المحاضرة 7: مَوْثُوقِيَّةُ الإِدْراكِ الْحِسِّيِّ

تلقي هذه المحاضرة نظرة على التحليل النقدي للسببية الذي قدمه الفيلسوف الإسكتلندي ديفيد هيوم في القرن الثامن عشر. في تحليله، قال هذا: إن ما نلاحظه عندما نرى الأشياء التي تحدث من حولنا هو ما يسميه بالعلاقات العرفية. في "موثوقية الإدراك الحسي"، نجد أنه يجب عليك أن تعترف بأن حواسك ليست لديها إدراك تام للواقع وبالتالي تجعلك تقر بأن الحقيقة هي أن لا شيء يمكن أن يتحرك في هذا العالم بدون قوة الله.

نُتابِعُ الآنَ دِرَاسَتَنا لِعِلْمِ الدِفَاعِيَّاتِ الْمَسِيحِيَّةِ، وَنَدْرُسُ الآنَ عَنَاصِرَ الْمَعْرِفَةِ لِعِلْمِ الإِبِيسْتِيمُولُوجْيَا، الَتِي هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِلتَوَصُّلِ إِلَى دِفَاعٍ سَلِيمٍ عَنْ حَقِّ الإِيمانِ بِوُجُودِ اللهِ. تَنَاوَلْنَا أَوَّلاً قَانُونَ عَدَمِ التَنَاقُضِ. وَفِي مُحَاضَرَتِنَا الْمَاضِيَةِ، تَنَاوَلْنَا قَانُونَ السَبَبِ وَالنَتِيجَةِ، أَوْ قَانُونَ السَبَبِيَّةِ. وَحَرَصْنا عَلَى إِظْهَارِ أَنَّ التَعْرِيفَ السَلِيمَ مُهِمٌّ، وَأَنَّ قَانُونَ السَبَبِيَّةِ يُعَرَّفُ كَالتَالِي: "كُلُّ نَتِيجَةٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهَا سَبَبٌ يَسْبِقُها".

وَذَكَرْتُ أَنَّنَا سَنَتَناوَلُ الْيَوْمَ بِأَكْثَرِ تَمَعُّنٍ التَحْلِيلَ النَقْدِيَّ لِلسَبَبِيَّةِ، الَذِي قَدَّمَهُ الْفَيْلَسُوفُ الاسْكُتْلَنْدِيُّ فِي الْقَرْنِ الثَامِنَ عَشَرَ، دَافِيد هِيُوم. دَافِيد هِيُوم، فِي بَحْثِهِ فِي الْمَسَائِلِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالسَبَبِيَّةِ، أَدْلَى بِبَعْضِ الْمُلاحَظَاتِ شَدِيدَةِ الأَهَمِّيَّةِ عَنِ السَبَبِ وَالنَتِيجَةِ. وَفِي إِطَارِ تَحْلِيلِهِ قَالَ: "مَا نُلاحِظُهُ عِنْدَمَا نَرَى الأَشْيَاءَ تَحْدُثُ مِنْ حَوْلِنَا، هُوَ مَا دَعَاهُ بِالْعَلاقاتِ الاعْتِيَادِيَّةِ - الْعَلاقَاتِ الاعْتِيَادِيَّةِ. وَاسْتَخْدَمَ مُصْطَلَحًا آخَرَ هُوَ عَلاقاتُ التَجَاوُرِ. فَإِذَا كُنْتَ تَمْلِكُ مَنْزِلاً أَوْ قِطْعَةَ أَرْضٍ، فَالْمَنْزِلُ الْوَاقِعُ بِجِوَارِ أَرْضِكَ يَكُونُ مُجَاوِرًا لَكَ، لأَنَّهُ بِجَانِبِهِ تَمَامًا. إِذَنْ، مَا يَقَعُ بِجَانِبِ الشَيْءِ يَكُونُ مُجَاوِرًا لَهُ.

يَقُولُ دَافِيد هِيُوم إِنَّنَا نَرَى أَحْدَاثًا تَقَعُ فِي الْعَالَمِ الْخَارِجِيِّ، وَنَرَى حَدَثًا تِلْوَ الآخَرَ، فَنَفْتَرِضُ أَنَّ الْحَدَثَ الأَوَّلَ هُوَ سَبَّبَ الَذِي تَلاهُ، لأَنَّهُمَا يَأْتِيَانِ مُتَتَالِيَيْنِ بِاسْتِمْرَارٍ. فَمَثَلًا، نَرَى بِاسْتِمْرَارٍ الأَمْطَارَ تَتَسَاقَطُ. وَعِنْدَمَا تَتَسَاقَطُ الأَمْطَارُ، يَبْتَلُّ الْعُشْبُ. إِذَنْ، ثَمَّةَ عَلاقَةٌ اعْتِيَادِيَّةٌ بَيْنَ تَسَاقُطِ الأَمْطَارِ وَتَبَلُّلِ الْعُشْبِ. يَحْدُثُ هَذَا بِانْتِظَامٍ أَوْ بِاسْتِمْرَارٍ حَتَّى إِنَّنَا نَسْتَنْتِجُ أَنَّ سَبَبَ تَبَلُّلِ الْعُشْبِ هُوَ تَسَاقُطُ الأَمْطَارِ الَتِي سَبَقَتْها.

سَتَنْظُرُونَ إِلَيَّ وَتَقُولُونَ: "أَهُنَاكَ مَنْ يَتَسَاءَلُ عَمَّا إِذَا كَانَتِ الأَمْطَارُ هِيَ سَبَبُ تَبَلُّلِ الْعُشْبِ؟ الْكُلُّ يَعْلَمُ أَنَّ الْمَطَرَ هُوَ الَذِي يُسَبِّبُ نَتِيجَةَ تَبَلُّلِ الْعُشْبِ". حَسَنًا، بِخِبْرَتِنَا الْعَادِيَّةِ، نُفَكِّرُ هَكَذَا، لأَنَّ هَذَا بِالتَأْكِيدِ مَا تَبْدُو عَلَيْهِ الأُمُورُ عِنْدَمَا نُلاحِظُهَا بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ، وَلأَنَّنَا اعْتَدْنَا عَلَى التَفْكِيرِ هَكَذَا. لَكِنْ هَلْ تَأَكَّدْنَا مِنْ أَنَّ مَا بَيْنَ تَسَاقُطِ الأَمْطَارِ وَتَبَلُّلِ الْعُشْبِ، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سَبَبٌ آخَرُ غَيْرُ مَنْظُورٍ غيرُ الأَمْطَارِ، تَدَخَّلَ فِي الْمُنْتَصَفِ، وَهُوَ السَبَبُ الْحَقِيقِيُّ وَرَاءَ تَبَلُّلِ الْعُشْبِ؟

مُجَدَّدًا، قَدْ تَبْدُو هَذِهِ افْتِرَاضَاتٍ سَخِيفَةً لِلْغَايَةِ. فَالأَمْرُ أَشْبَهُ بِتَخْمِينِ وُجُودِ كَائِنَاتٍ مِنَ الْجُبْنِ الأَخْضَرِ فَوْقَ سَطْحِ الْقَمَرِ. لَكِنْ مِنْ مَنْظُورٍ فَلْسَفِيٍّ، وَلا سِيَّمَا فِي الْقَرْنَيْنِ السَابِعَ عَشَرَ وَالثَامِنَ عَشَرَ، حِينَ قَامَ الْفَلاسِفَةُ بِتَحْلِيلٍ ثَاقِبٍ لِفَهْمِ الْوَاقِعِ الْخَارِجِيِّ، وَالقُوَى الَتِي تُسَبِّبُ كُلَّ مَا يَحْدُثُ، مِثْلِ مَدْرَسَةِ دِيكَارْت، وَنَظَرِيَّتِهِ عَنِ التَفَاعُلِيَّةِ، وَفَلاسِفَةٍ آخَرِينَ أَمْثَالِ سْبِينُوزَا وَلايْبْنِتْسْ، وَالْمَدْرَسَةِ الْعَقْلانِيَّةِ، الَذِينَ افْتَرَضُوا وُجُودَ أَسْبَابٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ لِمَا يُمْكِنُ مُلاحَظَتُهُ تَجْرِيبِيًّا. وَهَكَذَا، أُثِيرَ جَدَلٌ كَبِيرٌ فِي الْعِلْمِ وَالْفَلْسَفَةِ حَوْلَ الأَسْبَابِ الْفِعْلِيَّةِ.

سَأُقدِّمُ الآنَ مِثَالًا تَوْضِيحِيًّا. مَا هُوَ سَبَبُ إِصَابَتِنَا بِالأَمْراضِ مِنْ آنٍ لآخَرَ؟ ضَعُوا فِي اعْتِبَارِكِمْ أَنَّنَا عِنْدَمَا نَمْرَضُ الْيَوْمَ، نُجْرِي فَحْصَ دَمٍ أَوْ مِسْحةً لِلْحَلْقِ. ثُمَّ تُوضَعُ هَذِهِ الْمِسْحَةُ تَحْتَ الْمِجْهَرِ، فَنَكْتَشِفُ أَنَّ كَائِنَاتٍ حَيَّةً أَوْ أَجْسَامًا مُضَادَّةً تُصِيبُنَا بِالأَمْرَاضِ، وَهِيَ غَيْرُ مَنْظُورَةٍ بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ. وَدُونَ اكْتِشَافِ الْمِجْهَرِ، لَمْ نَكُنْ لِنَتَخَيَّلَ قَطُّ أَنَّ أَسْبَابَ أَمْرَاضِنَا هِيَ الَتِي نَعْرِفُهَا الآنَ. فَمُنْذُ زَمَانٍ لَيْسَ بِطَوِيلٍ، تَحَدَّثَ النَاسُ عَنْ أَرْوَاحِ الْحَيواناتِ الَتِي تَجْتَاحُ أَجْسَادَنَا، وَتَتَجَوَّلُ صُعُودًا وَنُزُولًا فِي ذِرَاعَيْنَا، وَمَا إِلَى ذَلِكَ، وَهَذَا قَبْلَ اسْتِخْدَامِ الْمِجْهَرِ. وَبِالتَالِي، كَشَفَ لَنَا الْمِجْهَرُ عَالَمًا جَدِيدًا تَمَامًا مِنَ الْحَقَائِقِ الْمَوْجُودَةِ بِالْفِعْلِ، الَتِي تُؤَثِّرُ فِي حَياتِنا، وَتَتَطَايَرُ فِي أَرْجَاءِ هَذِهِ الْغُرْفَةِ الآنَ، لَكِنَّنَا لا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَها. نَقُولُ أَحْيَانًا: "لَقَدِ الْتَقَطْنا جُرْثُومَةً أَوْ مِيكْرُوبًا". أُصِبْتُ بِالإِنْفِلْوَنْزَا الأُسْبُوعَ الْمَاضِي، وَقَالَ لِي أَحَدُهُمْ فِي الْيَوْمِ التَالِي إِنَّ هَذِهِ كَانَتْ جُرْثُومَةً تَعِيشُ فَقَطْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ سَاعَةً. أَجَبْتُهُ: "أَظُنُّ إِذَنْ أَنَّ هَذِهِ الْجُرْثُومَةَ الَتِي تَعِيشُ أَرْبعًا وَعِشْرِينَ سَاعَةً تَحْتَاجُ إِلَى سَاعَةِ يَدٍ جَدِيدَةٍ لأَنَّها لا زَالَتْ مَوْجُودَةً". فَإِنَّنَا نَتَحَدَّثُ عَنِ الْجَرَاثِيمِ، وَعَنِ الأَشْيَاءِ الَتِي تُصِيبُنَا بِالْمَرَضِ. لَكِنْ قَالَ هِيُوم مِنْ وَاقِعِ تَحْلِيلٍ عِلْمِيٍّ إِنَّ أُمُورًا كَثِيرَةً تَحْدُثُ مِنْ حَوْلِنَا، وَلا نُدْرِكُهَا - أَيْ لا نَرَاهَا الْبَتَّةَ - لَكِنَّنَا نَفْتَرِضُ أَنَّهُ لأَنَّ شَيْئًا مَا تَلا الآخَرَ، فَالشَيْءُ الأَوَّلُ هُوَ سَبَبُهُ.

وَالْفِكْرُ السَبَبِيُّ، أَيُّهَا السَادَةُ، يَكْمُنُ فِي لُبِّ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، وَفِي لُبِّ الطِبِّ. فَعِنْدَمَا نُصَابُ بِالْمَرَضِ، وَنَذْهَبُ إِلَى الطَبِيبِ، طَالِبِينَ تَشْخِيصًا لِحَالَتِنَا، نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُحَدِّدَ سَبَبَ مَرَضِنَا. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنْ تَحْدِيدِ السَبَبِ، حَتَّى يَتَوَصَّلَ إِلَى عِلاجٍ يُدَاوِيُ الْمَرَضَ. لَكِنْ إِنْ لَمْ نَتَمَكَّنْ مِنْ تَحْدِيدِ الْعِلَّةِ، وَلَمْ نَتَوَصَّلْ إِلَى تَشْخِيصٍ سَلِيمٍ، سَيَكُونُ مِنَ الصَعْبِ جِدًّا إِيجَادُ الْعِلاجِ الْمُنَاسِبِ. لَيْسَ هَذَا فَحَسْبُ، بَلْ فِي عِلْمِ الأَحْيَاءِ وَالْكِيمْيَاءِ وَالْفِيزْيَاءِ وَالْفَلَكِ، مَبْدَأُ السَبَبِيَّةِ مُسَلَّمٌ بِهِ دَائِمًا. بِتَعْبِيرٍ آخَرَ، الْفِكْرُ السَبَبِيُّ هُوَ لُبُّ الْعُلُومِ الطَبِيعِيَّةِ.

رُبَّمَا تَسْتَطِيعُونَ تَخَيُّلَ الأَزْمَةِ الَتِي وَقَعَتْ فِي الْقَرْنِ الثَامِنَ عَشَرَ، حِينَ قَامَ هَذَا الْعَالِمُ الْبَارِعُ فِي اسْكُتْلَنْدَا بِإِثَارَةِ الشُكُوكِ حَوْلَ الْقُدْرَةِ الْعِلْمِيَّةِ عَلَى تَحْدِيدِ الأَسْبَابِ. وَفِي تَحْلِيلِ دَافِيد هِيُوم، اسْتَخْدَمَ مِثالًا تَوْضِيحِيًّا شَهِيرًا. نُسَمِّي هَذَا الْمِثَالَ التَوْضِيحِيَّ بِمَثالِ كُرَةِ الْبِلْيَارْدُو. تَخَيَّلُوا مَعِي طَاوِلَةَ بِلْيَارْدُو، بِهَا جُيُوبٌ لِلْكُرَاتِ. وَفِي وَسَطِ الطَاوِلَةِ تُوجَدُ الْكُرَةُ الْبَيْضَاءُ. ثُمَّ تُوجَدُ الْكُرَةُ المُسْتَهَدَفَةُ (وَنُسَمِّيهَا الْكُرَةَ الثَامِنَةَ. وَالْهَدَفُ هُوَ أَنْ يُسْقِطَ لاعِبُ الْبِلْيَارْدُو الْكُرَةَ رَقَمَ ثَمَانِيَةٍ فِي جَيْبِ الطَاوِلَةِ. وَلِذَا، يَلْتَقِطُ عَصَا الْبِلْيَارْدُو، وَيَشْحَذُ نِهَايَتَهَا، ثُمَّ يُصَوِّبُهَا نَحْوَ الْكُرَةِ الْبَيْضَاءِ، هَلْ هَذَا وَاضِحٌ؟ ثُمَّ بِحَرَكَةٍ مِنْ ذِرَاعِهِ، يَهُزُّ عَصَا الْبِلْيَارْدُو، وَيُحَرِّكُهَا، فَتَضْرِبُ عَصَا الْبِلْيَارْدُو الْكُرَةَ الْبَيْضَاءَ، نَاقِلَةً إِلَيْهَا عَلَى الأَرْجَحِ قُوَّةً، تُحَرِّكُ الْكُرَةَ البَيْضَاءَ. فَتَتَدَحْرَجُ الْكُرَةُ الْبَيْضَاءُ عَلَى الطَاوِلَةِ إِلَى أَنْ تَصْطَدِمَ بِالْكُرَةِ الْمُسْتَهْدَفَةِ، وَهِيَ الْكُرَةُ ثَمَانِيَةٌ. بَعْدَ ذَلِكَ مُبَاشَرَةً، تَتَحرَّكُ الْكُرَةُ 8 ثمانيةٌ. وَإِنْ كَانَ تَصْوِيبُنَا سَلِيمًا، سَتَسْقُطُ الْكُرَةُ الْمُسْتَهْدَفَةُ فِي النِهَايَةِ فِي جَيْبِ الطَاوِلَةِ.

لَعِبَتْ أَفْعَالٌ بَدَنِيَّةٌ كَثِيرَةٌ دَوْرًا فِي هَذِهِ اللُعْبَةِ. فَقَدْ الْتَقَطْتُ عَصَا الْبِلْيَارْدُو، وَصَوَّبْتُها، وَحَرَّكْتُ ذِرَاعِي. وَبِمَا أَنَّ ذِرَاعِي مُتَّصِلَةٌ بِعَصَا الْبِلْيَارْدُو، تَحَرَّكَتِ الْعَصَا. وَعِنْدَمَا حَرَّكْتُ عَصَا الْبِلْيَارْدُو، ضَرَبْتُ الْكُرَةَ الْبَيْضَاءَ بِعَصَا الْبِلْيَارْدُو، ثُمَّ اصْطَدَمَتِ الْكُرَةُ الْبَيْضَاءُ بِالْكُرَةِ الْمُسْتَهْدَفَةِ. وَلِهَذَا، نَفْتَرِضُ طَوَالَ الْوَقْتِ وُجُودَ عَلاقَةٍ سَبَبِيَّةٍ مُتَسَلْسِلَةٍ. لَكِنْ هَلْ رَأَى أَحَدٌ حَقًّا قُوَّةً غَيْرَ مَنْظُورَةٍ تَنْتَقِلُ مِنْ نِهَايَةِ عَصَا الْبِلْيَارْدُو إِلَى الْكُرَةِ الْبَيْضَاءِ؟ وَهَلْ رَأَى أَحَدٌ الْقُوَّةَ تَنْتَقِلُ مِنَ الْكُرَةِ الْبَيْضَاءِ إِلَى الْكُرَةِ الْمُسْتَهْدَفَةِ؟ كَلَّا، بَلْ تَرَوْنَ فِعْلًا تِلْوَ الآخَرَ. وَهَذَا مَا نُسَمِّيهِ بِالْعَلاقَةِ الاعْتِيَادِيَّةِ، أَوْ عَلاقَةِ التَجَاوُرِ. قَالَ هِيُوم إِنَّنَا لا نَرَى السَبَبِيَّةَ، بَلْ نَرَى أَفْعَالًا مُتَعَاقِبَةً، فَنَفْتَرِضُ وُجُودَ صِلَةٍ أَوْ عَلاقَةٍ سَبَبِيَّةٍ بَيْنَ تِلْكَ الأَفْعَالِ الْمُنْفَصِلَةِ.

تَعْرِفُونَ الْقِصَّةَ الْقَدِيمَةَ عَنِ الْمُزَارِعِ الَذِي يَسْتَيْقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ بَاكِرًا بِسَبَبِ صِيَاحِ الدِيكِ عِنْدَ بُزُوغِ الْفَجْرِ. فَقَالَ: "كُلَّمَا صَاحَ الدِيكُ، تُشْرِقُ الشَمْسُ، فَيَخْتَرِقُ ضَوْؤُها عَيْنَيَّ عَبْرَ النَافِذَةِ، فَأَسْتَيْقِظُ. وَلِذَا، فَإِنْ أَرَدْتُ مَنْعَ الشَمْسِ مِنَ الشُرُوقِ، عَلَيَّ قَتْلُ هَذَا الدِيكِ". فَقَدْ فَكَّرَ قَائِلًا: "إِذَا أَمْكَنَنِي قَتْلُ الدِيكِ، سَأَمْنَعُ شُرُوقَ الشَمْسِ"، لأَنَّ الدِيكَ يَصِيحُ كُلَّ يَوْمٍ، فَتُشْرِقُ الشَمْسُ. وَلِهَذَا افْتَرَضَ أَنَّ الدِيكَ هُوَ الَذِي يُسَبِّبُ شُرُوقَ الشَمْسِ. وَهَذَا مِثَالٌ لِمُغَالَطَةٍ بَسِيطَةٍ نَتَعلَّمُهَا مِنْ عِلْمِ الْمَنْطِقِ، تُسَمَّى مُغَالَطَةَ post hoc ergo proctor hoc، أَيْ مُغَالَطَةَ "بَعْدَهُ، إِذَنْ بِسَبَبِهِ". لَكِنَّ مُجَرَّدَ حُدُوثِ شَيْءٍ مَا بَعْدَ شَيْءٍ آخَرَ لا يَعْنِي وُجُودَ عَلاقَةٍ بَيْنَ الشَيْءِ الأَوَّلِ وَالثَانِي. فَلا يُمْكِنُنَا افْتِرَاضُ أَنَّهُ لِمُجَرَّدِ حُدُوثِ شَيْءٍ مَا بَعْدَ الآخَرَ، فَإِنَّ بَيْنَهُمَا صِلَةٌ سَبَبِيَّةٌ. هَذِهِ نَظْرَةٌ عَامَّةٌ مُخْتَصَرَةٌ عَلَى تَحْلِيلِ دَافِيد هِيُوم لِمَشَاكِلِ السَبَبِيَّةِ.

كَثِيرُونَ افْتَرَضُوا - نَتِيجَةَ سُوءِ فَهْمِهِمْ لِلسَبَبِيَّةِ - أَنَّ تَحْلِيلَ هِيُوم هَذَا نَقْضُ قَانُونِ السَبَبِيَّةِ. وَهَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ. فَقَدْ تَوَصَّلَ هُوَ نَفْسُهُ إِلَى الاسْتِنْتَاجِ التَالِي: "بِسَبَبِ عَجْزِنَا عَنْ مَعْرِفَةِ سَبَبِ نَتِيجَةٍ مُعَيَّنَةٍ، نَسْتَنْتِجُ أَنَّ أيَّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ". لا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ. لَكِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِنَّ لا شَيْءَ سَبَّبَ حَرَكَةَ كُرَةِ الْبِلْيَارْدُو. فَقَوْلُنَا إِنَّ "ثَمَّةَ قُوًى تَعْمَلُ هُنَا لَكِنَّنِي لا أَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَها"، أَوْ: "لا أَعْلَمُ مَا الَذِي سَبَّبَ الْحَرَكَةَ"، يَخْتَلِفُ تَمَامًا عَنْ قَوْلِنَا إِنَّ "لا شَيْءَ سَبَّبَ هَذِهِ الْحَرَكَةَ".

مُجَدَّدًا، عِنْدَمَا نُطَبِّقُ قَانُونَ السَبَبِيَّةِ عَلَى الْعَالَمِ الْخَارِجِيِّ، يَجِبُ أَنْ نُوَاجِهَ مَحْدُودِيَّاتِ الإِدْرَاكِ الْحِسِّيِّ الَتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا دَافِيد هِيُوم، لَكِنْ عَلَيْنَا أَلَّا نَتَخَلَّى عَنْ قَانُونِ السَبَبِ وَالنَتِيجَةِ، لأَنَّهُ لا يَزَالُ مِنَ الْمُؤَكَّدِ أَنَّهُ إِذَا كَانَ شَيْءٌ مَا نَتِيجَةً، فَلا بُدَّ مِنْ أَنَّ شَيْئًا آخَرَ غَيْرَهُ سبَّبَهُ. يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَذَا صَحِيحًا، بِغَضِّ النَظَرِ عَنْ عَدَدِ التَجَارِبِ الَتِي نُجْرِيهَا، لأَنَّنِي أُذَكِّرُكُمْ مُجَدَّدًا بِأَنَّ هَذِهِ حُجَّةٌ شَكْلِيَّةٌ.

تَذَكَّرُوا أَنَّ الْمَبْدَأَ الثَالِثَ الَذِي تَحَدَّثْتُ عَنْهُ هُوَ مَبْدَأُ الْمَوْثُوقِيَّةِ الأَسَاسِيَّةِ لِلإِدْرَاكِ الْحِسِّيِّ. وَاجْتَهَدْتُ لِتَوْضِيحِ أَنَّ حَوَاسَّنَا لا تَتَمَتَّعُ بِإِدْرَاكٍ كَامِلٍ لِلْوَاقِعِ. وَلِهَذَا نَسْتَعْمِلُ أَدَوَاتٍ تَزِيدُ مِنْ قُدْرَتِنَا عَلَى إِدْرَاكِ الأَشْيَاءِ، كَالتِلِسْكُوبِ وَالْمِجْهَرِ، كَمَا ذَكَرْتُ قَبْلًا. وَتَذَكَّرُوا أَنَّنِي قَدَّمْتُ مِثَالَ مِجْذَافِ أُوغُسْطِينُوسَ، الَذِي يَبْدُو مَائِلًا فِي الْمِيَاهِ، وَمِثَالَ رَأْسِ أَحَدِهِمْ الَتِي تَبْدُو بِحَجْمِ ظُفْرٍ إِبْهَامِيٍّ، لأَنَّنِي أَسْتَطِيعُ حَجْبَ رَأْسِهِ عَنْ بُعْدٍ بِإِبْهَامِي. وَأَشَرْتُ إِلَى فَهْمِنَا لِمَبَادِئِ إِدْرَاكِ الأَبْعَادِ، وَإِدْرَاكِنَا لِمَحْدُودِيَّةِ قُدُرَاتِنَا الإِدْرَاكِيَّةِ.

وَقَدْ أَظْهَرَ دَافِيد هِيُومْ تِلْكَ الْمَحْدُودِيَّةَ، وَأَنَّنَا عَاجِزُونَ عَنْ سَبْرِ غَوْرِ الْعَالَمِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، حَيْثُ تَعْمَلُ عَلَى الأَرْجَحِ كَافَّةُ أَنْوَاعِ الْقُوَى غَيْرِ الْمَنْظُورَةِ، وَأَهَمُّها قُوَّةُ اللهِ. مُجَدَّدًا، يُخْبِرُنَا الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِأَنَّنَا بِاللهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. لِنَأْخُذِ الْفِعْلَ الثَانِي. نَحْنُ نَتَحَرَّكُ بِاللهِ. أَحَدُ الافْتِرَاضَاتِ الأَسَاسِيَّةِ فِي الْحَقِّ الْمَسِيحِيِّ هُوَ أَنَّ لا شَيْءَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَرَّكَ فِي هَذَا الْعَالَمِ دُونَ قُوَّةِ اللهِ. رُبَّمَا أَقُولُ: "لَدَيَّ الْقُدْرَةُ عَلَى إِسْقَاطِ هَذِهِ الطَبْشُورَةِ أَوْ تَحْرِيكِهَا". لَكِنْ فِي أَحْسَنِ الأَحْوَالِ، أَنَا مُجَرَّدُ سَبَبٍ ثَانَوِيٍّ، لأَنَّنِي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُحَرِّكَ وَلَوْ إِصْبَعِي دُونَ قُوَّةِ اللهِ. وَقُوَّةُ اللهِ غَيْرُ مَنْظُورَةٍ. إِذَنْ، الْوَجْهُ الآخَرُ مِنَ الْعُمْلَةِ هُوَ - وَهَذِهِ حُجَّةٌ تَتَّفِقُ مَعَ الإِيمَانِ الْمَسِيحِيِّ بِوُجُودِ اللهِ - أَنَّهُ لا يُمْكِنُ أَنْ تُوجَدَ أيَّةُ قُوَّةٍ دُونَ اللهِ. وَاللهُ هُوَ مَصْدَرُ الْقُوَّةِ لأَيَّةِ حَرَكَةٍ. وَلأَنَّهُ غَيْرُ مَنْظُورٍ، فَلا يُمْكِنُ لأَيِّ قَدْرٍ مِنَ الْبَحْثِ التَجْرِيبِيِّ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْحَقِيقَةِ، أَنْ يَصِلَ إِلَى الْحَقِيقَةِ بِشَأْنِ حَرَكَةِ الأَشْيَاءِ.

مِنْ هَذِهِ النَاحِيَةِ، لا أُعَانِي مُشْكِلَةً مَعَ تَحْلِيلِ دَافِيد هِيُوم، الَذِي أَظْهَرَ مَحْدُودِيَّةَ الإِدْرَاكِ الْحِسِّيِّ الْبَشَرِيِّ. لَكِنَّهُ لِلأَسَفِ تَمَادَى فِي تَطْبِيقِ هَذَا التَحْلِيلِ إِلَى حَدِّ مُحَاوَلَةِ التَشْكِيكِ فِي أَيِّ عِلْمٍ يَعْتَمِدُ عَلَى الإِدْرَاكِ الْحِسِّيِّ. وَفِي الْوَاقِعِ، قِيلَ عَنْ هِيُوم إِنَّهُ مَقْبَرَةُ التَجْرِيبِيَّةِ الْبَرِيطَانِيَّةِ. وَإِيمَانُوِيل كَانْط، الَذِي جَاءَ بَعْدَ هِيُوم، قَالَ إِنَّ تَحْلِيلَ هِيُوم الشُكُوكِيَّ حَوْلَ إِمْكَانِيَّةِ إِدْرَاكِ الْقُوَى السَبَبِيَّةِ هُوَ الَذِي أَيْقَظَ كَانْط مِمَّا دَعَاهُ "السُبَاتَ الدُوجْمَاتِيَّ". ثُمَّ كَرَّسَ كَانْط مَا تَبَقَّى مِنْ حَيَاتِهِ الْمِهَنِيَّةِ لإِنْقَاذِ الْعِلْمِ مِنَ الشُكُوكِيَّةِ البَحْتَةِ؛ لأَنَّنَا إِنْ نَقَضْنَا السَبَبِيَّةَ، تَكُونُ هَذِهِ نِهَايَةَ لَيْسَ الإِيمَانَ الْمَسِيحِيَّ بِوُجُودِ اللهِ فَحَسْبُ، بَلِ نِهَايَةَ الْعِلْمِ أَيْضًا. وَهَكَذَا، سَعَى كَانْط إِلَى اسْتِعَادَةِ صَلاحِيَةِ السَبَبِيَّةِ، وَالْمَوْثُوقِيَّةِ الأَسَاسِيَّةِ لِلإِدْرَاكِ الْحِسِّيِّ. أُكَرِّرُ، لا تَسْتَطِيعُ حَواسِّي أَنْ تَمُدَّنِي بِنَظْرَةٍ دَقِيقَةٍ عَنِ الْوَاقِعِ، لَكِنَّ الصِلَةَ الْوَحِيدَةَ بَيْنَ دَوَاخِلِ عَقْلِي وَفِكْرِي، وَبَيْنَ الْعَالَمِ الْخَارِجِيِّ، وَالصِلَةَ الْوَحِيدَةَ بَيْنَ عَقْلِي وَبَيْنَكُمْ هِيَ حَوَاسِّي. فَجَسَدِي هُوَ الْجِسْرُ الَذِي يَرْبِطُ بَيْنَ عَقْلِي وَالْعَالَمِ.

مَا هُوَ الْعَقْلُ؟ اعْتَادَ د. جِيرْسْتِنِر أَنْ يُجِيبَ عَنْ سُؤالِ "مَا هُوَ الْعَقْلُ؟" بِلُعْبَةٍ طَرِيفَةٍ يُبَيِّنُ بِهَا أَنَّ الْعَقْلَ لَيْسَ مَادِّيًّا، وَيُبَيِّنُ وُجُودَ فَرْقٍ جَوْهَرِيٍّ بَيْنَ الْمَادِّيِّ وَالْجَسَدِيِّ، وَغَيْرِ الْمَادِّيِّ. فَالْفِكْرَةُ الَتِي تَدُورُ فِي الْعَقْلِ قَدْ تَكُونُ مُتَّصِلَةً بِسَبَبٍ مَادِّيٍّ مِنَ الْمَوادِّ الْكِيمْيَائِيَّةِ، وَالْمُحَفِّزَاتِ، وَالتَشَابُكَاتِ الْعَصَبِيَّةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، عَلَى الصَعِيدِ الْمَادِّيِّ لِلدِّمَاغِ. لَكِنَّ قَوْلَنَا إِنَّ الدِمَاغَ الْمَادِّيَّ يُسَبِّبُ التَفْكِيرَ يَخْتَلِفُ تَمَامًا عَنْ قَوْلِنَا إِنَّ فِعْلَ التَفْكِيرِ نَفْسِهِ مَادِّيٌّ. وَهَذَا غَيْرُ صَائِبٍ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ إِذَنْ، أَقُولُ إِنَّ تَفْكِيرِي وَإِدْرَاكِي الْوَاعِي لِلأُمُورِ أَمْرٌ غَيْرُ مَادِّيٍّ. لَكِنْ لا يُمْكِنُنِي التَفْكِيرُ فِيكُمْ، أَوْ فِي الْعَالَمِ، أَوْ فِي أَيِّ شَيْءٍ خَارِجَ عَقْلِي، إِلَّا مِنْ خِلالِ حَوَاسِّي. إِذَنْ، بِقَدْرِ كَوْنِ حَوَاسِّي غَيْرَ كَامِلَةٍ، لَكِنَّهَا قَنَاتِي الْوَحِيدَةُ إِلَى الْوَاقِعِ، الْوَاقِعِ الْمَادِّيِّ الْخَارِجِيِّ. يُمْكِنُنِي الاسْتِغْرَاقُ فِي التَفْكِيرِ، وَالتَوَصُّلُ إِلَى شَتَّى أَنْوَاعِ الاسْتِنْتَاجَاتِ بِشَأْنِ مَا هُوَ مَوْجُودٌ أَوْ غَيْرُ مَوْجُودٍ بِالْخَارِجِ، لَكِنْ لَنْ أَحْظَى بِأَيِّ تَوَاصُلٍ فِعْلِيٍّ مَعَ الْعَالَمِ الْخَارِجِيِّ إِلَّا مِنْ خِلالِ حَوَاسِّي.

لِهَذَا، مِنَ الْبَدِيهِيِّ فِي الْعِلْمِ الْحَدِيثِ، وَفِي الدِرَاسَاتِ الْكِتَابِيَّةِ، أَنْ نَعْمَلَ بِنَاءً عَلَى الافْتِرَاضِ بِأَنَّ أَدَوَاتِنَا الأَسَاسِيَّةَ، أَيْ إِمْكَانِيَّاتِ الْمَعْرِفَةِ الَتِي مَنَحَنَا اللهُ إِيَّاهَا، كَالْبَصَرِ، وَالسَمَعِ، وَالتَذَوُّقِ، وَالشَمِّ، وَاللَمْسِ، مَوْثُوقَةٌ بِمَا يَكْفِي عَلَى الأَقَلِّ لِلتَصَرُّفِ عَلَى أَسَاسِهَا. فَمُجَدَّدًا، حِينَ أَرَى الإِشَارَةَ الْحَمْرَاءَ، قَدْ أُخَمِّنُ أَنَّ رُوحًا شِرِّيرًا رُبَّمَا سَبَّبَ ذَلِكَ، أَوْ أَنَّ هَذَا عُطْلٌ - وَهَذَا مُحْتَمَلٌ. لَكِنَّنِي أَثِقُ فِيهِ بِمَا يَكْفِي لِلضَغْطِ عَلَى مَكْبَحِ السَيَّارَةِ. هَذَا مَا قَصَدَهُ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ، كَمَا ذَكَرْتُ سَابِقًا، بِقَوْلِ بُطْرُسَ: "لَسْنَا نُؤْمِنُ بِأَسَاطِيرَ أَوْ خُرافاتٍ مُصَنَّعَةٍ، بَلْ نُؤْمِنُ بِمَا رَأَيْنَاهُ بِأَعْيُنِنَا وَسَمِعْنَاهُ بِآذانِنَا". فَالْمَوْثُوقِيَّةُ الأَسَاسِيَّةُ لِلإِدْرَاكِ الْحِسِّيِّ، بَلْ وَافْتِرَاضُ قُدْرَتِنَا عَلَى رُؤْيَةِ عَلاقَاتٍ سَبَبِيَّةٍ فِي هَذَا الْعَالَمِ، هُوَ أَمْرٌ مُسَلَّمٌ بِهِ عَبْرَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. وَبِالتَالِي، هَذِهِ الْمَبَادَئُ الثَلاثَةُ غَيْرُ قَابِلَةٍ لِلتَفاوُضِ فِي الدِفَاعِيَّاتِ الْمَسِيحِيَّةِ. وَهِيَ، مُجَدَّدًا: أَوَّلًا) قَانُونُ عَدَمِ التَنَاقُضِ، ثَانِيًا) قَانُونُ السَبَبِيَّةِ، ثالثًا) الْمَوْثُوقِيَّةُ الأَسَاسِيَّةُ لِلإِدْرَاكِ الْحِسِّيِّ.