نسل المرأة - خدمات ليجونير
تطبيق الخلاص
۱۲ يونيو ۲۰۲۲
كن متواجدًا معنا
۲٤ يونيو ۲۰۲۲
تطبيق الخلاص
۱۲ يونيو ۲۰۲۲
كن متواجدًا معنا
۲٤ يونيو ۲۰۲۲

نسل المرأة

The Seed of the Woman

إن اللعنة التي نُطق بها على الحية في تكوين 3: 14-15 تهيِّئ المشهد لمسار تاريخ الفداء الذي يليها. الإشارات الواضحة في العهد الجديد لهذا المقطع نراها في مقاطع مثل لوقا 10: 19، رومية 16: 20، ورؤيا 12: 17. مع ذلك، فإن من هذه النقطة في سفر التكوين فصاعدًا، نرى أن موضوع "العداوة بين النسل" يصف السرد الكتابي. هذا المقطع يتحقَّق في النهاية في الرب يسوع المسيح، الذي هو كمال "نسل المرأة" الذي يسحق رأس الحية. في الثلاث لعنات التي نُطق بها في تكوين 3: 14-19، تُرسم حبكة التاريخ.

حدَّة هذه اللعنات يمكن تتبُّعها كالتالي: في أوجها، تُنطق اللعنة على الحية مباشرةً: "مَلْعُونَةٌ أَنْتِ" (الآية 14). في حالة آدم، يوجد تخفيف طفيف: الأرض ملعونة بسبب آدم، ولكنه لا يُلعن مباشرةً مثلما لُعنت الحية (الآية 17). وأخيرًا، مع حواء، لا تُستخدم كلمة لعنة على الإطلاق.

لعنة الحية تصل إلى ذروتها في الآية 15: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ". حواء لم تمُت في ذات اليوم الذي أكلت فيه من الشجرة (انظر 2: 17). لقد عاشت ما يكفي لولادة الأطفال. تضاعف ألم الولادة، ومع ذلك فقد حدثت ولادة الأطفال (3: 16). لقد سمَّى آدم حواء عن حق: "وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ" (الآية 20). من خلال حواء ستأتي الحياة.

منذ تلك اللحظة فصاعدًا، يصوِّر سفر التكوين خطَّين "للنسل" منخرطين في حرب مقدَّسة. عندما ولدت حواء قايين، كانت ثقتها بوعد الله قوية، إذ قالت: "اقْتَنَيْتُ رَجُلًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ" (4: 1). ومع ذلك، فإن هذا الرجل، قايين، كان فعليًّا من الشرير (1 يوحنا 3: 12)، وقتل الأخ البار هابيل. ثبت أن قايين من نسل الحية، والذي بدى في البداية أن له اليد العليا. إدانة الله لقايين أشارت ضمنيًّا إلى اللعنات في تكوين 3: "فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ" (4: 11). كان قايين مثل أبيه الجسدي، آدم، في كونه ملعونًا من الأرض، ولكنه كان مثل أبيه الروحي أيضًا، الشيطان، في كونه قد أخذ اللعنة شخصيًّا: "مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ" (الآية 11، التشديد مُضاف).

ما نراه بعد ذلك هو التضاد بين ما يمكننا أن نسمِّيه "أبَّين" من نسلين مختلفين. كان قايين يرأس نسل الحية، وشيث يرأس نسل الوعد.

بدأ قايين في بناء إمبراطورية شريرة. بالرغم من أن آدم وحواء أُرسلوا شرق عدن، فإن قايين ذهب طواعيةً إلى أقصى الشرق بعيدًا عن محضر الله. لقد بنى مدينة، وولد ابنًا، حَنُوكَ، وأسمى المدينة (حرفيًّا "دَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ") على اسمه. (لاحظ أن المرة القادمة التي نقرأ فيها عن شخص بنى مدينة، نجد أنها مدينة للحية في الشرق، بابل [تكوين 11]). بالرغم من الإنجازات الثقافية لنسل قايين (4: 18-24)، نراه يصل إلى ذروته في ميلاد لامك، الجيل السابع. وعد الله بنقمة سبعة أضعاف في تكوين 4: 15 من أي شخص يقتل قايين، ولكن لامك سلك وكأنه أعظم من الله، قادرًا على مواجهة نقمة مضاعفة سبعة أضعاف. هل وضع نسل الحية الذي من قايين تحدِّيًا حقيقيًّا لوعد الله؟

في تكوين 4: 25، نقرأ عن نسل الوعد. لقد حبلت حواء ببديل لهابيل البار، وهو شيث. مع ابن شيث، يوجد اهتمام مستمر في أسماء الناس: "وَلِشِيثَ أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ" (الآية 26). نسل شيث يصل إلى ذروته في ميلاد أَخْنُوخ وهو أفضل من حنوك الذي من نسل قايين. أخنوخ هذا كان الجيل السابع من شيث، ولكنه كان عكس الجيل السابع من قايين، أي لامك. فبينما تفاخر لامك بكونه أعظم من الله، سار أخنوخ مع الله (5: 22) ولم يذُق الموت (الآية 24؛ عبرانيين 11: 5). ثم أتى بعد ذلك لامك أفضل ومختلف، وهو من نسل شيث والذي كان أبًا لابن، وهو نوح (تكوين 5: 28-29). مع ميلاد نوح، قال لامك: "هذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ أَيْدِينَا مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ". كان نوح ظِل المسيح، لكونه كان رجلًا بارًّا وسط زناة. خَلُص نسله، ولكن نسل الحية فنا أغلبه.

إلَّا أن الطوفان لم يكن هو الضربة القاضية لرأس الحية. ابن نوح، حام، سيكمل نسل الحية. ولكن سيأتي اليوم عندما يصل النسل الموعود -المسيح شخصيًّا (غلاطية 3: 16). هذا النسل سيسدِّد الضربة القاضية للحية. في الخليقة الجديدة، لن يُترك حام ليقود مقاومة جديدة. تكوين 3: 14-15 يحتوي سرد الفداء للكتاب المقدَّس ككل، واعدًا بأنه بالرغم من أن الحرب المقدَّسة ستُشن بين النسلين، سيوفِّر الله الخلاص بشكل كامل ونهائي في عمل المسيح. يا لها من تعزية أن نعرف أنه في المسيح، صالحنا الله لنفسه.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

أر. أندرو كومبتون
أر. أندرو كومبتون
القس أر. أندرو كومبتون هو أستاذ مساعد لدراسات العهد القديم ومدير برنامج دراسات الماجستير اللاهوتية في كلية اللاهوت المصلحة في وسط أمريكا، وهو قس مساعد لكنيسة رديمر يونايتد المصلحة في ديير، إنديانا.