الاعتراف بجنسيتنا

مزمور 133: 1-2
هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! مِثْلُ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ عَلَى الرَّأْسِ، النَّازِلِ عَلَى اللِّحْيَةِ، لِحْيَةِ هَارُونَ، النَّازِلِ إِلَى طَرَفِ ثِيَابِهِ.
أفسس 4: 4-5
جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَب وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ.
 
 

كنت أسافر برفقة زوجتي وزوجين آخرين منذ عدة سنوات مضت عبر أوروبا الشرقيَّة. حين كنا نعبر الحدود من المجر إلى رومانيا، صعد القطار ثلاثة جنود أقوياء البنية حادي الملامح لفحص جوازات السفر والأمتعة. طلب قائدهم رؤية جوازات سفرنا. ونحن نسلِّمها لهم، أشار إلى أمتعتنا، فقمت لأجلب الحقيبة الكبيرة، فأوقفني فجأة وبلهجة إنجليزيَّة ضعيفة قال "انتظر! قف! لستم أمريكيين!" ثم نظر إلى المرأة التي تسافر معنا وقال "لستِ أمريكيَّة".

لا بد لي من الاعتراف بأنني اُتخذت خوفًا بعدما أشار الجندي إلى حقيبة أوراق صديقتنا الموضوعة على مقعد جانبها متسائلا: "ما هذا؟" مشيرًا إلى حواف كتاب بارزة خارج الحقيبة. فأخرجت كتابها المقدس. شهقت أنا، وقلت لنفسي: "الآن نحن في مأزق حقيقي".

أخذ الجندي الكتاب المقدس وبدأ يفر صفحاته ووقف عن الإصحاح الثاني من رسالة أفسس وأشار للآية 19 وقال بصيغة آمره: "اقرؤوا". فقرأنا بصوت مسموع: "فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلًا، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ".

في التو ارتسمت على وجه الجندي ابتسامة ودودة وقال: "لستم أمريكيين، ولست أنا رومانيًّا. نحن مواطنون سمائيُّون". ثم التف نحو زملائه وقال: "أوراقهم سليمة" وأعاد إلينا جوازات سفرنا وودعنا في سلام الله وأمانه.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

اشكر الله على جنسيتك السماويَّة.