نحو تحقيق القصد

تكوين 50: 18-20
وَأَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضًا وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: «هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ». فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا.
 
 

أثناء السعي نحو القصد، لا بد أن نفرق بين القصد القريب والنهائي. فالقصد القريب يوحي بقرب تحقيقه، أما البعيد يوحي ببُعد المسافة (أو الزمن) لتحقيقه. فالقصد القريب للاعب الرجبي هو إحراز أول نقطة بالاحتفاظ بالكرة لمسافة 10 ياردات، وقصده النهائي هو إحراز هدف بوضع الكرة على الأرض خلف مرمى الخصم. فكلما زادت الأهداف خلف مرمى الخصم، يفوز المُسَجِل بالمباراة. فالقصد النهائي هو الفوز بالبطولة.

نتذكر اللقاء الأليم بين يوسف وأخوته، حين خاف أخوته من انتقام أخيهم القوي لغدرهم به. لكن يوسف رأى تلاقٍ ملحوظ بين قصد الغايتين القريبة والنهائية؟ فقال "أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا".

هنا يبدو القصدان، القريب والنهائي، قاصران بالتبادل. كان القصد الإلهي مناقضًا تمامًا للقصد البشري. كان لأخوة يوسف هدف بعينه، لكن الله كان له هدفًا مختلفًا تمامًا. تتمثل الحقيقة العجيبة هنا في أن القصد النهائي خدمه القصد القريب. هذا لا يلغي ذنب الأخوة. كانت نيتهم وأفعالهم شريرة. مع ذلك رأى الله أنه حسن أن يدع ذلك يقع، ليتحقق مقصده.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

تمعَّن في كيف أن القصد القريب يساهم في قصد الله النهائي في حياتك.