عالم اللاهوت العهدي: هينريتش بولينجر - خدمات ليجونير
أمير المترجمين: ويليام تيندل
۱۵ ديسمبر ۲۰۲۲
لاهوتيٌّ لكلِّ العصور: جون كالفن
۲۲ ديسمبر ۲۰۲۲
أمير المترجمين: ويليام تيندل
۱۵ ديسمبر ۲۰۲۲
لاهوتيٌّ لكلِّ العصور: جون كالفن
۲۲ ديسمبر ۲۰۲۲

عالم اللاهوت العهدي: هينريتش بولينجر

يُعتَبَر هينريتش بولينجر (1504-1575) أشد مُصلِحي الجيل الثاني تأثيرًا. وبصفته وريث أولريش زوينجلي في زيورخ بسويسرا، فقد استطاع أن يوطِّد الإصلاح السويسري الذي بدأه ذلك الرجل الذي سبقه، وأن يكمله أيضًا. كتب فيليب تشاف (Philip Schaff) أن بولينجر كان

رجلًا راسخ الإيمان، وشجاعًا، ومعتدلًا، يتمتع بصبرٍ وقدرةٍ على التحمُّل... وقد أهَّلته العناية الإلهية للحفاظ على الحقِّ والنهوض به في فترة عصيبة من التاريخ. وخلال السنوات الأربع والأربعين التي قضاها بولينجر متولِّيًا منصب كبير القساوسة في زيورخ، فاق إنتاجه الأدبي إنتاج مارتن لوثر، وجون كالفن، وزوينجلي مجتمِعين. وقد أسهم على نحو بارز في انتشار التعليم المُصلح طوال فترة الإصلاح. وكان تأثير بولينجر بعيد المدى، إذ وصل إلى كلِّ أنحاء القارة الأوروبية وإنجلترا، لدرجة أن ثيودور بيزا (Theodore Beza) دعاه بلقب "الراعي العام لكلِّ الكنائس المسيحية".

وُلِد بولينجر في 18 يوليو عام 1504، في مقاطعة بريمغارتن السويسرية الصغيرة، التي تبعد مسافة عشرة أميال غرب زيورخ. ووالده، الذي كان يُدعَى هينريتش أيضًا، كان الكاهن المحلي للمدينة، وكان متزوجًا زواجًا مدنيًّا، أي زواجًا غير كنسي، من آنا فيدركر (Anna Wiederkehr). كانت هذه الممارسة محظورة رسميًّا من السلطة الكاثوليكية الرومانية، لكنَّ والد بولينجر استطاع الحصول على تصريح بهذا الزواج عن طريق موافقته على دفع ضريبة سنوية لأسقفه. وكان هينريتش الابن هو الابن الخامس من هذا الزواج غير الشرعي. وأخيرًا، أصبح زواج والدي بولينجر زواجًا شرعيًّا ورسميًّا في عام 1529، عندما انضم بولينجر الأب إلى حركة الإصلاح.

قام والد هينريتش الشاب بإعداده للكهنوت منذ سنٍّ مبكِّرة جدًا. فعندما كان لا يزال في الثانية عشرة من عمره، أُرسِل إلى المدرسة التابعة للدير في إمريش، والمعروفة باسم مدرسة إخوة الحياة المشترَكة. كانت هذه المدرسة معقلًا لتعليم الطريق العتيق (via antique)، الذي كان يمثِّل طريقة التعلُّم القديمة التي شدَّد عليها علماء لاهوت العصور الوسطى العليا، مثل توما الأكويني (1225-1274) وجون دونز سكوطس (نحو 1265-1308). وهناك، تلقَّى بولينجر تعليمًا متقدِّمًا في مبادئ المذهب الإنساني، وبالأخص في اللغة اللاتينية. وفي الوقت نفسه، وقع تحت تأثير حركة "التكريس الحديث" (devotion moderna)، التي اتَّسمت في القرون الوسطى بنوع من التركيز على الإفخارستيا والحياة الروحية العميقة. كان كلٌّ من أوغسطينوس وبيرنار بين القادة الأوائل لهذه الحركة التديُّنية. ثم أسهم توما الكمبيسي في إحيائها في كتابه بعنوان "الاقتداء بالمسيح". انجذب بولينجر إلى تشديد هذه الحركة على التأمُّل والسعي وراء اختبار روحي شخصي مع الله. وفي هذا الوقت أيضًا، ابتدأ بولينجر يُظهِر كفاءة لافتة للنظر في المجال الأكاديمي.

جامعة كولونيا

بعد ثلاث سنوات، في عام 1519، انتقل بولينجر إلى جامعة كولونيا، حيث ابتدأ يدرس اللاهوت السكولاستي (المدرسي) التقليدي. كانت كولونيا هي أكبر مدينة في ألمانيا، وكانت جذور الكاثوليكية الرومانية متأصِّلة بعمق هناك، إذ كانت الخرافات البابوية واسعة الانتشار في المدينة، وكان الصوفيون الألمان مجتمعين هناك بأعداد كبيرة. كان الأكويني وسكوطس قد علَّما هناك في وقت سابق، وظلَّ تأثيرهما السكولائي متأصّلًا بعمق في كولونيا. لكنَّ بولينجر كان على قناعة بالمذهب الإنساني. وفي دراساته التي أجراها، رجع إلى كتابات آباء الكنيسة، ولا سيما أمبروسيوس، ويوحنا ذهبي الفم، وأوغسطينوس. وإن إصرار هؤلاء على أولوية الكتاب المقدس دفعه إلى دراسة الكتاب المقدس بنفسه؛ ولاحقًا، أقرَّ بأن هذا المسعى لم يكن معروفًا لدى معظم زملائه من الطلاب.

وفي أثناء وجود بولينجر في كولونيا، استمع إلى تعليم دسيدريوس إيرازموس الروتردامي (نحو 1466-1536)، الذي كان آنذاك من رواد المذهب الإنساني. وقد أعلى إيرازموس من شأن الكتاب المقدس فوق منطق أرسطو، وسعى إلى إصلاح الكنيسة عن طريق دراسة المذهب الإنساني وتعاليم المسيح الأخلاقية. لكنَّ كتابات لوثر هي التي شكَّلت أكبر تحدٍّ أمام طريقة بولينجر في التفكير. كانت كتب لوثر تتعرض للحرق في كولونيا، الأمر الذي أثار اهتمام وفضول بولينجر بشأن محتواها. وسرعان ما استحوذت أفكار لوثر على عقل بولينجر. كما أنه درس كتاب Loci Communes ("الأماكن المشتركة") لمؤلفه فيليب ميلانكثون (عام 1521)، الذي كان أول تناوُل نظامي ومنهجي للَّاهوت اللوثري. وفي هذا المؤلَّف، تناول ميلانكثون العقائد المصلَحة البارزة، مثل عبودية الإرادة، والتبرير بالإيمان وحده. أحدث هذا المؤلَّف مزيدًا من التأثير على بولينجر، إذ كانت بذور الإصلاح تنغرس آنذاك في ذهنه. وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره، اعتنق الحق الأساسي القائل إن التبرير هو بالإيمان وحده بالمسيح وحده. وفي أثناء اختبار بولينجر هذا التغيير الشخصي، حصل على درجة الماجستير.

في عام 1522، رجع بولينجر إلى مسقط رأسه في بريمغارتن رجلًا جديدًا. ثم واصل هناك دراسته الدؤوبة للكتاب المقدس، إلى جانب قراءته لكتابات آباء الكنيسة، ولوثر، وميلانكثون. وفي العام التالي، أصبح مديرًا للمدرسة الواقعة في دير سيسترسيان في كابل. ومن عام 1523 إلى عام 1529، قام بتعليم الرهبان في العهد الجديد، وقدَّم لهم التعليم المصلَح. وبفضل تأثيره، حلَّت العبادة البروتستانتية محل طقس القداس. بالإضافة إلى ذلك، أصبح العديد من الرهبان لاحقًا قسوسًا مُصلَحين.

في عام 1527، أخذ بولينجر عطلة مدتها خمسة أشهر، وقام برحلة إلى زيورخ. ويبدو أن هذه الرحلة غيَّرت حياته. فقد حضر محاضرات قدَّمها زوينجلي، والتقى بهذا المُصلِح السويسري، وأسَّس معه علاقة صار لها تأثير كبير عليه وعلى مستقبل الإصلاح السويسري. ثم كُلِّف بمرافقة زوينجلي إلى المناظرة التي عُقِدت في برن، والتي بدأت في 7 يناير عام 1528. وفي هذا الحدث، عُرِضت أطروحات برن العشر، وحظيت بالقبول. وطوال هذا الوقت، نال بولينجر امتياز إلقاء نظرة عن كثب على عمل الإصلاح. بعد ذلك، ظلَّ بولينجر يقوم برحلة سنوية إلى زيورخ لمناقشة أمور لاهوتية مع زوينجلي. وبسبب هذه العلاقة الوثيقة، أصبح زوينجلي على وعيٍ بإمكانيات بولينجر في فهم الكتاب المقدس. وكان بولينجر يؤهَّل آنذاك ليصبح خليفة زوينجلي، مع أن أيًّا منهما لم يكن آنذاك يعرف ذلك.

رعاية كنيسة في هاوزن وبريمغارتن

وفي وقت لاحق، في عام 1528، أصبح بولينجر راعيًا بدوام جزئي لكنيسة القرية بمدينة هاوزن، التي كانت على مقربة من كابل. وألقى عظته الأولى في 21 يونيو، مبتدئًا بذلك عملًا أتاح له تطوير مواهبه المنبريَّة. ثم في العام التالي، جاهر هينريتش الأب باعتناقه التعليم المُصلَح، وبدأ عملية إصلاح كنيسته في بريمغارتن. لكنه أُجبر بعد ذلك على الاستقالة من منصبه بسبب مقاومة شعب كنيسته له. وفي تحوُّل استثنائي في مسار الأحداث، خلف بولينجر الابن والده، صائرًا راعي هذه الكنيسة، فواصل الإصلاح الكتابي الذي بدأه والده، وأصبح معروفًا بلقب مُصلِح بريمغارتن.

وإذ كان بولينجر يرغب في الزواج، سافر إلى دير الدومينيكان السابق في أوتنباخ، في عام 1529، بعدما سمع أن الراهبات هناك أصبحن مُصلَحات. كان دير الراهبات هذا قد خضع للحلِّ، لكن بقيت فيه امرأتان بهدف نشر وترسيخ شهادة بروتستانتية في المكان. كانت إحداهما تُدعَى آنا أديشفايلر (Anna Adischwyler)، وهي مؤمنة حقيقية مخلِصة. وعندما طلب منها بولينجر أن تصير زوجته، وافقت. وعلى مدار السنين، رُزِقا بأحد عشر طفلًا من صلبهم، وتبنَّيا آخرين. ومن اللافت للنظر أن جميع أبنائهم الستة من الصبيان أصبحوا رعاة وقسوسًا بروتستانتيين.

وعلى مدار العامين التاليين، ساعد بولينجر في نشر التعليم المُصلح من خلال منبره، ومن خلال إنتاجه الغزير في الكتابة. وفي ذلك الوقت، بدأ سلسلته الطويلة لتفسير أسفار العهد الجديد.

وبسبب ترسُّخ المعتقدات البروتستانتية المتزايد في سويسرا، سرعان ما تعرضت لمقاومة كاثوليكية رومانية. وقامت خمسة أقاليم (ولايات) كاثوليكية، بسبب انزعاجها من احتلال البروتستانتية مكانة بارزة في زيورخ، بإعلان الحرب على هذا الحصن المُصلح في أكتوبر عام 1531. لم يقدم أيُّ إقليم بروتستانتي دعمًا من أيِّ نوع لزيورخ. وفي 11 أكتوبر، في معركة كابل، نُصِب كمين للبروتستانتيين، وقُتل زوينجلي، الذي كان موجودًا هنا بصفته قسًّا حربيًّا. وأُجبِرت زيورخ على قبول شروط سلام غير مرضية. أدى ذلك إلى عودة بعض المناطق في سويسرا، بما في ذلك بريمغارتن نفسها، مرة أخرى إلى الكاثوليكية.

أما بولينجر، الذي كان قائدًا بروتستانتيًّا معروفًا، فتعرض للتهديد بالإعدام شنقًا في بريمغارتن، فهرب إلى زيورخ. وهناك، وبعد ذلك بثلاثة أيام، أُقنِع بالوعظ من فوق منبر زوينجلي الشاغر. كان وعظ بولينجر قويًا ومؤثرًا لدرجة أن الناس هتفوا قائلين إنه بمثابة المجيء الثاني لزوينجلي. وقال أوزوالد مايكونيوس (Oswald Myconius)، وهو واحد من أتباع زوينجلي، الكلمات التالية: "نظير طائر العنقاء الأسطوري، نهض [زوينجلي] مرة أخرى من الرماد". كانت ثمة أهمية حيوية بالنسبة للكنائس السويسرية أن يحلَّ محلَّ زوينجلى رجلٌ يتبنَّى القناعات المُصلحة نفسها، ويتمتع بطاقة كبيرة تمكِّنه من الاجتهاد في عمل الرب. وفي شخص بولينجر، وجدت هذه الكنائس رجلها المنشود.

كبير رعاة مدينة زيورخ 

بعد ذلك بستة أسابيع، في 9 ديسمبر عام 1531، بولينجر، البالغ من العمر آنذاك سبعة وعشرين عامًا فحسب، انتُخِب بالإجماع من مجلس مدينة زيورخ ومواطنيها ليكون خليفة زوينجلي. وبعدما وافق المجلس على أن يكفل حرية رجال الدين في الوعظ عن مختلف جوانب الحياة في المدينة، وافق بولينجر على تولِّي هذا المنصب، وأصبح أسقف المدينة – أي "كبير الرعاة". وبذلك، تولَّى قيادة الحركة المصلَحة في سويسرا الناطقة باللغة الألمانية. وفي 23 ديسمبر، اعتلى بولينجر منبر كاتدرائية جروسمنستر، وهو المنصب الذي ظلَّ يشغله طوال أربع وأربعين سنة، حتى وفاته عام 1575. ومن خلال هذا الدور، ترأس بولينجر الكنائس الأخرى في السنودس الإقليمي، في منصب يشبه منصب "الأسقف المُصلح". كما كان مسؤولًا عن إصلاح النظام المدرسي.

كان بولينجر واعظًا لا يكلُّ. فطوال السنوات العشر الأولى من خدمته في زيورخ، كان يلقب ست أو سبع عظات أسبوعيًّا. وبعد عام 1542، ابتدأ يلقي عظتين فقط في الأسبوع، يومي الأحد والجمعة، الأمر الذي أتاح له أن يُكرِّس نفسه لجدول صارم من الكتابة. سار بولينجر على خطى زوينجلي في أسلوب الوعظ المسمَّى lectio continua ("القراءة المستمرة")، والذي يتمثَّل في الانتقال من آية إلى الأخرى بالترتيب، عبر أسفار كاملة في الكتاب المقدس. وكانت عظاته التفسيرية كتابية، وبسيطة، وواضحة، وعملية. وفي المُجمل، يقدَّر عدد العظات التي ألقاها بولينجر في زيورخ بين سبعة آلاف وسبعة آلاف وخمسمئة عظة. وشكَّلت هذه العظات التفسيرية أساسًا لكتب التفسير التي أصدرها، والتي غطَّت الكثير من أسفار الكتاب المقدس.

كذلك، كان بولينجر راعيًا واسع الصدر. فقد كان بيته مفتوحًا للأرامل، والأيتام، والغرباء، والمنفيين، والإخوة المضطهَدين. وكان يعطي المحتاجين الطعام، والملابس، والمال دون أيِّ مقابل. بل وقد تمكن من تدبير معاش لأرملة زوينجلي، وتعليم أولاده مع أبنائه وبناته. فقد كان راعيًا مخلصًا. وأصدر واحدًا من أوائل الكتب البروتستانتية التي هدفها تعزية المرضى والمحتضرين. والعديد من المؤمنين المضطهدين في إنجلترا هربوا من حُكم ماري تيودور المستبد في زيورخ، ووجدوا ملاذًا بين ذراعي بولينجر المفتوحة. ولدى عودتهم إلى الوطن، أصبحوا من البيوريتانيين الإنجليز الرواد.

وإذ كان بولينجر يتمتع بإمكانيات لاهوتية كبيرة، اشترك في كتابة إقرار الإيمان الهالفيتي الأول (عام 1536)، ولعب دورًا رئيسيًا في إصدار وثيقة "إجماع تيجورينوس" (عام 1549). كان إقرار الإيمان الهالفيتي الأول هو أول إقرار إيمان سويسري قومي؛ أما وثيقة "إجماع تيجورينوس"، فكانت محاولة من كالفن وبولينجر لحسم الخلافات البروتستانتية حول العشاء الرباني. وفي أثناء المناقشات التي دارت حول هذه الوثيقة، دعا بولينجر كالفن إلى زيورخ لإجراء محادثات وجهًا لوجه. قبل كالفن هذه الدعوة. وفي 20 مايو عام 1549، سافر كالفن وويليام فاريل (William Farel) إلى زيورخ، حيث التقيا مع بولينجر. وتوصَّل كالفن وبولينجر إلى اتفاق معًا بشأن الفرائض، وهو الاتفاق الذي أسهم في توحيد الجهود المُصلحة في جنيف وزيورخ. ومن خلال تلك الوثائق العقائدية، ساهم بولينجر في زيادة حماس سويسرا في بدايات عملية إصلاحها. هاجم بولينجر عقيدة لوثر عن الحضور المزدوج في العشاء الرباني، ودحض تعليم طائفة "معيدي المعمودية" عن المعمودية. لكنه ظل منفتحًا تجاه مختلف الحركات المتشدِّدة الأخرى.

خلال هذا الوقت، كان الملوك الإنجليز يطلبون مشورة بولينجر، ومنهم إدوارد السادس (عام 1550)، وإليزابيث الأولى (عام 1566). وكان بولينجر يحسب قادة كنيسة إنجلترا رجال دين مصلَحين، وشركاء لهم في صراعهم مع روما. وقد أهدى بولينجر أجزاء من كتابه بعنوان Decades ("عقود") لكلٍّ من الملك إدوارد السادس والليدي جين جراي. وعلى نطاق أوسع، حافظ بولينجر على تواصل جيد مع القادة المُصلحين الآخرين في كلِّ أنحاء العالم البروتستانتي، ومنهم فيليب، الذي كان لاندغراف من هيس. وأسهمت مشورته الحكيمة والمتوازنة في تقديم التوجيه والإرشاد الذي كان كثيرون في حركة الإصلاح في أمس الحاجة إليه.

في السنوات الأخيرة من حياة بولينجر، عانى الكثير من الوفيات المأساوية، حيث ماتت زوجته آنا، والكثير من بناتهما، إثر تفشي الطاعون في عامي 1564-1565. وأصيب بولينجر نفسه بالمرض الشديد خلال الموجة الثانية من تفشي الوباء. ومع أنه خرج من الوباء على قيد الحياة، ظلت حالته الصحية ضعيفة، وتوفي في 17 سبتمبر عام 1575 بعد أربعة عقود من الخدمة الدؤوبة والفعَّالة، تاركًا وراءه إرثًا غنيًّا من حقائق النعمة السيادية التي أسهمت في إضفاء ترتيب لاهوتي وكنسي على الإصلاح.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

ستيفن لوسان
ستيفن لوسان
الدكتور ستيفن لوسان هو مؤسس هيئة خدمات وانباشون (OnePassion). وهو عضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير، ومدير برنامج الدكتوراه في الخدمة في كلية لاهوت (The Master’s Seminary)، ومدير لمعهد الوعظ التفسيري. وقد كتب أكثر من عشرين كتابًا.