مرساة روحك

يوحنا 9: 1-3
وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَأَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ».
 
 

إله المسيحية ليس بإله طائش. لا تلعب به الأهواء أو أعمال العنف الاعتباطية. وأفعاله ليست تعبيرات غير عاقلة أو مجرد نزوات ورغبات. نحن لا نعرف لماذا تقع كوارث طبيعيَّة في وقت أو مكان بعينه. يستبعد سفر أيوب والإصحاح التاسع من إنجيل يوحنا المعادلة البسيطة بين الذنب ووقوع الكارثة. فحين تقع حادثة غير مفهومة، لا بد أن نردد مع لوثر "دع الله يكون هو الله".

حين صرخ أيوب قائلًا "الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا" (1: 21)، لم يكن يتصنَّع التقوى أو يتظاهر بتقديم المجد لله. كان يقضم شفاه ويمسك بطنه أثناء ما كان يحاول أن يظل أمينًا تجاه الله وسط العذاب الشديد. لكن أيوب كان يعلم من هو الله ولم يلعنه.

مهما يكون هذا العالم، فهو ساقط. إن الألم أمر لا ينفصل عن الخطية. هذا لا يعني أن كل ألم أو معاناة هي نتيجة مباشرة للخطية أو يُحسب الأمر بمعادلة بين حجم ألم الإنسان مقابل خطيته (يقاوم سفر أيوب والإصحاح 9 من إنجيل يوحنا هذا الاعتقاد). مع ذلك، ينتمي الألم لدائرة الخطية. فطالما يعاني العالم من عنف البشر، سيرتد مثل هذا العنف عليهم. كثيرًا ما يُشخص الكتاب المقدسُ الطبيعةَ بأنها غاضبة من سيدها البشري ومُستنزفها. بدلًا من تجميل الأرض والحفاظ عليها وإثمارها، نحن نستنزفها ونلوثها.

لم يُفتدي العالم بعد. فنحن في انتظار السماء الجديدة والأرض الجديدة. ونتوق لأرض بدون عواصف أو فيضانات أو زلازل. يمنحنا مثل هذا التوق رجاءً في وجود مرساة للنفس.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

هل نفسك ثابتة على رجاء المستقبل بحسب الكتاب المقدس، السماء الجديدة والأرض الجديدة، حيث لا يكون خطية أو ألم؟