استقبال الإعلان

رومية 1: 18-20
لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.
 
 

هل تُعلن الطبيعة عن الله؟ يثير هذا التساؤل اهتمامًا حول مسألة جوهرية للمسيحية. وهي هل يمكن معرفة الله خارج أسوار الكنيسة أو المُحيط الديني؟

يُجيب علمانيو اليوم عن هذا التساؤل بالنفي. ويتردد كثيرًا أن عالم الطبيعة يتنافى مع الإيمان بالله، عارضًا لنا الكثير من الشذوذ التي تُصَعِّب الدفاع عن وجود الله.

وبسبب هذه الادعاءات سواء من جانب العُصبة المُلحدة أو تساؤلات اللاأدريين المُتشككين، تراجع الكثير من المسيحيين داخل بوطقة "الإيمان الديني" بصفته الإطار الوحيد الذي فيه وبه نعرف الله. هنا تمت المساومة على الطبيعة من أجل حماية مجال علم الفضاء.

تعلن المزامير التي تتحدث عن الطبيعة في العهد القديم أن جلال الخالق يشرق من خلال الخليقة. فالله لا يعلن ذاته بوضوح في الخليقة فحسب، بل يَظهر الإعلان من خلالها. والبشر يدركونه. لا تُحجب دينونة الله على البشر لأنهم رفضوا قبول الإعلان (رومية 1: 18).

لا تكمُن المعضلة أن الله يعلن ذاته فحسب، بل لأن معرفة الله ظاهرة للبشر لكنهم ينكرون الاعتراف بها. يقول بولس الرسول "لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ" (رومية 1: 21). تقول الآية هنا أن الإنسان يعرف الله. لكن تكمُن خطيته في إنه لم يمجد أو يشكر الإله الذي يعرف أنه موجود. يؤكد بولس أن الله يعلن عن ذاته بكل وضوح في الخليقة لكي يعلم جميع البشر أنه موجود. فإعلان الله في الطبيعة يحول الإلحاد الصادق لاستحالة عقلية.

لا تعد معرفة الله المُعلنة في الطبيعة معرفة شاملة بأية حال. فالإعلان الطبيعي لن يمدنا بالمعرفة الخلاصيّة. فمعرفة أن الله موجود شيء، واختبار معرفة شخصية حميمة عن وجوده أمر آخر تمامًا.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

هل تختبر معرفة شخصية حميمة بالله؟ اطلب من الله إعلانًا جديدًا وأكثر عمقًا.