ.
إِنَّمَا آخَرُونَ حَدَّدُوا هَذَا الْمَقْطَعَ، ثَانِيَةً، لِيَقُولُوا مَا مِنْ أَعْمَالٍ لِلطَاعَةِ قَبْلَ التَجْدِيدِ سَتُضَافُ إِلَى تَبْرِيرِنَا؛ لَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَكِنَّ مَا نَفْعَلُهُ بَعْدَ مِيلادِنَا الثَانِي سَيُعَدُّ أَسَاسَ تَبْرِيرِنَا. فَبِذَلِكَ تَعُودُ الأَعْمَالُ إِلَى الْمَشْهَدِ مَرَّةً أُخْرَى هُنَا كَأَسَاسٍ لِلتَبْرِيرِ. وَمَرَّةً أُخْرَى، هَذَا جُزْءٌ مِنَ الْجِدَالِ بَيْنَ الْكَاثُولِيكِيَّةِ وَالْبْرُوتِسْتَانْتِيَّةِ لأَنَّ وُجْهَةَ النَظَرِ الْبْرُوتِسْتَانْتِيَّةَ تَأْخُذُ هَذَا عَلَى أَنَّهُ يَعْنِي أَنَّهُ مَا مِنْ أَعْمَالٍ فِي أَيِّ وَقْتٍ تُعَدُّ أَسَاسَ تَبْرِيرِنَا. حَتَّى الأَعْمَالُ الَتِي نَقُومُ بِهَا بَعْدَ الإِيمَانِ وَنَيْلِ النِعْمَةِ، الَتِي قَدْ يُظَنُّ أَنَّهَا تُسْهِمُ فِي مُكَافَأَتِنَا بِالْمَلَكُوتِ لَيْسَتْ أَبَدًا جُزْءًا مِنْ أُسُسِ تَبْرِيرِنَا.
اسْمَحُوا لِي فَقَطْ أَنْ أَقُولَ هَذَا، مَرَّةً أُخْرَى عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُ بُولُسُ عَنِ التَبْرِيرِ، فَهُوَ لا يَتَحَدَّثُ بِبَسَاطَةٍ عَنِ الْغُفْرَانِ الإِلَهِيِّ. إِذْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ الْمَغْفِرَةِ وَالتَبْرِيرِ. يَتِمُّ الْغُفْرَانُ لإِنْسَانٍ قَدْ سَبَقَ الإِعْلانُ عَنْ إِدَانَتِهِ بِاقْتِرَافِ الذَنْبِ. وَعَقِبَ الإِدَانَةِ، يَجُوزُ لِلْقَاضِي أَوِ الرَئِيسِ اسْتِخْدَامُ امْتِيَازِهِمْ التَنْفِيذِيِّ بِمَنْحِ الْعَفْوِ لِيَغْفِرَ لِهَؤُلاءِ الأَشْخَاصِ، أَيْ ليَعْفِيَهُمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى ذَنْبِهِمْ. بَيْنَمَا التَبْرِيرُ لَيْسَ مُجَرَّدَ غُفْرَانٍ. مَعَ أَنَّ جُزْءًا مِنَ التَبْرِيرِ يَنْطَوِي عَلَى غُفْرَانِ الْخَطَايَا، لَكِنَّ جَوْهَرَ التَبْرِيرِ هُوَ الإِعْلانُ بِأَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ بَارٌّ. لِذَلِكَ، مِنْ جَانِبٍ، لا يَتَعَيَّنُ عَلَيْكَ الْعَفْوُ عَنْ إِنْسَانٍ قَدْ أُعْلِنَ أَنَّهُ بَارٌّ. إِنَّ الأَبْرَارَ لا يَحْتَاجُونَ إِلَى الْعَفْوِ، وَبِالتَالِي فَإِنَّ هَدَفَ التَبْرِيرِ يَتَجَاوَزُ غُفْرَانَ الْخَطَايَا الَتِي لَنَا فِي الصَلِيبِ وَبَقِيَّةَ الأُمُورِ إِلَى إِعْلانِ اللهِ أَنَّنَا نَحْنُ الَذِينَ فِي الْمَسِيحِ وَلَدَيْنَا الإِيمَانُ نُحْسَبُ أَبْرَارًا أَمَامَهُ.
لِهَذَا طَوَالَ الْوَقْتِ نَقُولُ إِنَّ احْتِسَابَ بِرِّ شَخْصٍ آخَرَ، بِرِّ الرَبِّ يَسُوعَ يُعَدُّ الْمَطْلَبَ الأَسَاسِيَّ وَالضَرُورِيَّ لِنُدْرِكَ عَمَلَ التَبْرِيرِ هَذَا. إِذْ يُعْلِنُنَا اللهُ أَبْرَارًا بِمُجَرَّدِ احْتِسَابِهِ بِرَّ الْمَسِيحِ لَنا. لِذَلِكَ يُتَابِعُ بُولُسُ قَوْلَهُ فِي الآيَةِ الْحَادِيَةِ وَالْعِشْرِينَ: "وَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالْأَنْبِيَاءِ بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ". مَرَّةً أُخْرَى، نَحْنُ هُنَا نَتَحَدَّثُ عَنْ بِرِّ اللهِ، لَيْسَ الْبِرَّ الَذِي بِهِ وَفِيهِ يَكُونُ بَارًّا، بَلْ ذَلِكَ الْبِرُّ الَذِي يَهَبُهُ لأُولَئِكَ الَذِينَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى الْبِرِّ، بِرِّ اللهِ الَذِي يُوهَبُ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ.
ثُمَّ يَخْتِمُ هَذَا الْمَقْطَعَ بِقَوْلِهِ: "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالْإِيمَانِ بِدَمِهِ، لِإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ، لِإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ بِيَسُوعَ". لَطَالَمَا أُكَرِّرُ أَنَّ شِعَارَ "التَبْرِيرُ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ" يَعْنِي فِي الْحَقِيقَةِ "التَبْرِيرُ بِالْمَسِيحِ وَحْدَهُ". يَتَحَقَّقُ بِعَمَلِهِ الْكَامِلِ. فَعِنْدَمَا نَنْظُرُ إِلَى عَمَلِ الْمَسِيحِ الَذِي هُوَ الأَسَاسُ وَالأُسُسُ، أَوْ عِلَّةُ الاسْتِحْقَاقِ لِتَبْرِيرِنَا، فَنَحْنُ نُفَرِّقُ بَيْنَ طَاعَتِهِ الْبَاذِلَةِ وَطَاعَتِهِ الْفَاعِلَةِ.
الطَاعَةُ الْبَاذِلَةُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ بَذَلَ نَفْسَهُ بِإِرَادَتِهِ لِطَاعَةِ الدَعْوَةِ الَتِي سَلَّمَها لَهُ الآبُ لِيَمُوتَ عَنْ خَطَايَانَا. فَيَرْضَخَ وَيَسْمَحَ لِذَاتِهِ أَنْ تُبْذَلَ مِنْ أَجْلِنَا، وَفِي عَمَلِ الْفِدَاءِ الَذِي يُشِيرُ إِلَيْهِ بُولُسُ هُنَا، يَتَحَقَّقُ أَمْرَانِ: الاسْتِرْضَاءُ وَالْكَفَّارَةُ. أَحْيَانًا يَجِدُ الْبَشَرُ صُعُوبَةً فِي تَذَكُّرِ الْفَرْقِ بَيْنَ الاسْتِرْضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ. أُحِبُّ الاسْتِعَانَةَ بِتَشْبِيهِ الصَلِيبِ نَفْسِهِ لأَنَّ الصَلِيبَ بِتَصْمِيمِهِ وَشَكْلِهِ يَحْمِلُ عَمُودًا رَأْسِيًّا وَآخَرَ أُفُقِيًّا، مِمَّا يَمْنَحُنَا شَكْلَ الصَلِيبِ. وَأَوَدُّ التَمَعُّنَ فِي الأَمْرِ بِهَذِهِ الطَرِيقَةِ، فِي الصَلِيبِ نَرَى تَقَاطُعًا رَأْسِيًّا. هَذَا هُوَ الاسْتِرْضَاءُ. عِنْدَمَا حَمَلَ الابْنُ، عِنْدَمَا حَمَلَ الْمَسِيحُ خَطَايَا شَعْبِهِ، قَدِ اسْتَوْفَى مَطَالِبَ بِرِّ اللهِ نِيَابَةً عَنْهُمْ. دَفَعَ عُقُوبَتَهُمْ فَقَدِ اسْتَوْفَى مَا كَانَ يَطْلُبُهُ نَامُوسُ اللهِ بِتَقْدِيمِهِ لِلذَبِيحَةِ الْكَامِلَةِ. هَذَا هُوَ جَوْهَرُ طَاعَتِهِ الْفَاعِلَةِ. لَكِنْ فِي الْوَقْتِ عَيْنِهِ الَذِي يُحَقِّقُ فِيهِ هَذَا الاسْتِرْضَاءَ، فَإِنَّهُ يُتَمِّمُ عَمَلَ الْكَفَّارَةِ أَيْضًا. تَبْدَأُ كَلِمَةُ "كَفَّارَةٍ" بِالْبَادِئَةِ ex- الَتِي تَعْنِي "بَعِيدًا عَنْ أَوْ خَارِجًا مِنْ"، فَالْكَفَّارَةُ تُشِيرُ إِلَى الرَبِّ يَسُوعَ لَيْسَ فَقَطْ إِلَى تَسْدِيدِ ثَمَنِ خَطَايَانَا بِالاسْتِرْضَاءِ، بَلْ إِلَى مَحْوِ خَطَايَانَا وَإِبْعَادِهَا عَنَّا كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ عَنِ الْمَغْرِبِ. هَذَا مَا تُشِيرُ إِلَيْهِ الْكَفَّارَةُ.
كُلُّ هَذَا عُبِّرَ عَنْهُ فِي نِظَامِ ذَبَائِحِ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ. فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ، سُكِبَ دَمُ تَيْسِ الذَبِيحَةِ عَلَى غِطَاءِ تَابُوتِ الْعَهْدِ، وَكَانَ غِطَاءً، تَعْبِيرًا عَنْ الْمُصَالَحَةِ لاسْتِيفاءِ عَدَالَةِ اللهِ. فِي حِينِ يُسْتَخْدَمُ تَيْسٌ آخَرُ، كَمَا تَتَذَكَّرُونَ، تَيْسُ عَزَازِيلَ إِذْ يَضَعُ الْكَاهِنُ يَدَيْهِ عَلَى ظَهْرِهِ ثُمَّ يُطْلِقُهُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. إِنَّ هَذَا التَرْمِيزَ بِوَضْعِ الأَيْدِي يُشِيرُ إِلَى نَقْلِ خَطِيَّةِ الشَعْبِ أَوِ احْتِسابِ خَطِيَّةِ الشَعْبِ عَلَى ظَهْرِ تَيْسِ عَزَازِيلَ. ثُمَّ يُطْلَقُ تَيْسُ عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِلسَبَبِ التَالِي؛ إِذْ إِنَّ الْبَرِّيَّةَ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. حَيْثُ الظُلْمَةُ الْخَارِجِيَّةُ. إِنَّهُ الْمَكانُ البَعِيدُ عَنْ ظِلِّ حُضُورِ اللهِ الْفِدَائِيِّ الْمُرْتَبِطِ بِحُضُورِهِ وَسَطَ شَعْبِهِ. وَكَمَا هُوَ الْحَالُ فِي الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، ذُبِحَ الْمَسِيحُ خَارِجَ مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ، فَقَدْ تَمَّ تَسْلِيمُهُ إِلَى الأُمَمِ، وَتَمَّمَ كُلَّ رُمُوزِ تَيْسِ عَزَازِيلَ إِذْ وُضِعَتْ خَطَايَا الشَعْبِ عَلَيْهِ، وَمِنْ نَاحِيَةٍ مَا فِي الصَلِيبِ، تُرِكَ وَلُعِنَ، وَأُطْلِقَ إِلَى الظُلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ كَمَا كَانَ يُطْلَقُ تَيْسُ عَزَازِيلَ فِي الْعَهْدِ الْقَدِيمِ.
وَهَكَذَا نَجِدُ طَاعَةَ الْمَسِيحِ الْبَاذِلَةَ فِي اسْتِرْضَائِهِ وَكَفَّارَتِهِ، إِذْ يَكُونُ الضَحِيَّةَ إِنْ جَازَ التَعْبِيرُ. وَلَكِنْ هُنَاكَ طَاعَةُ الْمَسِيحِ الْفَاعِلَةُ. وَهِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِلْغَايَةِ فِي تَعَالِيمِ بُولُسَ هُنَا عَنِ التَبْرِيرِ. تُشِيرُ طَاعَةُ الْمَسِيحِ الْفَاعِلَةُ إِلَى حَيَاتِهِ الْكَامِلَةِ تَحْتَ النَامُوسِ حَيْثُ سَقَطَ آدَمُ الْقَدِيمُ بِالْعِصْيَانِ، وَبِعِصْيَانِهِ وُضِعْنَا لِلْهَلاكِ. لَكِنْ بِطَاعَةِ آدَمَ الْجَدِيدِ، نَنَالُ بِرًّا حَقِيقِيًّا. بِرًّا تَحَقَّقَ بِحَيَاتِهِ. كَمَا تَرَوْنَ، إِذَا كَانَ كُلُّ مَا كَانَ عَلَى الرَبِّ يَسُوعَ فِعْلُهُ هُوَ دَفْعُ ثَمَنِ خَطَايَانَا، لَكَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ السَمَاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْعَظِيمَةِ وَيَذْهَبَ مُبَاشَرَةً إِلَى الصَلِيبِ وَيُنْهِيَ الأَمْرَ. لَكِنَّ الأَمْرَ كَانَ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ. كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَعِيشَ حَيَاةَ طَاعَةٍ كَامِلَةٍ حَتَّى يَسْتَطِيعَ نَقْلَ اسْتِحْقَاقِهِ إِلَيْنَا الآنَ. وَهَكَذَا فِي حَالَتِهِ، أَخْضَعَ نَفْسَهُ لِنَامُوسِ اللهِ، وَكَانَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ الآبِ، وَلِذَا عَاشَ بِلا خَطِيَّةٍ.
لِذَا تَبْرِيرُنَا مِنْ بِرِّهِ. لَقَدْ نُقِلَتْ خَطِيَّتُنَا إِلَيْهِ عَلَى الصَلِيبِ. وَنُقِلَ بِرُّهُ إِلَيْنَا بِالإِيمَانِ، وَيُكْمِلُ بُولُسُ قَائِلًا إِنَّ ذَلِكَ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ هَذَا قَدْ أَرْضَى اللهَ، وَالدَلِيلُ هُوَ الْقِيَامَةُ. أَخْبَرَنَا بُولُسُ الرَسُولُ أَنَّ الرَبَّ يَسُوعَ قَامَ مِنْ أَجْلِ تَبْرِيرِنَا، مِمَّا يَعْنِي أَنَّ الذَبِيحَةَ الَتِي قَدَّمَها بِطَاعَتِهِ الْبَاذِلَةِ، وَالاسْتِحْقاقَ الَذِي اكْتَسَبَهُ بِطَاعَتِهِ الْفَاعِلَةِ، أَرْضَيَا اللهَ الآبَ، فَلِذَا أَقَامَهُ الآبُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لِيُثْبِتَ أَنَّ عَمَلَ الْفِدَاءِ حَلَّ الْمُشْكِلَةَ فِعْلًا، إِنْ جَازَ التَعْبِيرُ، وَجَلَبَ لَنَا الْمُصَالَحَةَ.
سَيَقُولُ الْبَعْضُ: "لِمَاذَا نَخُوضُ فِي كُلِّ هَذَا؟ لِمَاذَا لا يَسْكُبُ اللهُ رَحْمَتَهُ وَنِعْمَتَهُ بِبَسَاطَةٍ وَيَغْفِرُ لِلْخُطَاةِ؟ وَلِمَاذَا يَقْتُلُ ابْنَهُ وَيَفْعَلُ كُلَّ هَذَا؟" الَذِي يَدْعُوهُ الْبَعْضُ "إِسَاءَةَ مُعَامَلَةِ أَبْنَاءٍ كَوْنِيَّةً"، وَمَا عَلَى شَاكِلَتِها. ذَلِكَ لأَنَّ اللهَ بَارٌّ لَنْ يُسَاوِمَ أَبَدًا عَلَى بِرِّهِ. لَنْ يُسَاوِمَ عَلَى عَدْلِهِ كَيْ يَضْمَنَ لَكُمْ بِرَّكُمْ. يَقُولُ بُولُسُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَصْحَاحِ ذَاتِهِ: "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالْإِيمَانِ بِدَمِهِ، لِإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ"، إِلَى آخِرِ النَصِّ، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ أَنَّهُ الْبَارُّ والمُبَرِّرُ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَبِّ يَسُوعَ. فَبِخَلاصِ اللهِ لَنَا بِهَذِهِ الطَرِيقَةِ، فَهُوَ يُبْقِي عَلَى بِرِّهِ. وَيُبْقِي عَلَى عَدْلِهِ. فَلا يُسَاوِمُ عَلَى عَدْلِهِ، لَكِنَّهُ يُوقِعُ هَذَا الْعَدْلَ عَلَى شَخْصٍ آخَرَ بِاحْتِسَابِ خَطِيَّتِنا عَلَيْهِ وَاحْتِسَابِ بِرِّهِ لَنَا. فَهُوَ يُجْرِي عَدْلَهُ، وَنَحْنُ الفُجَّارُ نُصْبِحُ الآنَ أَبْرارًا.
ثُمَّ يُكْمِلُ بُولُسُ قَائِلًا: "فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى". قَدِ انْتَفَى. مَا مِنْ مَجَالٍ لِلافْتِخَارِ "أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَّلاَّ. بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. إِذًا نَحْسِبُ"، هَذَا هُوَ الاسْتِنْتَاجُ، "أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ". ثُمَّ يُوَاصِلُ كَلامَهُ فِي الأَصْحَاحِ 4: "فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالْأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. لِأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا". أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلَا تُحْسَبُ لَهُ الْأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ".
لإِثْبَاتِ حُجَّتِهِ بِأَنَّ التَبْرِيرَ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَامُوسِ، كَانَ مِثَالُهُ أَوْ دَلِيلُهُ الأَوَّلُ هُوَ إِبْرَاهِيمُ. فَيَعُودُ إِلَى الأَصْحَاحِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ سِفْرِ التَكْوِينِ الَذِي فِيهِ يَسْمَعُ إِبْرَاهِيمُ وَعْدَ اللهِ وَيُؤْمِنُ بِهِ. وَبِإِيمَانِهِ بِهِ، يَقُولُ الْكِتابُ الْمُقَدَّسُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ آمَنَ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا. مَرَّةً أُخْرَى، نَرَى مَفْهُومَ الْحِسْبَانِ أَوِ الاحْتِسَابِ أَيْ أَنَّ اللهَ يَحْتَسِبُ إِبْرَاهِيمَ الآنَ مُبَرَّرًا فِي اللَحْظَةِ الَتِي وَضَعَ فِيهَا إِيمَانَهُ وَثِقَتَهُ بِاللهِ قَبْلَ أَنْ يُخْتَتَنَ، وَقَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَ إِسْحَاقَ عَلَى الْمَذْبَحِ، قَبْلَ حُدُوثِ أَيٍّ مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ. فَأُعْلِنَ بَارًّا بِالإِيمَانِ الَذِي وُهِبَ لَهُ.
لاحِظُوا مَرَّةً أُخْرَى أَنَّ الرَابِطَ هُوَ النِعْمَةُ. لِهَذَا فِي التَقْلِيدِ الْمُصْلَحِ تَرْتَبِطُ عِبَارَةُ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ "سُولا فِيدِي" ارْتِبَاطًا وَثِيقًا بِعِبَارَةِ بِالنِعْمَةِ وَحْدَهَا "سُولا جْرَاتِيا". إِنَّ التَبْرِيرَ الَذِي نَنَالُهُ هُوَ بِالنِعْمَةِ بِكُلِّ وُضُوحٍ، ثُمَّ يَقْتَبِسُ بُولُسُ مِنْ دَاوُدَ إِذْ يَقُولُ: "طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً". لِذَلِكَ لا يَحْتَسِبُ اللهُ خَطَايَانَا إِلَيْنَا نَحْنُ الَذِينَ نَسْتَحِقُّ هَذِهِ الْخَطَايَا. بَلْ يَحْتَسِبُهَا عَلَى الرَبِّ يَسُوعَ، وَتَتَجَلَّى عَمَلِيَّةُ التَبْرِيرِ بِرُمَّتِهَا هُنَا مِنَ الأَصْحَاحِ الثَالِثِ مِنْ سِفْرِ التَكْوِينِ عَبْرَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِأَكْمَلِهِ بِمَفْهُومِ سَتْرِ الْخَطِيَّةِ. تَتَذَكَّرُونَ أَنَّ الْمِثَالَ الأَوَّلَ لِرَحْمَةِ اللهِ عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ السَاقِطَيْنِ عِنْدَمَا هَرَبَا مِنْ مَحْضَرِهِ، سَعْيًا لِلاخْتِبَاءِ مِنْهُ، فَقَدْ خَجِلا لأَنَّهُما أَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانانِ، فَمَاذَا فَعَلَ اللهُ؟ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمَا وَصَنَعَ لَهُمَا مَلابِسَ لِيُغَطِّيَهُمَا وَيَسْتُرَ عَارَهُمَا. وَتَسْتَمِرُّ الرَمْزِيَّةُ ذَاتُهَا، كَمَا ذَكَرْتُ قَبْلَ قَلِيلٍ، فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ عِنْدَمَا يُغَطِّي الدَمُ غِطَاءَ تَابُوتِ الْعَهْدِ. وَالصُورَةُ مَرَّةً أُخْرَى هِيَ أَنَّنا وُهِبْنَا رِدَاءَ أَوْ لِبَاسَ بِرِّ الْمَسِيحِ لِنَسْتُرَ عُرْيَنَا أَوْ لِنَسْتُرَ رِدَاءَنَا الْقَذِرَ كَيْ يَكُونَ الْبِرَّ الْوَحِيدَ الَذِي لَنَا لِلْوُقُوفِ أَمَامَ اللهِ. الْبِرُّ الْوَحِيدُ الَذِي نَحْتَاجُهُ، هُوَ بِرُّ رَبِّنَا يَسُوعَ.
فِي مُحَاضَرَتِنَا التَالِيَةِ، مَا أُرِيدُ فِعْلَهُ هُوَ قَضَاءُ بَعْضِ الْوَقْتِ فِي الْحَدِيثِ عَنْ نَتِيجَةِ أَوْ تَوَابِعِ التَبْرِيرِ بِالنِسْبَةِ إلَيْنَا، ثُمَّ سَنَنْظُرُ فِي الْعَلاقَةِ بَيْنَ مَا يُعَلِّمُهُ بُولُسُ عَنِ التَبْرِيرِ بِالإِيمَانِ بِدُونِ الأَعْمَالِ وَتَعْلِيمِ يَعْقُوبَ إِذْ يَبْدُو أَنَّهُ يَتَعَارَضُ مَعَ مَا يُعَلِّمُهُ بُولُسُ هُنَا فِي رُومِيَةَ. لَكِنَّنَا سَنَبْدَأُ بِالنَظَرِ فِي تَبِعَاتِ التَبْرِيرِ وَنَتَائِجِهِ فِي مُحَاضَرَتِنَا التَالِيَةِ.