ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر دانيال  - خدمات ليجونير
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر حزقيال
۱۵ يوليو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر إرميا
۲۲ يوليو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر حزقيال
۱۵ يوليو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر إرميا
۲۲ يوليو ۲۰۲۵

ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر دانيال 

سفر دانيال فريدٌ في العهد القديم، وذلك بسبب محتواه ودوره المحوريّ الذي يلعبه وسط نبوّات العهد القديم بشأن استرداد إسرائيل وتحقيق العهد الجديد لتلك النبوّات في حياة يسوع المسيح وموته وقيامته وصعوده. هذا السفر غنيٌّ في تعقيده وعمقه، وهو غنى يصعب تلخيصه. ولكنّ هناك ثلاث نواحٍ في السفر تسهِّل على القارئ المعاصر أن يفهمه.  

1. تعطي قصص النصف الأوّل من السفر (الأصحاحات 1-6) مصداقيّة للنبوّات الواردة في النصف الثاني من السفر (الأصحاحات 7-12).  

القصص الواردة في النصف الأوّل من سفر دانيال، المكتوبة في معظمها باللغة الآراميّة، ترسم صورة جيلٍ من شبابِ وفتيانِ سبط يهوذا الذين سُبُوا إلى بابل عام 605 ق.م. واجه هؤلاء هناك اضطهادًا شديدًا من الذين سبوهم، كما واجهوا أيضًا نجاحًا عظيمًا لا يُصدَّق على يد الربّ، الذي وثقوا به. تحتوي قصّة دانيال وأصدقائه شدرخ وميشخ وعبدنغو ارتباطاتٍ لغويّة وأدبيّة مع قصّة يوسف في مصر. فمثلًا، يُوصَف كلاهما بأنّهما حسنا المنظر (تكوين 39: 6؛ دانيال 1: 4)، وكان كلاهما منخرطين في تفسير أحلام لملوكٍ تسبَّبت بكآبةٍ لهؤلاء الملوك وأعلنت خطّة الله بشأن المستقبل، وقد استُخدِمت الكثير من الكلمات العبريّة نفسها في القصّتين، ممّا يوضِّح وجود صلة بينهما. شابه دانيال وأصدقاؤه يوسف في كونهم أمناء لدعوة الله في خدمتهم في بلاطٍ ملكيّ أجنبيّ، ونتيجة لهذا رُفِّعوا إلى مناصب ذات تأثير عظيم، بل وُضِعت قلائد من ذهب حول أعناقهم أيضًا (تكوين 41: 42؛ دانيال 5: 29).  

تدعم أمانتهم في مواجهة الاضطهاد رسالة دانيال النبويّة بشأن ردّ بني إسرائيل الذين في الشتات والذين رجعوا إلى أورشليم عام 538 ق.م. بعد سقوط بابل بيد جيش التحالف الماديّ الفارسيّ. سيكون لهذا أهمّيّة خاصّة في ضوء رسالة دانيال الرئيسيّة بأن الرد من السبي سيُؤجَّل سبعة أضعاف (دانيال 9: 24).  

2. يخلق التأجيل سباعيِّ الأضعاف لردّ أورشليم، الذي أعلنه دانيال، جسرًا ما بين أحداث العهد القديم وخدمة يسوع.  

منذُ وقت موسى، وُضِع أمام شعب إسرائيل سبيٌ للأمّة وردٌّ من نوعٍ ما (تثنية 28: 64-68؛ 30: 1-10). وفي كامل لاويّين 26، يُخبِر الربُّ موسى بأنّه إن لم يتب شعبُ إسرائيل في السبي، فإنّ لله الحقّ بأن يؤدِّب الشعب سبعة أضعاف (لاويّين 26: 18، 21، 24، 28).  

وفي زمن إرميا، تطوَّر التهديد بالسبي من كونه نتيجة مُحتملَة إلى قدرٍ وشيكٍ لا محالة. فقد انتهى وقت التوبة (إرميا 19)، ولم يكتفِ النبي بإعلان أنَّ السبي يقترب، بل وبأنّه سيستمرّ مدّة سبعين سنة (إرميا 25: 11؛ 29: 10). قرأ دانيال مقاطع مثل هذه، وقد ألهمتْه في رفع صلاة توبة نجدها في دانيال 9. فقد عرف أن السبي لن ينتهي إلّا حين يتوب شعب إسرائيل عن خطاياهم ويعودوا بكلّ قلوبهم إلى ربِّ خلاصهم. وبسبب صلاته الصالحة هذه، أرسل الرب رسولًا (جبرائيل) إلى دانيال لينقل له خبر أن السبي سيُمدَّد سبعة أضعاف، فخراب أورشليم لن يستمرّ سبعين سنة، بل سبعين مرّة سبع سنوات، أي 490 سنة. وتقدِّم بقيّة السفر سلسلةً من الرؤى التي تصف الأحداث التي ستحصل ما بين زمن دانيال ومجيء ملكوت الله.  

3. تشجِّع رؤى دانيال 7-12 شعب الله على أن يثقوا بخطّة الله بردّهم، الذي سيتزامن مع الأحداث العالميّة في فترة ما بين العهدين.  

أحد الأمور المفاجئة في النصف الثاني من سفر دانيال هو كون الرؤى المتعلِّقة بالأحداث التي ستحصل قبل مجيء المسيح في الردّ رؤى مُحدَّدة ومُفصَّلة. فلماذا فصَّل النبي مسار الأحداث التاريخيّة؟ وقد كان أنبياء آخرون أكثر غموضًا وانطباعيَّةً في ما أنبأوا به بشأن المستقبل، ولكنّ دانيال أكثر دقّة بصورة لافتة. لا بدّ أنّ الجواب كامنٌ في رسالة السفر بشأن التأجيل سباعي الأضعاف للرّدّ. وبتقديم النبي دانيال هذه التفاصيل فإنّه يشجّع جماعة العهد على أن يستمرّوا في الوثوق بالربّ حتى مع قيام وسقوط إمبراطوريّة وراء أخرى في تسلسل التاريخ العالميّ. ما يزال الربّ هو السيّد على التاريخ البشري، ولذا ينبغي لشعبه أن يكونوا أمناء في واجباتهم ويتمتّعوا بالامتيازات التي لهم بكونهم شعب عهد الله. وفي كلّ هذه الظروف، عليهم أن يثقوا بربّ خلاصهم ويعرفوا أنّه يومًا ما سيردّهم.  

وكما أنّ على بقيّة إسرائيل التقيّة أن تستمرّ وتثابر على الرغم من تقلُّبات التاريخ، على أتباع المسيا اليوم أن يجدوا الرجاء في نبوّات دانيال. فنحنُ أيضًا لدينا واجبات وامتيازات بوصفنا شعب الله الذي ينتظر عودة ملكنا وإتمام برنامج الردّ الذي بدأه قبل ألفَي سنة (2 بطرس 3: 1-13). ونحنُ أيضًا نُعتبَر مسبيّين رَأَيْنا الملك المسيانيّ ونخدمه في وسط تطوُّر الأحداث العالميّة (١ بطرس 1: 1؛ انظر يعقوب 1: 1). ومثل دانيال وأصدقائه، لن نُسحَق بآلات القوى الجيوسياسيّة، لأنّنا نعبد ونخدم ملكًا أعظم، رسم وعيَّن بسلطتِه وحريّته ومن دون تغيير ما سيحدث (إقرار إيمان وستمنستر 3: 1).  

هذه المقالة هي جزء من سلسلة "ثلاث حقائق يجب أن تعرفها". 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

سكوت ريد
سكوت ريد
الدكتور سكوت ريد هو رئيس كليَّة اللاهوت المُصلَحة في واشنطن العاصمة، وأستاذ مساعد للعهد القديم بها. وهو مُؤلِّف كتاب (The Wholeness Imperative).