المحاضرة 32: أَسْئِلَةٌ وَأَجْوِبَةٌ

يجيب د. سبرول عن أسئلة الجمهور المتعلقة بسلسلة "علم الدفاعيَّات".

أرْ. سي. سْبُرُولْ: بَعْدَمَا أَكْمَلْنَا مُحَاضَرَاتِ دِرَاسَتِنَا لِعِلْمِ الدِّفَاعِيَّاتِ، وَالدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِنَا، سَأَلْنَا الْحُضُورَ فِي الِاسْتُودْيُو هُنَا إِنْ كَانَتْ لَدَيْهِمْ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ دَاخِلَ إِطَارِ عِلْمِ الدِّفَاعِيَّاتِ. وَبِالتَّالِي، سَنَصْرِفُ وَقْتًا الْآنَ لِإِتَاحَةِ الْفُرْصَةِ لَهُمْ لِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ مُحَدَّدَةٍ تُرَاوِدُهُمْ. لَمْ أَطَّلِعْ عَلَى هَذِهِ الْأَسْئِلَةِ مِنْ قَبْلُ، وَلَمْ نَتَدَرَّبْ عَلَى ذَلِكَ. فَنَحْنُ فَقَطْ نَرْتَجِلُ هُنَا. وَسَنُحَاوِلُ أَنْ نَجْعَلَ ذَلِكَ الْمُحْتَوَى مُفِيدًا لِمُشَاهِدِي هَذَا الْبَرْنَامَجِ. الْمَيِكْرُوفُونْ مَعَكُمُ الْآنَ، مَا سُؤَالُكَ؟

سَائِلُ: أرْ. سي، اذْكُرْ كِتَابَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً تَرَى أَنَّهُ مِنَ الْمُهِمِّ أَنْ يَقْرَأَهَا شَابٌّ أَوْ شَابَّةٌ لِلتَّأَهُّبِ لِلتَّحَدِّيَاتِ الدِّفَاعِيَّةِ بِالْجَامِعَةِ.

أرْ. سي. سْبْرُولْ: حَسَنًا، هَلْ تَقْصِدُ كُتُبًا لِلشَّبَابِ، وَلَيْسَ مُجَلَّدَاتٍ أَكَادِيمِيَّةً صَعْبَةً عَنِ الدِّفَاعِ عَنِ الْإِيمَانِ؟

سَائِلُ: نَعَمْ سَيِّدِي.

أرْ. سي. سْبْرُولْ: أَحَدُ الْكُتُبِ الْمُفَضَّلَةِ لَدَيَّ هُوَ "سَبَبُ الْإِيمَانِ"، بِقَلَمِ د. جُونْ جِيرِسْتْنَرْ. وَأَحْسَبُهُ مُفِيدًا جِدًّا لِلطُّلَّابِ الْجَامِعِيِّينَ. وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، يُوجَدُ كِتَابُ ف. ف. بْرُوسْ الصَّغِيرُ بِعُنْوَانِ "وَثَائِقُ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: أَهِيَ مَوْثُوقَةٌ؟" فَمَعَ أَنَّ بْرُوسْ أَكَادِيمِيٌّ وَعَالِمٌ بَارِعٌ، أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذِهِ النَّظْرَةَ الْعَامَّةَ الْقَصِيرَةَ سَتُفِيدُهُمْ فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ. وَكِتَابِي "رُدُودٌ عَلَى اعْتِرَاضَاتٍ" جَاءَ كَرَدٍّ مُحَدَّدٍ عَلَى عِلْمَانِيِّينَ يُمَارِسُونَ الْكِرَازَةَ، سَجَّلُوا لِي أَشْهَرَ الْأَسْئِلَةِ الَّتِي تُطْرَحُ كَثِيرًا، وَالِاعْتِرَاضَاتِ عَلَى الْمَسِيحِيَّةِ، ثُمَّ أَعْطَوْنِي هَذِهِ الْقَائِمَةَ، وَسَأَلُونِي كَيْفَ كُنْتُ لِأُجِيبَ عَنْ تِلْكَ الْأَسْئِلَةِ. وَثَمَّةَ مُلَخَّصٌ بَعْدَ كُلِّ فَصْلٍ، يَحْوِي النِّقَاطَ الَّتِي عَلَيْكُمُ التَّطَرُّقُ إِلَيْهَا وَأَنْتُمْ تُجِيبُونَ عَلَى الْأَسْئِلَةِ. وَمُجَدَّدًا، تَهْدِفُ هَذِهِ الْكُتُبُ إِلَى تَدْرِيبِ النَّاسِ، يَا رُوبِرْتْ، عَلَى هَذِهِ الْمُوَاجَهَاتِ.

سَائِلُ: أرْ. سي.، مَا أَشْهَرُ اعْتِرَاضٍ فِكْرِيٍّ عَلَى الْإِيمَانِ الْمَسِيحِيِّ وَاجَهْتَهُ خِلَالَ السَّنَوَاتِ الثَّلَاثِينَ أَوْ الْأَرْبَعِينَ الْأَخِيرَةِ مِنَ الْخِدْمَةِ. وَبِاخْتِصَارٍ، كَيْفَ كَانَ رَدُّكَ؟

أرْ. سي. سْبْرُولْ: أَسْتَطِيعُ الْقَوْلَ إِنَّ أَبْرَزَ اعْتِرَاضٍ عَلَى وُجُودِ اللَّهِ سَمِعْتُهُ عَلَى مَرِّ السِّنِينَ هُوَ مُشْكِلَةُ الشَّرِّ، وَوُجُودُ الشَّرِّ فِي الْعَالَمِ. قَالَ جُونْ سْتِيوَارْتْ مِيلْ إِنَّ الْمَسِيحِيَّةَ تُؤَكِّدُ أَنَّ اللَّهَ كُلِّيُّ الْقُدْرَةِ وَصَالِحٌ. وَبِحَسَبِ رَأْيِ مِيلْ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَّصِفَ اللَّهُ بِالصِّفَتَيْنِ، لِأَنَّهُ مَعَ وُجُودِ الشَّرِّ وَالْأَلَمِ وَالْمُعَانَاةِ وَالْبُؤْسِ فِي الْعَالَمِ، إِذَا كَانَ اللَّهُ صَالِحًا بِالْفِعْلِ، لَمَا سَمَحَ بِاسْتِمْرَارِ هَذِهِ الْمَشَقَّاتِ وَالْمَآسِي. إِذَنْ، إِذَا كَانَ قَدْ سَمَحَ بِالْفِعْلِ بِاسْتِمْرَارِهَا، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنَّهُ عَاجِزٌ عَنِ التَّغَلُّبِ عَلَيْهَا، وَبِالتَّالِي، هُوَ لَيْسَ كُلِّيَّ الْقُدْرَةِ. وَإِذَا كَانَ كُلِّيَّ الْقُدْرَةِ، وَلَدَيْهِ الْقُدْرَةُ عَلَى وَضْعِ حَدٍّ لِلْأَلَمِ وَالْمُعَانَاةِ وَالشَّقَاءِ، لَكِنَّهُ اخْتَارَ عَدَمَ فِعْلِ ذَلِكَ، فَهَذَا سَيُشَكِّكُ فِي صَلَاحِهِ. إِذَنْ، بِحَسَبِ مِيل، لَا يُمْكِنُ لِلصِّفَتَيْنِ أَنْ تَجْتَمِعَا. وَأَظُنُّ أَنَّ الْخَطَأَ فِي هَذِهِ الْحُجَّةِ، قَطْعًا، هُوَ أَنَّ الْأَلَمَ وَالْمُعَانَاةَ وَالشَّقَاءَ أُمُورٌ، بِحَسَبِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، دَخَلَتْ إِلَى الْعَالَمِ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ. وَسَمَحَ اللَّهُ بِوُجُودِ الْخَطِيَّةِ لِتَتْمِيمِ قَصْدِهِ الْأَبَدِيِّ. وَمَا نَعْرِفُهُ عَنْ طَبِيعَةِ اللَّهِ مِنْ خِلَالِ إِعْلَانِهِ عَنْ ذَاتِهِ هُوَ عَدْلُهُ، وَصَلَاحُهُ، وَبِرُّهُ، وَوَعْدُهُ بِفِدَاءِ هَذَا الْعَالَمِ مِنْ وَاقِعِ الْأَلَمِ وَالْحُزْنِ. وَأَسَاسًا، الْحَلُّ الْكِتَابِيُّ لِتِلْكَ الْمُشْكِلَةِ هُوَ أَنَّ الْأَمْرَ لَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ، وَالْآلَامَ وَالْمَآسِي الَّتِي نُقَاسِيهَا لِفَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ قَصِيرَةٍ لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ نُقَارِنَهَا بِالْمَجْدِ الَّذِي أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ، وَالَّذِي سَيَسْتَمْتِعُونَ بِهِ إِلَى الْأَبَدِ. لَكِنَّ السُّؤَالَ الْفَلْسَفِيَّ الْفِعْلِيَّ عَنْ أَصْلِ الشَّرِّ، بِرَأْيِي، تَتَعَذَّرُ الْإِجَابَةُ عَلَيْهِ - وَلَمْ أَلْتَقِ قَطُّ بِأَحَدٍ يُمْكِنُهُ ذَلِكَ. وَأَكْتَفِي بِالْقَوْلِ إِنَّنِي لَا أَعْرِفُ كَيْفَ دَخَلَ الشَّرُّ إِلَى هَذَا الْعَالَمِ. لَكِنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّهُ دَخَلَ، وَأَعْلَمُ أَنَّهُ حَقِيقِيٌّ. وَلَا يُمْكِنُ أَنْ أُعَانِيَ مُشْكِلَةً مَعَ الشَّرِّ دُونَ أَنْ أَفْهَمَ أَوَّلًا الْمِعْيَارَ الْمُطْلَقَ لِلْخَيْرِ، الَّذِي يُحَدَّدُ الْخَيْرُ عَلَى أَسَاسِهِ. إِذَنْ، بِشَكْلٍ غَيْرِ مُبَاشِرٍ، تَشْهَدُ مُشْكِلَةُ الشَّرِّ لِحَقِيقَةِ وُجُودِ الْخَيْرِ الْمُطْلَقِ.

سَائِلُ: أرْ. سِي، لِمَ قَدْ يَسْمَحُ الْخَالِقُ لِلْجِنْسِ الْبَشَرِيِّ بِالْعَبَثِ بِخَلِيقَتِهِ مِثْلَمَا فَعَلْنَا؟ وَمَاذَا عَنِ الظُّلْمِ؟ لِمَ لَا يَتَدَخَّلُ وَيُصْلِحُ الْوَضْعَ؟

أرْ. سِي. سْبِرُولْ: أَنْتَ تَطْلُبُ مِنِّي الْآنَ أَنْ أَقْرَأَ أَفْكَارَ اللَّهِ. لَا أَعْلَمُ لِمَ سَمَحَ اللَّهُ بِدُخُولِ الْخَطِيَّةِ إِلَى الْعَالَمِ، وَلِمَ سَمَحَ لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَعْبَثُوا، إِنْ جَازَ التَّعْبِيرُ، وَبِاسْتِخْدَامِ لُغَتِكَ، بِالْخَلِيقَةِ. مِنَ الْوَاضِحِ أَنَّهُ لَا يُسْمَحُ لِفَسَادِ الْإِنْسَانِ، فِي هَذَا الشَّأْنِ، بِأَنْ تَكُونَ لَهُ الْكَلِمَةُ الْأَخِيرَةُ، لِأَنَّهُ بَعْدَ تَجْدِيدِ الْكَوْنِ وَإِعَادَةِ خَلْقِ كُلِّ شَيْءٍ، لَنْ يَسْمَحَ لِلْمَخْلُوقِ بِالْعَبَثِ ثَانِيَةً. فَلَدَيْهِ خُطَّةُ فِدَاءٍ أَبَدِيَّةٌ، وَالْخَلِيقَةُ كُلُّهَا الْآنَ تَئِنُّ مَعًا، مُنْتَظِرَةً اسْتِعْلَانَ أُمُورِ اللَّهِ. وَمُجَدَّدًا، لَا أَعْلَمُ لِمَ سَمَحَ اللَّهُ بِتِلْكَ الْفَوْضَى، لَكِنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّهُ سَمَحَ بِهَا، وَأَنَّهَا حَقِيقِيَّةٌ، وَأَنَّهُ مُتَحَكِّمٌ فِيهَا. وَفِدَاؤُهُ يَتَمَثَّلُ فِي إِظْهَارِ أَنَّهُ سَوَاءٌ فِي دَيْنُونَتِهِ عَلَى الْخَطِيَّةِ، أَوْ فِي رَحْمَتِهِ فِي الْفِدَاءِ - وَكِلَاهُمَا يُعْلِنُ مَجْدَهُ الْأَبَدِيَّ - حَتَّى الْفَوْضَى الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْهَا تَشْهَدُ بِشَكْلٍ غَيْرِ مُبَاشِرٍ لِكَمَالِ اللَّهِ.

سَأَلْتَ عَنْ سَبَبِ عَدَمِ تَدَخُّلِهِ. حَسَنًا، هُوَ تَدَخَّلَ، وَصَنَعَ أُمُورًا عَجِيبَةً، مِثْلَ مَجِيءِ الْمَسِيحِ إِلَى الْعَالَمِ. وَأَعْطَى الْبَشَرَ سَبِيلًا لِلْخَلَاصِ. وَمِنَ الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَفْهَمُهَا النَّاسُ هُوَ التَّأْثِيرُ الْجَيِّدُ الَّذِي أَحْدَثَتْهُ الْمَسِيحِيَّةُ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِ. يَقُولُ نُقَّادُ الْإِيمَانِ الْمَسِيحِيِّ: "انْظُرُوا، كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ الدِّينُ - وَلَا سِيَّمَا الْمَسِيحِيَّةُ - هُوَ الْحُرُوبُ الصَّلِيبِيَّةُ، وَمُعَاقَبَةُ جَالِيلْيُو، وَإِثَارَةُ حُرُوبٍ وَصِرَاعَاتٍ، وَمَا إِلَى ذَلِكَ". لَكِنْ إِذَا نَظَرْتُمْ إِلَى الْوَجْهِ الْآخَرِ لِلْأَمْرِ، وَلَاحَظْتُمُ التَّأْثِيرَ الَّذِي أَحْدَثَتْهُ الْكَنِيسَةُ الْمَسِيحِيَّةُ فِي تَارِيخِ الْحَضَارَةِ الْغَرْبِيَّةِ، مِثْلَ تَأْسِيسِ الْمُسْتَشْفَيَاتِ، وَالْحَرَكَةِ التَّعْلِيمِيَّةِ، وَتَأْسِيسِ الْمَلَاجِئِ عَبْرَ التَّارِيخِ، نَاهِيكَ عَنِ الْقَضَاءِ عَلَى الرِّقِّ. وَبِالتَّالِي، كَانَ لِلْكَنِيسَةِ الْمَسِيحِيَّةِ تَأْثِيرٌ ضَخْمٌ عَلَى مُسْتَوَى الْحَيَاةِ الَّذِي يَنْعَمُ بِهِ الْعَالَمُ الْيَوْمَ، نَاهِيكَ عَنِ التَّأْثِيرِ عَلَى الْأَخْلَاقِيَّاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْفَضِيلَةِ. لَا شَكَّ أَنَّهُ ثَمَّةَ الْكَثِيرُ مِنَ الشَّرِّ فِي الْعَالَمِ وَفِي دَوْلَتِنَا. وَلَيْسَتِ الْكَنِيسَةُ أَيْضًا بِلَا خَطِيَّةٍ. لَكِنَّنِي أَظُنُّ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى مُلَاحَظَةِ الْفَرْقِ الْكَبِيرِ بَيْنَ الْإِرْثِ الَّذِي تَرَكَتْهُ الْمَسِيحِيَّةُ فِي الْمُجْتَمَعِ وَالْإِرْثِ الَّذِي تَرَكَتْهُ الْبَرْبَرِيَّةُ.

سَائِلُ: أرْ. سِي، فِي ضَوْءِ الْوَتِيرَةِ السَّرِيعَةِ لِلْعَالَمِ الْيَوْمَ، لَا يُتَاحُ لَنَا وَقْتٌ طَوِيلٌ لِنَقْضِيَهُ مَعَ أَحْفَادِنَا، كَيْفَ تَرُدُّ عَلَى حَفِيدِكَ ابْنِ السِّتَّةَ عَشَرَ عَامًا، الَّذِي يَقُولُ لَكَ إِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ قَبُولَ مِصْدَاقِيَّةِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِسَبَبِ تَنَاقُضَاتِهِ الْكَثِيرَةِ، مَعَ أَنَّهُ يَعْجِزُ عَنْ سَرْدِ هَذِهِ التَّنَاقُضَاتِ؟

أرْ. سِي. سْبِرُولْ: حَسَنًا، سَأُحَاوِلُ أَنْ أَكُونَ صَبُورًا مَعَ حَفِيدِي ذِي السِّتَّةَ عَشَرَ عَامًا. وَلَدَيَّ بِالْفِعْلِ - حَسَنًا، لَيْسَ لَدَيَّ حَفِيدٌ فِي السَّادِسَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ، بَلْ فِي السَّابِعَةَ عَشْرَةَ، وَآخَرُ فِي الْحَادِيَةِ وَالْعِشْرِينَ. لَكِنْ يَقُولُ لِي آخَرُونَ: "لَا أُؤْمِنُ بِالْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ لِأَنَّهُ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ". وَأُحِبُّ أَنْ أَرْوِيَ قِصَّةً حَدَثَتْ وَأَنَا فِي كُلِّيَّةِ اللَّاهُوتِ، حَيْثُ أَدْلَى طَالِبٌ شَدِيدُ الذَّكَاءِ بِالتَّعْلِيقِ التَّالِي. سَأَلَ: "لِمَ لَا زَلْتَ تُؤْمِنُ بِالْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بَيْنَمَا هُوَ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ؟" أَجَبْتُ: "لِأَنَّنِي لَا أَرَى أَنَّهُ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ". ثُمَّ قُلْتُ: "دَعْنَا نَفْحَصُ مَعًا تِلْكَ التَّنَاقُضَاتِ الْمَزْعُومَةَ". وَقُلْتُ: "سَأَطْلُبُ مِنْكَ شَيْئًا. السَّاعَةُ الْآنَ الْوَاحِدَةُ بَعْدَ الظُّهْرِ. لِمَ لَا نَلْتَقِي هُنَا غَدًا فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ، عَلَى أَنْ تُحْضِرَ مَعَكَ قَائِمَةً بِخَمْسِينَ تَنَاقُضًا وَجَدْتَهُ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. هَذِهِ حَتْمًا مُهِمَّةٌ سَهْلَةٌ عَلَيْكَ، بِمَا أَنَّ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ كِتَابٌ ضَخْمٌ، مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ، بِحَسْبِ كَلَامِكَ". فَقَبِلَ التَّحَدِّي.

وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، فِي الْوَاحِدَةِ بَعْدَ الظُّهْرِ، جَاءَ، وَكَانَتْ عَيْنَاهُ غَائِمَتَيْنِ. فَمِنَ الْوَاضِحِ أَنَّهُ ظَلَّ مُسْتَيْقِظًا طَوَالَ اللَّيْلِ، وَمَعَهُ أَصْدِقَاؤُهُ. فَقُلْتُ: "مَا الْأَمْرُ؟" أَجَابَ: "قَضَيْنَا مُعْظَمَ الْوَقْتِ فِي الْمَكْتَبَةِ لِعَمَلِ الدِّرَاسَةِ". وَقَالَ: "لَمْ أَجِدْ خَمْسِينَ، بَلْ ثَلَاثِينَ". فَقُلْتُ: "حَسَنًا، وَجَدْتَ ثَلَاثِينَ. إذَنْ، لِنَقْلْ أَوَّلًا إِنَّ مُهِمَّةَ الْبَحْثِ عَنْ تَنَاقُضَاتٍ لَمْ تَكُنْ بَسِيطَةً كَمَا ظَنَنْتَ حِينَ قُلْتَ بِالْأَمْسِ إِنَّ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ. طَلَبْتُ مِنْكَ أَنْ تَجِدَ خَمْسِينَ فَقَطْ، وَلَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ إِيجَادِ سِوَى ثَلَاثِينَ". فَضَحِكَ. فَقُلْتُ: "لِنَتَنَاوَلْ وَاحِدًا تِلْوَ الْآخَرِ". فَتَنَاوَلْنَاهَا وَاحِدًا تِلْوَ الْآخَرِ. كَانَ ذَلِكَ الشَّابُّ قَدْ دَرَسَ الْفَلْسَفَةَ بِالْجَامِعَةِ، وَكُنْتُ مُتَخَصِّصًا أَيْضًا فِي الْفَلْسَفَةِ. وَكِلَانَا دَرَسَ مُقَرَّرَاتٍ فِي الْمَنْطِقِ، وَكُنَّا نَعْرِفُ الْفَرْقَ بَيْنَ الْمُفَارَقَةِ، وَالتَّضَارُبِ، وَالتَّنَاقُضِ الْفِعْلِيِّ، فَوَفَّرَ عَلَيْنَا ذَلِكَ بَعْضَ الْوَقْتِ. تَنَاوَلْنَا التَّنَاقُضَ الْأَوَّلَ، وَبَيَّنْتُ لَهُ أَنَّهُ لَا يَنْتَهِكُ فِعْلِيًّا قَانُونَ عَدَمِ التَّنَاقُضِ. لَمْ يُقْنِعْنِي أَنَا ذَلِكَ، بَلْ أَقْنَعَهُ هُوَ. وَفِي النِّهَايَةِ، أَقَرَّ قَائِلًا: "أَجَلْ، لَيْسَ هَذَا تَنَاقُضًا فِعْلِيًّا". فَصَارَتِ التَّنَاقُضَاتُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ. كَانَ هَذَا أَشْبَهَ بِقِصَّةِ أَجَاثَا كْرِيسْتِي "عَشَرَةُ هُنُودٍ صِغَارٍ"، حَيْثُ تَنَاقَصَ الْعَدَدُ تَدْرِيجِيًّا. فَتَنَاوَلْتُ بِعِنَايَةٍ كُلِّ تَنَاقُضٍ - الثَّلَاثِينَ جَمِيعَهَا. وَعَنْ قَنَاعَةٍ، وَافَقَ عَلَى أَنَّ كُلَّ تَنَاقُضٍ مِنْهَا، بَعْدَ الْفَحْصِ الدَّقِيقِ وَالتَّحْلِيلِ، لَمْ يَكُنْ فِي الْوَاقِعِ انْتِهَاكًا لِقَانُونِ عَدَمِ التَّنَاقُضِ. وَلَمَّا انْتَهَيْنَا، لَمْ يَعُدْ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ الَّذِي زَعَمَ أَنَّهُ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ أَيُّ تَنَاقُضٍ، بِحَسَبِ تَحْلِيلِهِ. يَجِبُ أَنْ أَقُولَ إِنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَأْتِي إِلَيَّ بِنُصُوصٍ أَصْعَبَ مِنَ الَّتِي أَتَى بِهَا". لَكِنْ قُلْتُ لَهُ: "أَتَرَى الْآنَ أَنَّ تَصْرِيحَكَ بِأَنَّ ‘الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ’ لَيْسَ سَلِيمًا؟" فَأَجَابَنِي: "لَكِنْ انْظُرْ إِلَى مَا تَوَجَّبَ عَلَيْكَ فِعْلُهُ. كَانَ عَلَيْكَ اسْتِخْدَامُ فَلْسَفَةِ إِعَادَةِ النَّظَرِ، وَبَذْلُ جُهْدٍ مُضْنٍ". وَقَالَ: "كَانَ عَلَيْكَ اسْتِخْدَامُ رُسُومِ فِينْ الْبَيَانِيَّةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ، لِلْهُرُوبِ مِمَّا هُوَ بَدِيهِيٌّ. لِمَ لَا تَعْتَرِفُ بِمَا هُوَ بَدِيهِيٌّ، وَهُوَ أَنَّ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ؟" فَقُلْتُ: لِأَنَّ الْأَمْرَ لَيْسَ بَدِيهِيًّا بِالنِّسْبَةِ إلَيَّ. فَمَا هُوَ بَدِيهِيٌّ هُوَ أَنَّ حَاصِلَ ضَرْبِ ثَلاثِينَ فِي صِفْرٍ يُسَاوِي صِفْرًا". لَكِنْ أُكَرِّرُ، هَذِهِ هِيَ مُهِمَّةُ الْمُدَافِعِينَ عَنِ الْعَقَائِدِ الْمَسِيحِيَّةِ. فَكُلَّمَا اتَّهَمَ أَحَدُهُمْ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ بِأَنَّهُ مَلِيءٌ بِالتَّنَاقُضَاتِ، أَوْ حَتَّى إِنِ اتَّهَمَهُ بِأَنَّ بِهِ تَنَاقُضًا وَاحِدًا، يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُجَاوَبَةِ عَلَى هَذَا الزَّعْمِ.

كُنْتُ لِأَفْعَلَ الْأَمْرَ نَفْسَهُ مَعَ حَفِيدِي ذِي السَّادِسَةَ عَشْرَةَ. كُنْتُ لِأَقُولَ لَهُ: "انْظُرْ، لَدَيَّ وَرَقَةٌ نَقْدِيَّةٌ بِقِيمَةِ عَشَرَةِ دُولَارَاتٍ فِي مَحْفَظَتِي، تَقُولُ إِنَّهُ لَا تُوجَدُ تَنَاقُضَاتٌ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ". ثُمَّ سَأَجْلِبُ مَحْفَظَتِي وَأُخْرِجُ وَرَقَةَ الْعَشَرَةِ دُولَارَاتٍ، الَّتِي كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ عَلَيْهَا: "لَا تُوجَدُ تَنَاقُضَاتٌ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ". لَكِنَّهُ لَمْ يَعُدْ يُصَدِّقُنِي حِينَ أَفْعَلُ ذَلِكَ، وَتَعَلَّمَ أَلَّا يَثِقَ بِي. لَكِنْ جِدِّيًّا، كُنْتُ لِأَقُولَ لَهُ: "اذْهَبْ وَقُمْ بِدِرَاسَتِكَ، وَعُدْ إِلَيَّ بِقَائِمَةٍ مِنَ التَّنَاقُضَاتِ، وَسَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا". أَقْتَرِحُ عَلَيْكَ فِعْلَ الْأَمْرِ نَفْسِهِ. وَإِذَا لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنَ الْإِجَابَةِ عَلَيْهَا، تُوجَدُ كُتُبٌ. قَدَّمَ جْلِيزُونْ آرْشَرْ مُسَاهَمَةً ضَخْمَةً فِي الدِّرَاسَاتِ الْمَسِيحِيَّةِ فِي هَذَا الشَّأْنِ. وَهُوَ رَجُلٌ يُتْقِنُ نَحْوَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ لُغَةً، حَاصِلٌ عَلَى الدُّكْتُورَاه مِنْ هَارْفَارْدْ، وَأُسْتَاذٌ مُتَقَاعِدٌ لِلْعَهْدِ الْقَدِيمِ بِكُلِّيَّةِ تْرِينِيتِي فِي شِيكَاغُو. وَكَتَبَ كِتَابًا سَمِيكًا بِعُنْوَانِ "مُشْكِلَاتُ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ"، حَيْثُ يَتَنَاوَلُ النُّصُوصَ الْمُعْتَادَةَ الَّتِي يَقْتَبِسُهَا النَّاسُ لِزَعْمِ وُجُودِ تَنَاقُضَاتٍ، وَيُقَدِّمُ الْحُلُولَ لَهَا. وَهُوَ مَصْدَرُ مُسَاعَدَةٍ رَائِعٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَإِلَيْكَ الْأَمْرُ التَّالِي الَّذِي يَلْزَمُ مَعْرِفَتُهُ. فَإِذَا طَرَحَ عَلَيْكَ أَحَدُهُمْ سُؤَالًا عَجَزْتَ عَنِ الْإِجَابَةِ عَنْهُ، عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ صَادِقًا فِكْرِيًّا. فَلَا تَفْزَعْ عَلَى الْفَوْرِ، بَلْ قُلْ لِنَفْسِكَ: "مَهْلًا، رُبَّمَا لَسْتُ أَوَّلَ شَخْصٍ وَاجَهَ هَذِهِ الْمُشْكِلَةَ مِنْ قَبْلُ. رُبَّمَا يُوجَدُ تَارِيخٌ كَامِلٌ مِنَ الدِّفَاعِ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لَا أَعِي وُجُودَهُ. تَحَقَّقْ مِنَ الْأَمْرِ قَبْلَ أَنْ تَقْفِزَ إِلَى الِاسْتِنْتَاجِ بِأَنَّ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ غَيْرُ مَنِيعٍ كَمَا قَدْ يَبْدُو لِلْوَهْلَةِ الْأُولَى.

سَائِلُ: أرْ. سِي.، مَا الصِّلَةُ بَيْنَ السُّلُوكِ الْمَسِيحِيِّ وَعِلْمِ الدِّفَاعِيَّاتِ؟ تَحَدَّثْتَ كَثِيرًا عَمَّا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَهُ بِأَذْهَانِنَا، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ فِي الرَّدِّ عَلَى الِاعْتِرَاضَاتِ عَلَى الْإِيمَانِ الْمَسِيحِيِّ. لَكِنْ مَا دَوْرُ السُّلُوكِ الْمَسِيحِيِّ فِي ذَلِكَ؟

أرْ. سِي. سْبِرُولْ: مِنَ الْأُمُورِ اللَّافِتَةِ الَّتِي نُلَاحِظُهَا فِي الْكَنِيسَةِ الْأُولَى، أَنَّ الدِّفَاعِيَّ الْأَوَّلَ يُوسْتِينُوسْ الشَّهِيدَ، مَثَلًا، وَكَانَ وَاحِدًا مِنْ أَوَّلِ الدِّفَاعِيِّينَ الَّذِي كَتَبَ "دِفَاعًا" لِلْإِمْبِرَاطُورِ أَنْطُونْيُوسْ بِيُوسْ، بَعْدَ تَقْدِيمِ دِفَاعِهِ الْفَلْسَفِيِّ عَنْ مِصْدَاقِيَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ، انْتَقَلَ إِلَى الْحُجَجِ الْعَمَلِيَّةِ، وَقَالَ لِلْمُجْتَمَعِ الْوَثَنِيِّ فِي أَيَّامِهِ: "إِذَا أَرَدْتُمْ دَلِيلًا عَلَى صِحَّةِ مَا نَقُولُهُ، انْظُرُوا إِلَى حَيَاتِنَا، وَإِلَى سُلُوكِنَا. انْظُرُوا وَلَاحِظُوا، لَنْ تَجِدُوا زِنًا بَيْنَنَا"، إِلَى آخِرِهِ. هَذِهِ آخِرُ حُجَّةٍ يُمْكِنُ لِأَيِّ دِفَاعِيٍّ اللُّجُوءُ إِلَيْهَا الْيَوْمَ لِلدِّفَاعِ عَنِ الْإِيمَانِ الْمَسِيحِيِّ، لِأَنَّهُ يَبْدُو أَنَّ الْإِحْصَائِيَّاتِ تُبَيِّنُ أَنَّ أَنْمَاطَ حَيَاةِ الْمُؤْمِنِينَ بِالِاسْمِ وَسُلُوكَهُمْ قَلَّمَا تَخْتَلِفُ عَنِ الْمُجْتَمَعِ الْوَثَنِيِّ الَّذِي نَعِيشُ فِيهِ، مَا يَنْتَهِكُ وَصِيَّةَ الْمَسِيحِ لِتَلَامِيذِهِ بِأَنْ يَكُونُوا نُورًا لِلْعَالَمِ، وَبِأَنَّهُ مِنَ الْمُفْتَرَضِ أَنْ يَرَى النَّاسُ أَعْمَالَنَا الْحَسَنَةَ، وَبِأَنَّهُ عَلَى الْمَحَبَّةِ الَّتِي نُظْهِرُهَا أَنْ تَكُونَ بُرْهَانًا مُقْنِعًا عَلَى اخْتِبَارِنَا أَمْرًا فَائِقًا مُغَيِّرًا لِلْحَيَاةِ. لَا زِلْتُ أَرَى أَنَّ لِهَذَا الْأَمْرِ قِيمَةً، لَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَحْرِصَ عَلَى السُّلُوكِ بِمُقْتَضَى الْمَقَايِيسِ الَّتِي تَسَلَّمْنَاهَا. لَكِنْ، أُكَرِّرُ، لَا يُمْكِنُنِي الِاعْتِمَادُ فَقَطْ عَلَى سُلُوكِي كَبُرْهَانٍ عَلَى صِحَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ. يَجِبُ أَنْ نَتَجَاوَزَ سُلُوكَنَا، لِأَنَّ سُلُوكَنَا لَيْسَ صَالِحًا بِمَا يَكْفِي لِإِثْبَاتِ صِحَّةِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِأَيِّ حَالٍ، لَكِنَّهُ فَقَطْ يُثْبِتُ صِحَّةَ قَوْلِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِأَنَّ الْجَمِيعَ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللَّهِ. وَأَنَا خَيْرُ شَاهِدٍ عَلَى هَذَا الْحَقِّ.

سَائِلُ: آمِينْ، شُكْرًا يَا أرْ. سِي.

أرْ. سِي. سْبْرُولْ: هَلْ لَاحَظْتُمْ أَنَّهُ قَالَ آمِينَ لِلْمَرَّةِ الْأُولَى حِينَ تَحَدَّثْتُ عَنْ خَطِيَّتِي؟ تَفَضَّلْ.

سَائِلُ: أرْ. سِي.، لِمَ يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يُؤْمِنَ بِالْمَسِيحِيَّةِ بَيْنَمَا هِيَ مُجَرَّدُ دِيَانَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ دِيَانَاتٍ كَثِيرَةٍ، بَلْ وَلَا تَجْتَذِبُ أَكْبَرَ قَدْرٍ مِنَ الْأَتْبَاعِ؟

أرْ. سِي. سْبُرُولْ: لَسْتُ وَاثِقًا مِنْ دِقَّةِ آخِرِ تَصْرِيحٍ يَا نُوِيلْ. أَعْتَقِدُ أَنَّ الْمَسِيحِيَّةَ لَا تَزَالُ أَكْبَرَ دِيَانَةٍ فِي الْعَالَمِ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَدَدُ الْأَتْبَاعِ، ثَمَّةَ دِيَانَاتٌ أُخْرَى تُقَارِبُهَا. لَكِنْ مُجَدَّدًا، هَذَا أَيْضًا جُزْءٌ مِنَ الثَّقَافَةِ الَّتِي نَعِيشُ فِيهَا. بَدَأَ عِلْمُ مُقَارَنَةِ الْأَدْيَانِ بِجِدِّيَّةٍ فِي الْقَرْنِ التَّاسِعَ عَشَرَ، حِينَ ابْتَدَأَ النَّاسُ يَخْتَبِرُونَ تَبَادُلَ الثَّقَافَاتِ، وَصَارَ الْعَالَمُ أَصْغَرَ بِسَبَبِ وَسَائِلِ النَّقْلِ وَالتَّوَاصُلِ الْحَدِيثَةِ. وَفِي الْقَرْنِ التَّاسِعَ عَشَرَ، بَحَثَ اللَّاهُوتِيُّونَ وَالْفَلَاسِفَةُ عَنْ جَوْهَرٍ مُشْتَرَكٍ بَيْنَ كُلِّ الدِّيَانَاتِ، وَقَالُوا إِنَّ الدِّيَانَاتِ كُلَّهَا هِيَ فِي جَوْهَرِهَا وَاحِدٌ، وَإِنَّهَا تُؤَمِّنُ جَمِيعَهَا بِالْإِلَهِ نَفْسِهِ. وَقَدَّمَ تَشْبِيهَ الْجَبَلِ، حَيْثُ تُوجَدُ طُرُقٌ مُتَعَدِّدَةٌ مُؤَدِّيَةٌ إِلَى الْجَبَلِ، لَكِنْ لَا يُهُمُّ أَيُّ طَرِيقٍ تَسْلُكُ. فَإِنْ آجِلًا أَوْ عَاجِلًا، سَتَصِلُ إِلَى الْإِلَهِ نَفْسِهِ.

لَكِنَّ الْمَسِيحِيَّةَ تَعْتَرِضُ عَلَى ذَلِكَ بِشِدَّةٍ، لِأَنَّ أَحَدَ الِادِّعَاءَاتِ الْأَقَلِّ شَعْبِيَّةً، وَالْخَاطِئَةِ سِيَاسِيًّا لِلْمَسِيحِيَّةِ هُوَ حَصْرِيَّةُ الْمَسِيحِيَّةِ، وَالْقَوْلُ بِأَنَّهَا الدِّيَانَةُ الصَّحِيحَةُ الْوَحِيدَةُ. يُقَدِّمُ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ شَتَّى أَنْوَاعِ الْحُجَجِ لِإِثْبَاتِ مَيْلِ الْإِنْسَانِ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَإِلَى كَبْحِ وَحَجْزِ الْمَعْرِفَةِ الَّتِي أَعْطَاهَا اللَّهُ عَنْ ذَاتِهِ لِجَمِيعِ الْبَشَرِ فِي الطَّبِيعَةِ، وَهُوَ مَا يُسْفِرُ عَنْ دِيَانَاتِ الْعَالَمِ الْمُخْتَلِفَةِ. فَالدِّينُ، بِحَسَبِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، اخْتِرَاعٌ بَشَرِيٌّ. فَهُوَ مَا يَفْعَلُهُ الْبَشَرُ لِلْهُرُوبِ مِنْ حَقِّ اَللَّهِ. وَالْمَسِيحِيَّةُ نَفْسُهَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ دِيَانَةً بِهَذَا اَلْمَعْنَى السَّيِّئِ، حَيْثُ يُمْكِنُ لِلنَّاسِ أَنْ يَسْتَخْدِمُوا الْمَظَاهِرَ الدِّينِيَّةَ الْمُتَّصِلَةَ بِالْمَسِيحِيَّةِ لِلْهُرُوبِ مِنَ الْإِلَهِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي يُعْلِنُ عَنْ ذَاتِهِ سَوَاءٌ فِي الطَّبِيعَةِ أَوْ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ.

لَكِنْ مُجَدَّدًا، فِي كِتَابِي الصَّغِيرِ، "رُدُودٌ عَلَى اعْتِرَاضَاتٍ"، أُجِيبُ عَنِ السُّؤَالِ: "هَلْ الْمَسِيحِيَّةُ هِيَ الطَّرِيقُ الْوَحِيدُ إِلَى اللَّهِ؟" لِأَنَّ هَذَا وَاحِدٌ مِنْ أَبْرَزِ التَّصْرِيحَاتِ الَّتِي يُدْلِي بِهَا الْمَسِيحُ، بِأَنَّهُ الطَّرِيقُ الْوَحِيدُ إِلَى الْآبِ. وَمُجَدَّدًا، يَبْدُو ذَلِكَ مُزْعِجًا لِلْكَثِيرِينَ. لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ إِلَيَّ، السُّؤَالُ الْفِعْلِيُّ هُوَ: لِمَ يَجِبُ أَنْ يُوجَدَ أَيُّ طَرِيقِ فِدَاءٍ إِلَى اللَّهِ إِذَا كُنَّا جَمِيعًا قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ؟ وَلِمَ اللَّهُ مُلْزَمٌ بِأَنْ يُرْسِلَ إِلَيْنَا خَمْسَةَ أَوْ سِتَّةَ أَوْ سَبْعَةَ مُخَلِّصِينَ؟ وَإِذَا عَقَدْتُمْ مُقَارَنَاتٍ وَتَحْلِيلَاتٍ لِمُحْتَوَى دِيَانَاتِ الْعَالَمِ الْمُخْتَلِفَةِ، سَيَتَبَيَّنُ لَكُمْ بِالنَّظْرَةِ الْعَابِرَةِ أَنَّ هَذِهِ الدِّيَانَاتِ لَيْسَتْ وَاحِدًا، بَلْ وَمِنْ نَوَاحٍ كَثِيرَةٍ، هِيَ مُتَنَاقِضَةٌ. أَسْمَعُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ وَحْدَةٍ ضِمْنِيَّةٍ، وَأَنَّنَا جَمِيعًا نُؤْمِنُ بِالْأَمْرِ نَفْسِهِ. هَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ. فَمَا يُؤْمِنُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ عَنِ الصَّلَاحِ، وَعَنْ طَبِيعَةِ الْفِدَاءِ، يَخْتَلِفُ جَذْرِيًّا عَمَّا تُعَلِّمُهُ الْمَسِيحِيَّةُ، مَثَلًا. الْبُوذِيُّونَ. كَانَ بُوذَا مُلْحِدًا ادَّعَى بِبَسَاطَةٍ أَنَّهُ مُسْتَنِيرٌ. وَتَحَدَّثَ كُونْفُوشْيُوسْ عَنْ تَبْجِيلِ الْأَسْلَافِ. وَهَذَا بَعِيدٌ كُلَّ الْبُعْدِ عَنْ إِيمَانِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. وَمَا لَا نَجِدُهُ فِي الْبُوذِيَّةِ، أَوِ الْإِسْلَامِ، أَوِ الْكُونْفُوشْيُوسِيَّةِ، أَوِ الشِّنْتَوِيَّةِ، أَوِ الدَّارْوِينِيَّةِ، أَوِ الدِّيَانَاتِ الْأُخْرَى، هُوَ الْكَفَّارَةُ. فَمَا مِنْ وَسِيلَةِ فِدَاءٍ كَتِلْكَ الَّتِي تُقَدِّمُهَا الْمَسِيحِيَّةُ، وَمَا مِنْ وَسِيطٍ حَيٍّ. فَمُوسَى مَاتَ، وَبُوذَا مَاتَ، وَكُونْفُوشْيُوسْ مَاتَ، وَمُحَمَّدُ مَاتَ. وَلَا تُوجَدُ قِيَامَةٌ فِي الدِّيَانَاتِ الْأُخْرَى. لَكِنَّ الْمَسِيحِيَّةَ بِهَا عَنَاصِرُ وَمُحْتَوًى يُمَيِّزُهَا عَنْ كُلِّ الدِّيَانَاتِ الْأُخْرَى. وَبِهَذَا التَّمَيُّزِ، يَأْتِي تَصْرِيحُ الْمَسِيحِ بِأَنَّهُ هُوَ الطَّرِيقُ الصَّحِيحُ الْوَحِيدُ إِلَى اَللَّهِ.

سَائِلُ: د. سْبْرُولْ، دَاخِلَ الْمَسِيحِيَّةِ نَفْسِهَا، مَعَ أَنَّ لَدَيْنَا مَصْدَرًا وَاحِدًا لِلْحَقِّ، وَهُوَ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ، مَا سَبَبُ الِاخْتِلَافَاتِ الْكَبِيرَةِ بَيْنَ الْجَمَاعَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ؟ فَمَثَلًا، مِنْ نَاحِيَةٍ، يُوجَدُ هَانْكْ هَانِيجْرَافْ، وَبَرْنَامَجُ "إِجَابَةُ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ عَلَى الْإِنْسَانِ". وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، تُوجَدُ "شَبَكَةُ الثَّالُوثِ لِلْبَثِّ"، وَبِينِي هِينْ. يَبْدُو الِاثْنَانِ مُتَبَاعِدَيْنِ لِلْغَايَةِ، بَيْنَمَا كِلَاهُمَا يَسْتَنِدُ إِلَى الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، وَهُمَا مُخْتَلِفَانِ. أَيُمْكِنُكَ تَفْسِيرُ ذَلِكَ؟

أرْ. سِي. سْبُرُولْ: أَظُنُّ أَنَّهُمَا بِالْفِعْلِ شَدِيدا الِاخْتِلَافَ. هَذِهِ جِدَالَاتٌ دَاخِلَ عَائِلَةِ الْمُجْتَمَعِ الْمَسِيحِيِّ. لَكِنْ دَاخِلَ هَذَا الْمُجْتَمَعِ الْمَسِيحِيِّ، تُوجَدُ مَسَافَاتٌ بَعِيدَةٌ جِدًّا بَيْنَ الْيَسَارِ الْمَسِيحِيِّ، وَالْيَمِينِ الْمَسِيحِيِّ، وَمُخْتَلِفِ الطَّوَائِفِ فِيمَا بَيْنَهَا. وَبِالْمِثْلِ، مُعْظَمُ النَّاسِ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِمَصْدَرِ السُّلْطَةِ نَفْسِهِ. لَا يَنْطَبِقُ ذَلِكَ بِوُضُوحٍ عَلَى شَخْصٍ مِثْلِ بِينِي هِينْ. فَمِنَ الْوَاضِحِ أَنَّ بِينِي هِينْ لَا يُؤَيِّدُ عَقِيدَةَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ وَحْدَهُ، لِأَنَّهُ يَدَّعِي اسْتِقْبَالَهُ إِعْلَانَاتٍ خَاصَّةً، قَدْ تَتَّفِقُ أَوْ لَا مَعَ تَعْلِيمِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. هَذَا هُوَ مَأْخَذُ هَانِيجْرَافْ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَنَّ لَدَيْهِ صِلَةً مُبَاشِرَةً بِاللَّهِ، حَيْثُ يُكَلِّمُهُ اللَّهُ بِصَوْتٍ مَسْمُوعٍ، وَيَسْتَقْبِلُ مِنْهُ هَذِهِ الْإِعْلَانَاتِ، الَّتِي يَقُولُ هَانِيجْرَافْ وَآخَرُونَ عَنْهَا: "مَهْلًا! هَذَا لَا يَتَّفِقُ مَعَ الْإِعْلَانِ الَّذِي نُعَلِّمُ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ، أَيِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ".

لَكِنْ مِنَ الْوَاضِحِ، كَمَا ذَكَرْنَا، أَنَّ ثَمَّةَ أُنَاسًا مِنِ انْتِمَاءَاتٍ وَآرَاءَ مُخْتَلِفَةٍ يَتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ، لَكِنَّهُمْ مُخْتَلِفُونَ. لِمَاذَا؟ الْجَوَابُ الْبَسِيطُ وَالسَّرِيعُ، وَالْجَوَابُ السَّرِيعُ وَالْمُؤْسِفُ هُوَ الْخَطِيَّةُ. هَذَا هُوَ السَّبَبُ. لَيْسَ أَنَّ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ مُبْهَمٌ، وَأَنَّ الْمُفَكِّرِينَ لَا يُمْكِنُهُمْ الْوُصُولُ إِلَى اتِّفَاقٍ بِشَأْنِ مَا يُعَلِّمُهُ. اعْتَدْتُ أَنْ أُعَلِّمَ طُلَّابِي فِي كُلِّيَّةِ اللَّاهُوتِ قَائِلًا: "إِنْ كُنَّا أَنْتُمْ وَأَنَا نَتَبَنَّى فَهْمًا مُخْتَلِفًا لِلْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، وَكَانَ أَحَدُنَا مُحِقًّا وَالْآخَرُ مُخْطِئًا، فَالْخَطَأُ فِي تَفْسِيرِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ هُوَ خَطِيَّةٌ". فَقَالُوا: "مَهْلًا، كُنَّا نَظُنُّ أَنَّنَا فَقَطْ ارْتَكَبْنَا خَطَأً". أَجَلْ، نَحْنُ ارْتَكَبْنَا خَطَأً، لَكِنْ كَيْفَ نَرْتَكِبُ الْخَطَأَ؟ وَلِمَ نُسِيءُ تَفْسِيرَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ؟ ثُمَّ أَسْأَلُهُمْ قَائِلًا: "هَلْ يُوجَدُ أَحَدٌ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَأَنَا مَعَكُمْ، أَحَبَّ اللَّهَ مِنْ كُلِّ فِكْرِهِ؟ وَهَلْ كُنْتُمْ جَادِّينَ فِي مَحَبَّتِكُمْ لِلَّهِ مِنْ كُلِّ فِكْرِكُمْ لِدَرَجَةِ أَنَّكُمْ عَكَفْتُمْ بِشَكْلٍ كَامِلٍ تَمَامًا عَلَى الدِّرَاسَةِ الْمُتَعَمِّقَةِ وَالدَّقِيقَةِ وَالشَّامِلَةِ لِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ، حَتَّى أَصْبَحَ لَدَيْكُمُ الْآنَ فَهْمٌ نَاضِجٌ لِلْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِأَكْمَلِهِ، بِحَيْثُ لَمْ يَعُدْ يُمْكِنُكُمْ تَحْرِيفُهُ؟" قُلْتُ: "لَا أَظُنُّ ذَلِكَ"

فَأَسَاسًا، إِحْدَى الْخَطَايَا الْأَسَاسِيَّةِ لِلْجِنْسِ الْبَشَرِيِّ هِيَ التَّرَاخِي. وَقَدْ كُنَّا مُتَكَاسِلِينَ، وَلَمْ نُؤَدِّ وَاجِبَنَا، وَلَمْ نُجْرِ الدِّرَاسَاتِ الَّتِي عَلَيْنَا إِجْرَاؤُهَا. لَيْسَ هَذَا فَحَسْبُ، لَكِنَّنَا نَقْتَرِبُ إِلَى النَّصِّ فِي تَحَيُّزٍ وَأَحْكَامٍ مُسْبَقَةٍ. وَأَحْيَانًا نَكُونُ مُهْتَمِّينَ أَكْثَرَ بِالدِّفَاعِ عَمَّا نُفَضِّلُهُ. وَنَحْنُ جَمِيعًا مُذْنِبُونَ بِارْتِكَابِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الْأَخْطَاءِ. لَدَيَّ مُعَلِّمُونَ مُفَضَّلُونَ، وَأَتَحَدَّرُ مِنْ خَلْفِيَّةٍ كَنَسِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ. وَلِذَلِكَ، أُرِيدُ أَنْ أَرَى هَذَا مُتَجَلِّيًا فِي فَهْمِي لِلْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، بَدَلًا مِنَ الْقَوْلِ: "تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لِأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ". وَهَكَذَا، عَلَيَّ التَّخَلُّصُ مِنْ كُلِّ الْعُيُوبِ الْخَاطِئَةِ فِي ذِهْنِي، حَتَّى أَتَوَقَّفَ عَنِ التَّحْرِيفِ، أَوْ عَنِ التَّوَصُّلِ إِلَى فَهْمٍ خَاطِئٍ لِمَا يَقُولُهُ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ. لِهَذَا نَحْتَاجُ إِلَى تَبَادُلِ الْآرَاءِ وَالنِّقَاشِ فِيمَا بَيْنَنَا. وَيَجِبُ أَنْ نَكُونَ قَادِرِينَ، كَمُؤْمِنِينَ، مَعَ الِافْتِرَاضِ بِأَنَّ كِلَا الطَّرَفَيْنِ يُحَاوِلُ التَّوَصُّلَ إِلَى الْحَقِيقَةِ، أَنْ نُقَرِّرَ أَلَّا نَسْتَسْلِمَ الْبَتَّةَ فِي هَذَا الصِّرَاعِ. فَلْنُصَارِعْ مَعَ الْأَمْرِ حَتَّى النِّهَايَةِ، وَلْيَحْتَرِمْ أَحَدُنَا الْآخَرَ كَبَشَرٍ، لَكِنْ لِنُدْرِكْ أَنَّ حَقَّ اللَّهِ أَهَمُّ مِنْ سُمْعَتِي وَسُمْعْتِكَ، وَمِنْ كِبْرِيَائِكَ وَكِبْرِيَائِي. وَلْنُحَاوِلِ التَّوَصُّلَ إِلَى اتِّفَاقٍ بِشَأْنِ تِلْكَ الْأُمُورِ، قَائِمٍ عَلَى التَّقْيِيمِ الرَّصِينِ لِكَلِمَةِ اللَّهِ.