
سمعتُ أن الكتاب المُقدَّس يقول إن الله يعرِّف جميع البشر بنفسه من خلال عالمه المخلوق. كيف يمكن للشخص العادي أن يرى الله وصفاته من خلال الطبيعة؟
٦ مايو ۲۰۲۵
ما هو تعريف المعجزة؟ وهل تعتقد أن الله ما زال يصنع المعجزات اليوم؟
٦ مايو ۲۰۲۵عندما كان الرب يتحدَّث إلى إبراهيم عن سدوم وعمورة، قال: “أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ، وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ”. لماذا قال الله إنه كان بحاجة إلى أن ينزل ليرى هذه المدن؟ ألم يكن يعلم بالفعل هذه الأمور؟

كان الله ليعلم بما يحدث دون أن يضطر أن ينزل بنفسه ليتأكد، لأن الله كُلِّي العلم. فهو يعرف كل شيء؛ وكانت شعور رؤوس شعب سدوم وعمورة جميعها مُحصاة. فقد كان يعرف كل ما اقترفوه، وكل كلمة بطالة خرجت يومًا من أفواههم. فهو لم يكن بحاجة إلى فحصهم ليعرف مدى شرهم.
ثمة طريقتين للتعامل مع هذه الآية الصعبة (تكوين 18: 20). عادة ما كانت هذه الأحاديث مع الله هي في حقيقة الأمر أحاديث مع رُسل من الملائكة يمثِّلون الله. وهؤلاء الرسل الملائكيون أنفسهم لا يتمتعون بالعلم الكلي الذي ننسبه إلى الله. فربما في هذه الواقعة كان الملاك الزائر الذي كان ذاهبُا لتفقُّد الوضع يتحدث عن نفسه.
في الامتحان الذي اجتاز فيه إبراهيم فوق جبل الْمُرِيَّا، حيث طُلِب منه تقديم إسحاق ابنه على المذبح، وفى اللحظة الأخيرة، بينما كان يمد يده ليغمد السكين في صدر ابنه، منعه صوت ملاك الرب، وقال له: "لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ". ثمة افتراض يقول إن الله لم يكن يعرف بمحبة إبراهيم ومخافته قبل حدوث ذلك. يبدو الأمر كما لو أن الله متفرج سَمَاوِيّ، يتحرك في توتر جيئة وذهابًا، وهو يفرك يديه، متمنيًا أن يتخذ إبراهيم القرار السليم، ويفعل الصواب، لكنه كان عاجزًا عن فعل شيء بشأن الأمر قبل ظهور النتيجة النهائية.
يفكِّر الكثيرون في الله بهذه الطريقة، وكأنه مجرد متفرج كوني يشاهد ما يحدث، لكنه لا يعرف نهاية الأمر قبل بدايته. وهم بهذا يجعلون الله محدودًا، واعتماديًّا، وغير مستقل بذاته؛ أي أقل في كل شيء من ذلك الإله المعلَن في الكتاب المقدس.
الطريقة الثانية للتعامل مع هذه الآية تأخذ في الاعتبار أنه كلما وصف الكتاب المُقدَّس أي شيء عن الله، سواء في مقطع قصصي أو مقطع تعليمي، وسواء كان أمرًا نظريًّا أو واقعيًّا، كانت اللغة الوحيدة المتاحة لكُتَّاب النص الكتابي هي اللغة البشريَّة. لا يسعنا أن نتكلم مثل الأسماك أو مثل قواقع البحر لأننا لسنا هذا أو ذاك. كما لا يسعنا أن نتكلم مثل الله. عندما يتحدث الله إلينا، ويعلن عن ذاته لنا، تكون اللغة الوحيدة التي يمكن أن نفهمها هي اللغة البشريَّة. عندما يستخدم الكتاب المُقدَّس ما نسميه لغة ظواهرية، أو لغة المظاهر، يتحدث عن معرفة الله لمعلومات. فهو يصف صورًا بسيطة للغاية، مثل وضع الله قدميه على موطئ. وفى الوقت نفسه، يخبرنا الكتاب المُقدَّس بأنه على الرغم من استخدامه لغة بشرية، لكن الله ليس إنسانًا يمكن أن يُحَد أو يُوصف بشكل كامل باستخدام هذه الصور المجازية.
من جهة واقعة سدوم وعمورة، أعتقد أنه إما أن الملاك كان يتحدَّث عن نفسه - إذ كان يحتاج بالفعل أن يذهب ليفحص حال المدينتين - أو ربما كانت هذه طريقة الله ليشرح الوضع لإبراهيم، متيحًا لإبراهيم أن يعرف ما سيحدث وبأنه مُسيطر على الأمر.