رؤية الله

إشعياء 6: 1-3
فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ. السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
 
 

"بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ" (أمثال 29: 18). تُقتبس هذه الآية كثيرًا كمصدر إلهام وتحد للسعي بقوة نحو هدف مستقبلي. نحن نصفق للقائد صاحب الرؤية الذي يستطيع رسم صورة لمستقبل أفضل ويُرشدنا لطريق بلوغه. نحن مجتمع منكفئ على تحقيق الأهداف. نحتاج حلمًا وهدفًا لنبلغه لتحفيز الأدرينالين وإثارة عواطفنا.

لا بد أن نُخضع كل هدف وكل رؤية في المستقبل القريب للمعيار الأقصى والنهائي لجميع الرؤى المستقبلية المسيحية. ينبغي أن نضع أمامنا دومًا الرؤية النهائية لشعب الله. لا يُمكننا رؤية الله لأنه قدوس ونحن لسنا كذلك. فأنا لم أر الله قط، لكن شعرت بحضوره واستدللت على وجوده. لقد قرأت كلمته وسمعت تجليات باهرة عن مجده، لكن لم أره قط. فهو غير مرئي. ليس فقط لم أره وجهًا لوجه، بل لم يره أحد قط. السماواتُ تُحَدِّثُ بمَجدِ اللهِ، والفَلكُ يُخبِرُ بعَمَلِ يَدَيهِ. يمكننا رؤية عمل المُبدع، لكن هو شخصيًا يظل مخفيًا عن الأبصار.

لماذا لا نستطيع رؤية الله؟ ليس لأنه روحًا أو لأنه غائبًا. فهو حاضر وما من شك في ذلك. نحن نحيا وسط عالم من الكيانات الحقيقية التي لا نستطيع رؤيتها بأبصارنا. فما لا نراه بأعيننا قد يؤثر بعمق فينا.

تؤثر قوى الكهرباء والطاقة النووية في حياتنا اليومية على الرغم من عدم رؤيتنا لهما. قد تُهَاجَم أجسامنا في أي لحظة بكائنات حية دقيقة تهدد الحياة. تكشف التلسكوبات والمجاهر المتطورة عن بُعد واقعي حقيقي يفوق رؤيتنا بالعين المُجردة.

ومع ذلك، ما من مجهر متطور كفاية ليخترق الحاجب الذي يغطي وجه الله. وما من عدسة قادرة على تقوية ضعف بصرنا لمستوى رؤية الله. لا تكمن معضلتنا مع ضعف حدة نظرنا. وليس العيب في العصب البصري. بل يكمن العيب داخل قلوبنا لا عيوننا. لا نستطيع رؤية الله لأنه قدوس ونحن لسنا كذلك. بسبب الخطية قيل لنا "الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ".

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

اقرأ رؤيا الله لإشعياء (إشعياء 6: 1-5) وليوحنا (رؤيا 1) وقارن بينهما.