النمو حسب صورته

رومية 8: 1-4
إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ، لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.
 
 

تعد التفرقة الحديثة بين "المسيحي الجسداني" و"المسيحي المُمتلئ بالروح" من أخطر المفارقات. لأنه إذا وُصف المسيحي الجسداني على إن طبيعته الساقطة لم تغيرها النعمة بعد، فهذا يعد تناقضًا لفظيًا. إذا كان الإنسان جسدانيًا بمعني أن الروح القدس يسكنه دون تأثيره في جوهر طبيعته بأي صورة كانت، إذن فهو ببساطة غير مسيحي. فالنظر إلى الميلاد الثاني على إنه لا ينتج أي تغيير حقيقي داخل الإنسان، يعد تشويهًا خطيرًا للميلاد الثاني. هذه النظرة تعني أن الروح القدس يسكن داخل الإنسان لكن بدون تغيير فعال داخله.

وإذا عُرِّفَ المسيحي المُمتلئ بالروح على أن طبيعته الجسدية مختفية تمامًا، فأولئك المُمتلئين بالروح يقطنون السماء الآن. فكل مسيحي جسدي إلى حد ما في هذا العالم، على قدر بقايا الجسد القابعة المُثيرة حروبًا. بهذا المعنى، كان بولس الرسول، عقب إيمانه، مسيحيًا جسديًا. كما أن كل مسيحي روحاني أيضًا يسكنه الروح القدس ويعمل داخله وبه وعليه.

تنطوي النظرة الكتابية على سُكنى الأقنوم الإلهي داخل الإنسان المولود ثانيةً فعليًا بقوة الأقنوم الإلهي؛ فيتغير الإنسان. يموت إنسانه العتيق، وباتحاده بنعمة الروح القدس، ينمو الإنسان الجديد على صورة المسيح.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

تقدم بالشكر إلى الله من أجل خدمة الروح القدس داخلك ومن خلالك وعليك.