أساسيات العبادة العائلية
۲۰ مايو ۲۰۲۰ما هو الإيمان الذي للخلاص؟
۲۲ مايو ۲۰۲۰نعمل يسوع على صورتنا
ظهرت حركة بحثيَّة منذ عدة سنوات عُرفتْ باسم "البحث عن يسوع التاريخي". قال الباحثون في هذه الحركة: "فلنَنْفُذ إلى ما وراء الأناجيل لكي نعرف من كان يسوع حقًا، وكيف كان يبدو". لذلك أخذوا أجزاء متفرقة من شهادة الإنجيل وصنعوا صورةً للمسيح. أحد أكثر الأقوال اللاذعة التي عن هذه الحركة أن هؤلاء الباحثين كانوا كمن نظر إلى بئرٍ للعثور عن يسوع، لكن لم يدركوا أن "يسوع" الذي رأوه كان مجرد انعكاس لصورتِهم على واجهة المياه في قاع البئر.
أحيانًا أشعرُ أن هذا ما حدث بالفعل في معظم الأوساط الإنجيليَّة الرائجة. إن "يسوعنا" هو في الواقع انعكاس لذواتنا. هذا هو الخطر الدائم عندما لا نفتح الكتاب المقدس ونستمع إلى شهادة أسفاره عن يسوع: نحن نصنع يسوع على صورتنا، وعادةً ما يكون أليفًا. للأسف، يبدو أن أكثر ما يسيطر على وسائل الإعلام المسيحيَّة يرتكب هذا الخطأ. أيُّ يسوع ليس مخلِّصًا وربًّا، وليس حمل الله المذبوح، والملك المُتوَّج، لا يمكن أن يكون يسوع الأناجيل. وأيُّ يسوع لا يدعونا إلى التلمذة الأصيلة، والمضحية، وحتى المؤلمة، لا يمكن أن يكون يسوع الحقيقي.
أعتقدُ أحيانًا أن خطورتنا كإنجيليِّين هي أننا نستخدم ما أدعوه ساخرًا "منهج البحث عن والدو"[1] لقراءة الأناجيل. هل تذكرون "والدو" — الرفيق الصغير وهو وسط الحشود الهائلة مرتديًا سترته ذات اللونين الأبيض والأحمر؟ كانت الفكرة الأساسيَّة في كتب ألغاز "والدو" هي محاولة العثور عليه. يقرأ كثير من الناس الأناجيل بنفس الطريقة، ويسألون دائمًا: "ماذا يقوله هذا عني؟" وهذا يعني أننا في نهاية المطاف نبحث عن ما يجب أن تقوله الأناجيل عني، وعن حياتي، وعن تحسُّن أدائي. نعم، الأناجيل بها الكثير الذي تقوله لي. لكنها ليست عني أنا... إنها عن المسيح. ونحن نحتاج أن نصغي لها وندركها جيدًا، وبتعبيرٍ أفضل أن تدركنا هي ويسود علينا المسيح الذي تصفه.
[1] المترجم: "البحث عن والدو" (Find Waldo) عبارة عن سلسلة من كتب ألغاز الأطفال بدأها مارتن هاندفورد (Martin Handford) البريطاني سنة 1986. فكرة اللعبة هي البحث في صفحات مزدحمة بالأشخاص والأشياء عن "والدو" المعروف بملابس معينة.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.