أساسيات العبادة العائلية - خدمات ليجونير
العلَّة الوسيليَّة للتبرير
۱۹ مايو ۲۰۲۰
نعمل يسوع على صورتنا
۲۱ مايو ۲۰۲۰
العلَّة الوسيليَّة للتبرير
۱۹ مايو ۲۰۲۰
نعمل يسوع على صورتنا
۲۱ مايو ۲۰۲۰

أساسيات العبادة العائلية

"لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟" بهذه الكلمات أنهى لابان خطابه الانفعالي مع يعقوب زوج ابنتيه (تكوين 31: 30). في الواقع، كانت راحيل ابنة لابان هي مَن سرقت أصنامه، بلا شكّ لكي تُحيِي ذكرى عائلتها بعد رحليها مع زوجها يعقوب. أخذت راحيل حرفيًّا ديانة أسرتها معها.

لكل عائلة إله. يغادر الشباب المنزل يوميًّا حاملين معهم آلِهَة تحقيق الذات، أو المال، أو الرفاهية، أو العمل، أو حتى الخدمة. يغادر البعض الآخر المنزل برفقة إله إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب. إلى حدٍّ كبير، يتم تحديد الفرق من خلال كيفيَّة عبادة عائلاتنا في المنزل.

فهم العبادة العائليَّة:

العبادة العائليَّة هي استخدام العائلة للكتاب المقدس، والترانيم، والصلاة بشكل منتظم، بتوجيه وإرشاد من رب الأسرة.

1. العبادة العائليَّة هي عبادة:

العبادة العائليَّة ليست مجرَّد تدريب ديني. إنَّما هي لقاء مع الله الثالوث بروح العبادة من خلال ثلاثة مكوِّنات أساسيَّة.

أولاً، تقدِّم العائلات العبادة من خلال الكتاب المقدس. عندما نقرأ الكتاب المقدس، يتحدَّث الله عن ذاتِه وعن العطية التي لا يُعبَّر عنها، أي ابنه المحبوب، الذي وهَبه لعالمٍ محتاج. هذه الرسالة ليست فقط لزيادة المعلومات، ولكنَّها أيضًّا لتمجيد الله.

ثانيًا، تقدِّم العائلات العبادة من خلال الترانيم. هذه حقيقة لا مفرَّ منها: شعب الله يغنِّي ويرنِّم! يشير المئة وخمسون مزمورًا إلى الغناء والترنُّم ما يقرب من 150 مرة. كما أن دعوة العهد الجديد لإنذار بعضنا بعضًا بتسابيح وأغاني روحيَّة تنطبق تمامًا في سياق المنزل (كولوسي 3: 16).

ثالثًا، تقدِّم العائلات العبادة من خلال الصلاة. بما أن الصلاة هي الطريقة الرئيسيَّة التي نظهر بها الشكر لله (انظر دليل أسئلة وأجوبة هايدلبرج، السؤال 116)، يجب أن تتحلَّى صلواتنا بروح العبادة، وليست مجرَّد صلوات رسميَّة. يجب أن تعكس صلوات العائلة الروحَ الرعويَّة والشفقة التي لرئيس كهنتنا (يوحنا 17).

2. العبادة العائليَّة عبادة منتظمة:

كما يتَّضح من ممارسة الكنيسة الأولى، فإن العبادة الأسبوعيَّة لشعب الكنيسة غير كافية للعائلات التي لمستها نعمة الله (أعمال الرسل 2: 47؛ 5: 42). يحثَّنا الكتاب المقدس على عبادة الله يوميًّا، مُقدِّمين المجد له في كل شيء (مزمور 92: 2؛ 1 كورنثوس 10: 31).

3. العبادة العائليَّة عبادة عهديَّة:

قبل أن يؤسِّس الله العبادة في خيمة الاجتماع، كان شعبه يعبدون داخل خيام العائلة. "صَوْتُ تَرَنُّمٍ وَخَلاَصٍ فِي خِيَامِ الصِّدِّيقِينَ..." (مزمور 118: 15). وتقوى أيوب تشعّ في صلاته من أجل أولاده (أيوب 1: 5). كما ازدهر إيمان الشاب تيموثاوس في التربة الخصبة للعبادة العائليَّة (2 تيموثاوس 1: 5). يجب على المؤمنين قضاء الوقت بمفردهم مع الله في مخادعهم (متى 6: 6). ولكن يجب عليهم أيضًا أن يعبدوا الله مع عائلاتهم باستخدام الكتاب المقدس، والترانيم، والصلاة.

الدفاع عن العبادة العائليَّة:

1. يتطلَّب الكتاب المقدس أن تُقام العبادة العائليَّة:

على وجه التحديد، يطلب الله من رب الأسرة، مثل الراعي الصالح، أن يقود عائلته في مراعٍ خضر (يشوع 24: 15). توقَّع الله من إبراهيم أن "يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ" (تكوين 18: 19). تأمل أيضًا في مثال كرنيليوس: "وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ" (أعمال الرسل 10: 2). فلا عجب أنَّه عندما جاء بطرس إلى قيصرية ليعظ بالإنجيل، حشد كرنيليوس أهل بيته للحضور، قائلًا: "نَحْنُ جَمِيعًا حَاضِرُونَ أَمَامَ اللهِ لِنَسْمَعَ جَمِيعَ مَا أَمَرَكَ بِهِ اللهُ" (الآية 33).

2. العبادة العائليَّة تثمر نموًا روحيًّا:

إن العبادة العائليَّة هي أداة لا غنى عنها لكي نغرس في الكبار والصغار وعيًا بالرب، وبكلمته، وبدعوتنا لعبادته. يوضِّح ﭼورج بارنا (George Barna)، في بحثه من أجل تأليف أحد كتبه، أنَّ هناك قاسمًا مشتركًا بين الآباء الذين يسلِّمون لأبنائهم راية النضوج والنشاط الروحي: إنَّهم "يأخذون كلام الله عن الحياة والعائلة على محمل الجد، ويطبِّقون هذا الكلام بأمانة وثبات". يروي المُرسَل جون باتون (John Paton) عن التأثير الذي لا يُمحى الذي تركته العبادة العائليَّة على حياته قائلًا: "عندما كان راكعًا على ركبتيه، وكلنا راكعين حوله في العبادة العائليَّة، كان [أبانا] يسكب نفسه بالكامل بدموع... لكل... احتياج، وكُنَّا جميعًا نشعر وكأنَّنا في محضر المُخلِّص الحي، وتعلَّمنا أن نعرفه، ونحبه بصفته الله صديقنا".

يلاحظ الأطفال عندما تكون العبادة نشاطًا يحدث مرة واحدة في الأسبوع فقط. غالبًا ما يعمل الله بقوة في حياة الصغار الذين تشجَّعت نفوسهم بالعبادة العائليَّة اليوميَّة.

تحسين العبادة العائليَّة:

تقتنع العديد من العائلات بالحاجة إلى العبادة العائليَّة، ولكنَّها تعاني في تطبيق ذلك. ما الذي يمكن عمله في مثل هذه الحالات؟

1. ادرس عن العبادة العائليَّة كعائلة:

منذ وقت، أمضَت عائلتنا شهرًا في قراءة ومناقشة كُتيِّب جويل بيكي (Joel Beeke) بعنوان "العبادة العائليَّة" (Family Worship) بعناية. تركت هذه الدراسة أثرًا باقيًا في نفوسنا؛ ويرجع هذا جزئيًّا إلى ديناميكيَّة التعلُّم معًا.

2. التزم بخطة:

إن القراءة العشوائيَّة للكتاب المقدس نادرًا ما تبني روحيًّا على المدى الطويل. يجب على العائلات أن تُدرِج خططًا مُتنوِّعة للقراءة وتعديلها بمرور الوقت. لكن اِتِّباع خطة منتظمة لقراءة الكتاب المقدس يساعدنا على قراءة الكتاب المقدس بالطريقة التي يجب أن يُقرأ بها: كتاريخ متماسك لعمل الله الفدائي.

3. حدِّد وقتًا مناسبًا:

ما لم تُوضَع العبادة في الجدول الزمني للعائلة، فغالبًا سيحل محلها انشغال الحياة. بعض العائلات ستزدهر بالعبادة صباحًا، بينما تفضِّل عائلات أخرى الاجتماع مساءً. تحتاج العائلات التي لا تجد وقتًا للعبادة في أسبوعها إلى تعديل جدولها الزمني.

4. رنِّم:

بالنسبة لبعض المؤمنين — خاصة أولئك الذين لم ينشأوا في الكنيسة أو في بيوت ترنِّم — فإنَّ فكرة تقديم الترانيم في العبادة العائليَّة تبدو غير واقعيَّة تمامًا. ولكن، كما هو الحال في جميع الأشياء، من أجل تأسيس عادة جديدة من الترنيم العائلي، ابدأ بما تعرفه. ابدأ بالترانيم المألوفة ثم انتقل إلى ترانيم أقل شهرة بمساعدة وسائل أخرى (مثل: مواقع إلكترونيَّة للترانيم).

5. اِسعَ نحو الانتظام وليس الكمال:

لقد أُصيب معظمنا بالإحباط عندما اصطدمت مُثُل عبادة عائلتنا مع الواقع. إن العبادة العائليَّة هي مثل صداقة عظيمة. بها معوِّقات، لكنها تنطلق بالتفاعل المنتظم والهادف. لاحَظ وليم جوج (William Gouge) أن "المسمار الذي بالكاد ينفذ داخل الخشب بعد ضربة واحدة، ينغرس بعد عدة ضربات". وهكذا الأمر مع التكرار في العبادة العائليَّة.

بواسطة بشارة الإنجيل، يدخل المسيح حياتنا وعائلاتنا. وحين يدخل ينبغي عبادته. وحين يُعبَد، نثق أنَّه سيمكث ويعيش ويعمل ويبارك.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

ويليام بوكستين
ويليام بوكستين
القس ويليام بوكستين هو راعي كنيسة (Covenant Reformed Church) بمدينة كاربونديل، في ولاية بنسلفانيا، وهو شارك في تأليف كتاب "لماذا جاء المسيح" (Why Christ Came).