غرس الشغف بالله

رومية 6: 7
لأَن الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ.
رومية 3: 23-24
إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
رومية 8: 32
اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟
 
 

أتذكر نافذة الزجاج المُعشق التي كانت تزين مكتبة جامعتي. كانت فوق الدرج عند الهبوط للدور الثاني. كانت النافذة مُرصعة بمقولة "المعرفة قوة".

ففي كل مرة أصعد أو أنزل على هذا الدرج أمتعض من هذه المقولة. لم ترق لي لأن بها شيء من الغطرسة. لم أستطع إنكار حقيقة هذه المقولة. المعرفة قوة. لكن شهوة القوة ليست دافعًا صحيًا لنوال المعرفة. فالكتاب المقدس محقًا في قوله إن العِلمُ يَنفُخُ، ولكن المَحَبَّةَ تبني (1 كورنثوس 8: 1).

حتى أن السعي لمعرفة الله قد يصبح فخًا للكبرياء. وقد يصبح اللاهوت لعبة، لعبة قدرات لمعرفة من أكثر حصافة. فحين يكون اللاهوت لعبة، فهو نتاج شغف غير مقدس.

يشتعل الشغف المقدس بدافع إلهي. يعد طلب معرفة الله من أجل تعميق إدراكنا ومحبتنا له بمثابة الشروع في عملية بحث تسره. لقد حث الرب يسوع على هذا الطلب (يوحنا 8: 31-32). فلم يربط الرب يسوع المعرفة بالقوة بل بالحرية. فمعرفة الحق أعتى قوة محررة في العالم. ليست قوة الهيمنة أو قوة التأثير ما نسعى ورائها. لكن القوة التي تحرر، لتمنح حرية حقيقية، مرتبطة بمعرفة الحق.

جميعنا يريد الحرية. نريد التحرر من القيود التي تربطنا. تتحقق هذه الحرية بمعرفة الله. لكن طلب المعرفة ليس أمرًا عرضيًا. لقد تحدث الرب يسوع عن "الثبات" في كلمته. إن طلب الله ليس مهمة جزئية أو تدريبات أثناء عطلة الأسبوع. فإذا كان كذلك، فربما لتتذوق الحرية جزئيًا في عطلة نهاية الأسبوع. إن الثبات يتطلب قوة صامدة، وسعي لا يُفتر، فيه جوع وعطش، وشوق مثل الإيل إلى جدول المياه على الجبل. يُؤخذ الملكوت بقوة العاصفة ضاغطًا بقوة من أجل الدخول.

إنه سعي نحو الشغف. فما من دور للامبالاة. إن الثبات في الكلمة هو التشبث بها. فالقبضة الضعيفة سيتبعها انزلاق سريع. تتطلب التلمذة قوة صامدة. فنحن ننضم إليها لفترة زمنية طويلة. لن نتخرج منها سوى بالذهاب إلى السماء.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

ردد هذه الصلاة مع بولس الرسول "لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ" (فيلبي 3: 10).