كل ما عليك فعله هو الطاعة - خدمات ليجونير
من الإذلال إلى التمجيد
٦ أبريل ۲۰۲۰
لاَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ
۲۷ أبريل ۲۰۲۰
من الإذلال إلى التمجيد
٦ أبريل ۲۰۲۰
لاَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ
۲۷ أبريل ۲۰۲۰

كل ما عليك فعله هو الطاعة

هل يمكنك أن تتخيَّل رجلًا وامرأةً مسيحيِّين يصلون في الواقع من أجل إقامة علاقة جنسيَّة معًا قبل زواجهم؟ هل يمكنك أن تتخيَّل شابة تعترف بالمسيح لدرجة أنها تصلِّي عمَّا إذا كان يجب أن تتزوَّج من شخصٍ غير مؤمن؟ هل يمكنك أن تتصوَّر رجل أعمال مسيحي يضطر للصلاة لكي يعرف ما إذا كان عليه أن يقول الصدق في صفقة ما؟ عندما تكون كلمة الله واضحة جدًا، فإن الصلاة لتمييز إرادة الله تصبح عذرًا مناسبًا — أو حتى عنادًا بمماطلة — لتجنُّب القيام بما يأمر به الكتاب المقدس.

يؤكِّد كثير من الذين يعترفون بالمسيح اليوم على وجهة نظر خاطئة للنعمة تجعل منها تصريحًا مجانيًّا لفعل ما يحلو لهم. للأسف، أقنعوا أنفسهم بأن الحياة المسيحيَّة يمكن أن تُعاش بدون أي التزام مُلزِم لناموس الله الأخلاقي. في هذا التشويه للنعمة المفرطة، يتم إهمال الحاجة إلى الطاعة. لم تعد وصايا الله تقود الحياة المسيحيَّة في مقعد السائق، بل أُزيحت إلى المقعد الخلفي، إن لم تكن إلى صندوق السيارة — مثل إطار العجلة الاحتياطي — ليتم استخدامها فقط في حالة الطوارئ. مع هذه الروح المعادية للناموس، ما يجب إعادة التأكيد عليه هو ضرورة الطاعة.

بالنسبة لكل أتباع المسيح الحقيقيِّين، فإن الطاعة ليست هامشيَّة أبدًا. ففي صميم ما يعنيه أن تكون تلميذًا لربنا نجد العيش في تكريس لله بالمحبة. ولكن إن كانت مثل هذه المحبة حقيقيَّة، فإن الاختبار الفيصلي لها هو الطاعة. قال يسوع: "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ" (يوحنا 14: 15). تستعلن المحبة الصادقة للمسيح دائمًا بالطاعة.

هذا لا يعني أنه يمكن للمسيحي أن يسمو إلى الكمال بلا خطية. هذا لن يتحقَّق أبدًا في هذا الجانب من المجد. كما أنه لا يعني أن المؤمن لن يعصي الله مرة أخرى. بل ستحدث أعمال للعصيان منفردة. لكن الولادة الجديدة تعطي قلبًا جديدًا يرغب في طاعة الكلمة. عن التجديد، يقول الله:

وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا. (حزقيال 36: 26-27)

في عملية زراعة القلب هذه، يجعل الله المؤمن يسعى إلى الطاعة بقوة الروح القدس. اتَّفق الرسول يوحنا مع هذا الأمر عندما كتب قائلاً: "وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ" (1 يوحنا 2: 3). في الولادة الجديدة، يُمنح للمختارين الإيمان الذي يخلِّص، ويبدؤون على الفور في السير في "إِطَاعَةِ الإِيمَانِ" (رومية 1: 5). لا يوجد فاصل زمني بين وقت التحوِّل للإيمان وبداية طاعة المرء للمسيح. إن ممارسة الإيمان الذي يخلِّص هي أول خطوة في حياة الطاعة. عندما بشَّر المسيح قائلاً: "تُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ" (مرقس 1: 14-15)، صدر ذلك كضرورة مُلحة. إن الإنجيل هو أكثر من مجرد عرض يجب أخذه في الاعتبار — بل هو كلمة من الله يجب طاعتها. كتب يوحنا الرسول قائلاً: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ [لا يطيع] بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً" (يوحنا 3: 36). في هذه الآية، يتم استخدام الإيمان بالمسيح وطاعته بشكل مترادف. ببساطة، الإيمان الحقيقي هو الإيمان المطيع. إن طاعة إيماننا ليست هي الأساس الذي عليه يعلن الله برنا، ولكنها تكشف عن صدق إيماننا.

عند لحظة التحوُّل للإيمان، ننقل ولاءنا من سيدنا القديم، الخطيَّة، إلى السيد الجديد، يسوع المسيح. شرح بولس قائلاً: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟" (رومية 6: 16). هنا، اقتبس الرسول أمرًا مُسلَّمًا به وعامًا في الحياة، وهو أن العبيد يعيشون في طاعة سيدهم المتحكِّم بهم. بالتحوُّل للإيمان، يحدث تغيير للسادة، أي التخلِّي عن عبوديتنا القديمة للخطية من أجل ولاء جديد للرب يسوع المسيح.

شدَّد بولس كذلك على هذه الحقيقة، قائلاً: "كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا. وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ" (رومية 6: 17-18). كل إنسان عبد، سواء للخطية أو للبر. قبل التحوُّل للإيمان، كنا عبيدًا للخطية وعشنا في طاعة للخطية. ولكن بالتحوُّل للإيمان، أصبحنا عبيدًا للمسيح ونعيش في طاعة له.

طوال الحياة المسيحيَّة للمرء، يصرِّح يوحنا الرسول بأن المؤمنين الحقيقيِّين سيستمرون في حفظ وصاياه. تأتي كلمة "نحفظ" في صيغة المضارع، مما يشير إلى طاعة مستمرة طوال حياة المؤمن. هنا نجد مثابرة القديسين. فكل الذين وُلدوا من جديد سوف يسعون إلى الطاعة حتى النهاية. كلمة "وصاياه" هي في صيغة الجمع، وتدل على الطاعة الشاملة لكل المتطلبات الإلهيَّة. إن إتِّباع المسيح لا يسمح بالطاعة الانتقائيَّة. بل يجب علينا أن نطيع جميع وصايا الله، وليس فقط الوصايا الملائمة.

عندما قال يوحنا أن المؤمنين "يحفظون" الوصايا، فإن هذا يصوِّر حارسًا أو رقيبًا يحرس كنزًا لا يُقدَّر بثمن. وبنفس الطريقة، فإن الشخص الذي يعرف الله سيراقب عن كثب كل ما تطلبه كلمته. "وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً" (1 يوحنا 5: 3)، ولكنها بركة (مزمور 1: 1). تقود كل خطوة من خطوات الطاعة التي من القلب إلى اختبار الحياة الأفضل في المسيح. وفي المقابل، فإن كل خطوة من العصيان تبعدنا عن فرح الصلاح الإلهي.

وبعيدًا عن كونها طاعة اختياريَّة، فإن الطاعة التي وقودها النعمة هي ضرورة حتميَّة للتشبُّه بالمسيح. هل هناك حاجة للصلاة عمَّا إن كان يجب طاعة كلمة الله أم لا؟ كل ما عليك فعله هو الطاعة.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

ستيفن لوسان
ستيفن لوسان
الدكتور ستيفن لوسان هو مؤسس هيئة خدمات وانباشون (OnePassion). وهو عضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير، ومدير برنامج الدكتوراه في الخدمة في كلية لاهوت (The Master’s Seminary)، ومدير لمعهد الوعظ التفسيري. وقد كتب أكثر من عشرين كتابًا.