ثلاثة حقائق يجب أن تعرفها عن رسالة بطرس الثانية   - خدمات ليجونير
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سِفر نشيد الأنشاد
۷ مارس ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفرناحوم 
۱۸ مايو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سِفر نشيد الأنشاد
۷ مارس ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفرناحوم 
۱۸ مايو ۲۰۲۵

ثلاثة حقائق يجب أن تعرفها عن رسالة بطرس الثانية  

1. يحذِّر الرسول بطرس الكنائسَ من مخاطر التعليم الزائف المنحرف والإثم الذي ينتج عنه 

لا يُسمّي الرسول بطرس هؤلاء المُعلِّمين الكذبة، ولكنّ من حديثه في 2 بطرس 2: 1-3 يتضح أنّهم كانوا في السابق يعترفون أنّهم مسيحيّون، ولكنّهم ابتعدوا عن الإيمان. يصفهم بطرس بأنّهم يأتون بهرطقاتٍ مُدمِّرة، وينكِرون السيّد الربّ الذي يزعمون أنه "اشتراهم،" ويجتذبون أعدادًا كبيرةً من الناس الذين يجدِّفون على الربّ. تقود العقيدة المنحرِفة بصورةٍ حتميّة إلى سلوكٍ أثيم فاسد. وبسبب ارتدادهم، فإنَّ دينونة الله عليهم أكيدة.  

بالاستناد إلى بعض الإشارات التي يعطيها بطرس لنا، ربما يكون هؤلاء قد أساءوا استخدام رسائل بولس لتبرير السلوك الأثيم غير الملتزِم بالمبادئ. فقد كتب بطرس في 2بطرس 2: 19: "وَاعِدِينَ إِيَّاهُمْ بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ." ويُكمِل الرسول بطرس حديثه في 2بطرس 3: 15-16 قائلًا إنَّ بعض الأمور التي ترد في رسائل بولس "عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ." واضحٌ أنَّ محتوى رسائل بولس قد تعرَّض للتشويه والتحريف في زمن الرسل، كما يحدث في زمننا.  

2. يتكلَّم الرسول بطرس عن قرّائه باعتبارهم أبرارًا أمام الله بالإيمان.  

يكتب بطرس: "الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2بطرس 1: 1). الإيمان الذي يمنح هذه المكانة هو هبةٌ من الله ممنوحة بيسوع المسيح، الذي هو مصدر برّ الله، وبالتالي فهو أمرٌ يُعطى ويُنال (أفسس 2: 8-9). كلُّ الذين أُعطوا هذا الإيمان يُقال إنّ لهم الإيمان الذي "لنا" (الرسل). فالمؤمنون ينالون مكانة البرّ هذه أمام الله بأداةٍ هي الإيمان، الذي يمنحه الربّ يسوع المسيح، الذي يُخبِرنا بطرس الرسول أنّه الله (إذْ الترجمة الحرفيّة للجزء الأخير من الآية 1 هي: "ببرّ إلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح").   

تُقابَل مكانة البرّ في رسالة بطرس الثانية في ميزانٍ بالمُعلّمين الكذبة غير الأبرار والذين يتبعونهم. عرفوا في الماضي طريق البرّ، واعترفوا أنّهم يؤمنون بالإنجيل الذي كرز به بطرس والرسل، ولكنّهم ارتدّوا عنه لاحقًا. ويكتب بطرس الرسول إنّه كان الأفضل لهم لو لم يعرفوا طريق الحقّ أبدًا (2بطرس 2: 21)، وذلك في مقارنته لهم بقديس العهد القديم نوح، الذي كانَ "كَارِزًا لِلْبِرِّ" (2بطرس 2: 5). يميِّز قبول هبة الإيمان الأبرارَ عن الذين سيجدون أنفسهم بصورة محتومة في مواجهة دينونة الله لأنّهم تركوا الحقّ. هذه مسألة بالغة الأهمّيّة وخطيرة يعالجها الرسول بطرس في الأصحاح الثاني من هذه الرسالة.  

3. يُخبِرنا بطرس أنَّ المُعلّمين الكذبة يُنكِرون حقيقة أنَّ يسوع سيعود.  

وصف بطرس اختباره حين كان مع الربّ على جبل التجلّي (2بطرس 1: 16-21)، حيث شهِد مجد الربّ. وقد صار هذا أساس ثقة بطرس بوعود الربّ.  

يحذِّر بطرس الرسول قرّاءه في 2بطرس 3: 3-7 قائلًا:  

سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَقَائِلِينَ: "أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ." 

ويحذِّر بطرس من أنّ العالم الذي كان موجودًا قبل زمنٍ بعيد (في أيّام نوح) "فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ، فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ." 

كان التشويش بشأن عودة الربّ أمرًا شائعًا في الكنيسة الأولى (ويمكن للمرء أن يفكِّر هنا بأسئلةٍ وإجاباتٍ عن نهاية الأزمنة في رسالتي بولس الرسول إلى تسالونيكي)، كما هو الحال في أيّامنا. قدّم جهابذة النبوّة الكتابيّة الكثير جدًّا من التوقُّعات الجامحة وغير المسؤولة بشأن المجيء الثاني للربّ يسوع المسيح، حتّى صار غير المؤمنين لا يعيرون أيّ انتباهٍ لتعليم الكتاب المُقدَّس عن عودة يسوع المسيح لقيامة الأموات، ودينونة العالم، وتجديد كلّ الأشياء.  

وليعزّي بطرس قرّاءه يذكِّرهم بالحقيقة التالية:  

لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا. 

ولذا، يقول بطرس: ليتحذَّر المستهزئون، وأمّا شعب الله فليبقَ ممتلئًا برجاء المجد الآتي، لأنّنا "بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ" (2بطرس 3: 13) 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

كيم ريدلبارجر
كيم ريدلبارجر
الدكتور كيم ريدلبارجر هو الراعي الرئيسي لكنيسة المسيح المُصلَحة في مدينة أنهايم، بولاية كاليفورنيا، والمذيع الشريك للبرنامج الإذاعي (White Horse Inn). وهو مُؤلِّف كتاب (A Case for Amillennialism) وكتاب (First Corinthians) في سلسلة (Lectio Continua).