دور التوبة في الخلاص - خدمات ليجونير
جنَّة عدن، والناموسيَّة، ومُعاداة الناموس
۱۷ يوليو ۲۰۲۱
جنَّة عدن، والناموسيَّة، ومُعاداة الناموس
۱۷ يوليو ۲۰۲۱

دور التوبة في الخلاص

كم خطيَّة يجب أن تتخلَّى عنها لكي تأتي إلى المسيح؟ ما مقدار الندم الذي تحتاجه؟ ما مقدار الإحساس بالذنب الذي تحتاجه قبل أن تتمكَّن من المجيء إلى المسيح؟ وفجأة، التوبة، والتوبة مطلوبة، بالطبع، لكن جودة توبتي قد تُصبح هي المعيار، وعلامة تبريري. ثمَّ فجأة، لم يُبررني الإيمان وحده، لكنَّني تبررت بجودة توبتي. وفجأة، يتعلَّق الأمر بالأداء. وبطاعتنا. وبأعمالنا. وقد تكسو ذلك بكلمات روحيَّة رنَّانة، تبدو كتابيَّة للغاية.

هل تحتاج إلى التوبة لكي تُصبح مؤمنًا؟" نعم ولا. نعم نحتاج إلى التوبة، ولكن ليست توبتنا هي التي تُبررنا. وليست جودة توبتنا هي التي تُبررنا. في تاريخ الكنيسة، يُطلق على هذا أحيانًا اسم "الاستعداد"، أي أنك تحتاج إلى إعداد نفسك للمجيء إلى المسيح. يجب أن تكون في حالة ذهنية معيَّنة. ويجب أن تمر بمراحل مختلفة في إدراكك لخطيَّتك قبل أن تتمكَّن من المجيء إلى المسيح.

وقد أثَّر هذا على جوانب معيَّنة من الحركة البيوريتانيَّة، لا سيَّما في نيو إنجلند في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر. وكان توماس بوسطن مُصرًّا على أن هذا غير صحيح، وأنه ينتهك، ويشوه عقيدة التبرير بواسطة الإيمان وحده بالمسيح وحده. لم يأت بولس إلى غلاطية ليقدم "دينًا"، أو معيارًا للسلوك من شأنه أن يُنتج نوعًا معيَّنًا من المواطنة في أوروبا. بل قد جاء ليقدم رسالة النعمة. لقد جاء ليقدم الحرية في المسيح. لقد جاء ليحرر أولئك الذين بالطبيعة عبيد ومُستعبَدون ليطلقهم أحرارًا، ليكونوا كما أرادهم الله أن يكونوا، ليصبحوا أبناء الله وورثة لله.


ديريك توماس
ديريك توماس
الدكتور ديريك توماس هو الراعي الرئيسي للكنيسة المشيخيَّة الأولى في مدينة كولومبيا، بولاية ساوث كارولاينا، وأستاذ استشاري لعلم اللاهوت النظامي والرعوي في كليَّة اللاهوت المُصلَحة. وهو عضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير، وقد كتب العديد من الكتب، بما في ذلك كتاب "كيف يقودنا الإنجيل إلى موطننا" (How the Gospel Brings Us All the Way Home).